حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق ، مظاهر تدل على نشوز الزوجة 

حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق ، مظاهر تدل على نشوز الزوجة 
حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق

حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق ، مظاهر تدل على نشوز الزوجة من المعلومات التي يجب على النساء والرجال من المسلمين التعرف عليها قبل الوقوع في النشوز، إذ أنَّ البعض نتيجة تهوره يضيع كثيرًا من حقوقه سواء بالنسبة للرجل أو بالنسبة للمرأة، وسوف نتعرف في هذا المقال على تعريف النشوز في الإسلام، وسوف نتعرف على حقوق الزوجة في الإسلام بعد الطلاق، وعلى مظاهر تدل على نشوز المرأة، وعلى كيف يمكن للرجل أن يتعامل مع الزوجة الناشز وما إلى هنالك من معلومات وأحكام متعلقة بطلاق الناشز.

تعريف النشوز في الإسلام

يشير مفهوم النشوز في الإسلام إلى استعلاء المرأة وترفعها عن زوجها والخروج عن طاعته، والامتناع عن أداء حقوق الزوج أيضًا، وإنَّ هذا المصطلح مأخوذ من كلمة النشوز في اللغة العربية، وهي المكان المرتفع عن الأرض، وأطلق على المرأة التي تخالف زوجها وتخرج عن طاعته بهذا الاسم لأنها ارتفعت واستعلت عليه واستخفَّت بحقه مثل المكان المرتفع من الأرض، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في كتابه العزيز، إذ قال جلَّ من قائل: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”،[1] ويطلق هذا المصطلح على الزوج أيضًا، إذا ما أساء عشرة الزوجة وامتنع عن أداء حقوقها، وقد قال تعالى في ذلك أيضًا في سورة النساء: “وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”،[2] وورد في تفسير الألباب عن الكلبي أنه قال عن نشوز الرجل: “نشوز الرَّجُل للزوجة : ترك مُجَامَعَتِها، وإعراضُهُ بوجْهه عَنْها، وقلة مُجَالَسَتِها “، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق

إنَّ المرأة الناشز عمومًا هي المرأة التي تخرج عن طاعة زوجها، وتخرج من بيت زوجها دون إذنه في إعلان للعصيان والخروج من تحت حكم الزوج، كما أنَّه في الوقت الحالي قد يحدث خلاق وشقاق بين الزوج والزوجة فتخرج من بيت زوجها دون إذنه، فيوجه لها إنذار الطاعة، وإذا ما رفضت تعبتر في القانون أيضًا ناشزًا، وتخسر الزوجة الناشز العديد من الحقوق التي تستحقها بعض الطلاق وتحتفظ بالعديد منها، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق إذا طلقها زوجها بالتفصيل:[4]

  • يحق للمرأة الناشز بعد الطلاق أن تحصل على مؤخر المهر إذا كانت قد حصلت على المقدم سابقًا، وإذا لم تكن قد حصلت على شيء تحصل على كامل المهر، ويجب على الرجل أن يؤدي هذا المهر لها دون نقصان لأنه دين في عنقه.
  • تحصل على ممتلكاتها الخاصة الموجودة في منزل زوجها، إضافة إلى الذهب الذي تملكه إذا كان الزوج قد أخذ منه شيئًا يجب عليه إعادته إلى زوجته دون نقصان، لأنَّه ملك لها ولا يحق له أن يأخذ منه شيئًا.
  • نفقة الأولاد كاملة من نفقات طعام وسكن وتعليم وعلاج وملابس وما إلى هنالك تحصل عليها كاملة، ولا تتأثر حقوق الأولاد بنشوز الزوجة.
  • تحصل على أجر رضاعة أو حضانة للأطفال، لأنَّ هذا المال بدل عن تربية الأولاد والأطفال، ولا يتأثر بنشوز الزوجة إذا طلقها الزوج.

ما هو إنذار الطاعة في الطلاق

يستخدم مصطلح إنذار الطاعة في المحاكم عندما تنشز المرأة عن زوجها، فإذا خرجت المرأة من بيت زوجها إلى منزل آخر دون موافقة الزوج ودون سبب أو عذر ضروري لذلك، بالإضافة إلى رفضها التفاوض مع الزوج، يرسل لها الزوج إنذارًا عن طريق المحكمة، يطلق على هذا الإنذار اسم إنذار الطاعة، في إشارة إلى دعوة المرأة للعودة إلى طاعة الزوج كما كانت سابقًا، ويتم منح الزوجة مهلة مدة شهر كامل، فإذا استجابت تتم المصالحة بينها وبين زوجها والبت في المشاكل الموجودة بينهما، وقد تعترض المرأة على إنذار الطاعة وتبين للقاضي أسباب خروجها من منزل زوجها وطاعة زوجها، وقد يكون لها أعذار وأسباب قوية يقبلها القاضي وقد يحكم بالطلاق أو الصلح بين الزوجة وزوجته، وأمَّا إذا لم تستجب المرأة لإنذار الطاعة فإنَّها تعتبر ناشزًا، وترفع بحقها دعوى نشوز، وتأخذ القضية مسارًا مختلفًا، ويتم بعدها أيضًا متابعة إجراء المحكمة فيما إذا كانت المرأة تريد الصلح أو الطلاق، وتتخذ بحقها الإجراءات المناسبة، وتأخذ حقوقها التي تستحقها.[5]

شاهد أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

مظاهر تدل على نشوز الزوجة

توجد العديد من التصرفات التي تميز الزوجة الناشز عن غيرها من الزوجات، إذ أنَّ بعض الرجال يعتقد أن جميع تصرفات المرأة التي لا توافق هواه ولا تعجبه تعتبر نشوزًا، غير أنَّ هناك بعض المظاهر والتصرفات التي تدل على نشوز المرأة، إضافة إلى أنَّ صفات الزوجة الناشز تظهر من تلك التصرفات، وفيما يأتي سيتم إدراج بعض هذه المظاهر:[4]

  • تمتنع المرأة الناشز عن تمكين زوجها منها في الفراش، ويعدُّ الجماع من حقوق الزوج حسب عقد الزواج المبرَم بينهما، وهو من غايات الزواج من أجل أن يعف كلا من الرجل والمرأة نفسيهما عن الفواحش، ويعدُّ هذا التصرف من الكبائر في الإسلام، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”.[6]
  • خروج المرأة من بيت زوجها دون إذنه خصوصًا إذا ما منعها من الخروج، لأنَّ خروج المرأة من منزل زوجها دون إذنه لا يجوز حتى لو كان إلى منزل أهلها أو لزيارة مريض أو حتى إلى المسجد،
  • سفر المرأة وحدها دون محرم ودون إذن زوجها يعدٌّ ذلك أيضًا من نشوز المرأة، لأنَّه طالما أنَّ الخروج من بيتها لا يجوز إلا بإذن الزوج، فمن باب أولى أن يكون السفر دون محرم أيضًا أشدُّ حرمةً، وقد ورد أيضًا في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَومٍ وَلَيْلَةٍ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا”.[7]
  • إذا انتقل الرجل إلى منزل جديد ورفضت المرأة الخروج مع زوجها إلى ذلك المنزل دون عذر شرعي تعدُّ أيضًا امرأة ناشزًا.

شاهد أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق شرعاً

كيف يتصرف الزوج مع زوجته الناشز؟

لقد بيَّن الشرع الإسلامي معظم التفاصيل حول العلاقة بين الزوج والزوجة، كما بين كيف يعامل كل منهما الآخر حتى ينال كل منهما حقوقه ويقوم بالواجبات المفروضة عليه على أكمل وجه، وقد حضَّ الشرع على المعاملة الحسنة والرفق واللين والقول الحسن، وقد بيَّن الله تعالى في الآية الكريمة كيف يتصرف الزوج مع زوجته إذ قال جلَّ من قائل: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”،[1] وفيما يأتي سيتمُّ توضيح خطوات التعامل مع الزوجة الناشز بالترتيب:[8]

  • يبدأ الزوج بوعظ زوجته بالكلام الطيب واللين، حتى يرقق قلبها ويدفعها إلى الرجوع عن نشوزها، ويذكر لها الأحاديث النبوية الشريفة والآيات الكريمة التي تتعلق بالنشوز وواجبات المرأة تجاه زوجها، كما يمكن إرشادها للاستماع إلى كلام بعض العلماء من أهل الفضل خصوصًا من الذين تحبُّ المرأة الاستماع إليهم.
  • إذا لم تتراجع المرأة عن النشوز ينتقل الزوج إلى الخطوة الثانية، وهي الخطوة العكسية حيث يهجر الزوج زوجته في رد فعل علاجي، فقد تتأثر الزوجة بهجران زوجها لها في الفراش وابتعاده عنها، وبذلك تلجأ إلى الطاعة والعودة إلى عش الزوجية وطاعة الزوج كما أمرها الله تعالى.
  • إذا لم تنفع تلك الأمور يمكن للرجل أن يضرب زوجته في الإسلام ضربًا غير مبرح، وذلك في حال بقائها على نشوزها وعصيانها وعدم الاستجابة لكلام الزوج ومتطلباته.
  • إذا لم تنفع هذه الأمور يلجأ الزوج إلى إدخال وسطاء من أهله وأهلها لإيجاد حل للمشاكل بينهما والضغط عليها، وإذا لم يجد ذلك نفعًا مع المرأة الناشز أيضًا يمكن أن يرفع الأمرر إلى القاضي، وسوف يتم البت بينه وبين زوجته من خلال المحاكم عبر القاضي.

شاهد أيضًاهل يجوز الطلاق في الحيض

هل يحق للزوجة الناشز طلب الطلاق

إنَّ الزوجة الناشز هي التي تخرج عن طاعة زوجها وتعلن العصيان على الحياة الزوجية، وقد يكون لها الأسباب والأعذار المقنعة، وبالتأكيد يجوز للزوجة الناشز أن تطلب الطلاق، حيث أنَّها إذا نشزت وخرجت من بيت زوجها ورفض الزوج تطليقها، تستطيع أن تطلب طلاق الضرر إذا استطاعت أن تثبت الضرر الذي تسببه لها، وإذا لم يكن هناك ضرر وإنما كرهت الزوج وضاقت ذرعًا بالحياة معه، يمكنها أيضًا أن تطلب طلاق الخلع، وهو أن تتنازل عن جميع حقوقها بما في ذلك النفقة إن وجدت والمهر كاملًا مقدمه ومؤخره، ويحق لها ذلك، وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[9] وهذا الحديث لم يميز بين الزوجة الناشز أو غير الناشز، إذ يجوز لأية زوجة أن تطلب الخلع من زوجها وترد له المهر وتتنازل عن الحقوق ولا حرج في ذلك والله تعالى أعلم.

متى يسقط حكم النشوز

إنَّ حكم النشوز في الإسلام يظل فقط في الطلاق الرجعي ويسقط في حال طلاق البائن، سواء كان بينونة كبرى أو بينونة صغيرى، لأنَّها في هذه الحالة تخرج الزوجة من إطار العلاقة الزوجية، وتصبح أجنية عن الزوج وليس له أن يطلبها إلى الطاعة، ولأنَّها تخرج من عصمته فلا تعدُّ ناشزًا، بل تصبح امرأة أجنبية عنه، لأنَّ طلاق البائن بينونة صغرى يحتاج الزوج فيه إلى عقد جديد ومهر جديد وإذن ولي الأمر إضافة إلى الشهود حتى يرجع زوجته إليه مرة أخرى، أمَّا طلاق البائن بينونة كبرى فإنَّ الزوجية لا تعود حلًّا لزوجها إلا إذا تزوجت من رجل آخر عفوًا دون تخطيط لذلك، وإذا ما تطلقت من الزوج الثاني أيضًا دون أن يكون ذلك حسب تخطيط مسبق يجوز للزوج الأول إرجاعها، والله تعالى يقول في ذلك: “فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”،[10] ولذلك النشوز يبقى قائمًا خلال الزواج قبل الطلاق أو في فترة عدة الطلاق الرجعي فقط.

شاهد أيضًا: كفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة

أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق في الإسلام

وضَّح الفقهاء من أهل العلم أنَّ هناك أسباب تُجيز للمرأة طلب الطلاق من زوجها وليس عليها شيء في ذلك، حيث أنَّ الأصل أنَّ المرأة لا يجوز لها أن تطلب الطلاق دون عذر، فإذا ما أظهرت أسبابًا مقنعة يجب على القاضي أن يقر لها بالطلاق إذا قدمت الأدلة الكافية والإثباتات على ذلك، حيث أن غاية الإسلام هي المحافظة على الأسرة وتماسكها وبالتالي المحافظة على المجتمع وتماسكه، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأسباب التي تجعل المرأة تطلب الطلاق في الإسلام:[11]

عدم الإنفاق

إنَّ امتناع الزوج عن الإنفاق على الزوجة والأولاد، والامتناع عن تأمين الطعام والشراب لهم، وغيرها من نفقات مثل نفقة المسكن المستقل، وتعدُّ هذه أحد أهم الأسباب التي تبيح للمرأة طلب الطلاق، وتنتشر هذه الحالة بين الأزواج، وقد أشار ابن قدامة رحمه الله في كتاب المغني إلى ذلك قائلًا: “وجملته أن الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه، فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه”، ويلحق بهذه الحالة بخل الرجل الذي يمنعه من الإنفاق وجلب المستلزمات المطلوبة للمنزل.

الضرر والتعنيف

إنَّ تعرض المرأة للضرر والأذى من الزوج، سواء أذى نفسي بالسب والشتم والإهانة، أو أذى جسدي بالضرب المبرح من دون أسباب شرعية تبيح له ذلك، من الأسباب التي تستحق الطلاق، وقد قال الشيخ الدردير في كتاب الشرح الكبير: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر وكوطئها في دبرها”، ولو تعرضت المرأة للضرب والشتم مرة واحدة من زوجها دون سبب شرعي يجوز لها طلب الطلاق.

غياب الزوج والسجن

إنَّ اختفاء الزوج فترة طويلة وانقطاع أخباره عن الزوجة يبيح لها طلب الطلاق، وقد رأى الفقهاء أنَّ الزوج إذا غاب عن زوجته ستة أشهر يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق، وذهب المالكية إلى أنَّ مدة الغياب يجب أن تكون سنة على الأقل، ورأى البعض أنَّه إذا كان غياب الزوج بعذر لا يجوز لها ذلك، بينما رأى البعض أنه يجوز، لأنَّ الوطء هو حق لها كما هو واجب عليها، فإذا خشيت المرأة على نفسها الفتنة والضرر وأرسلت إلى زوجها أن يرجع مع إعطائه مهلة محددة للرجوع  ولم يرجع يجوز لها عند ذلك طلب الطلاق.

وجود عيب في الزوج

إنَّ كثير من العيوب تؤدي إلى نفور الزوجة من زوجها ولا تعود تطيقه لأن في ذلك عدم تحقيق غايات الزواج الأساسية في إعفاف الزوجين، وقد يكون العيب عقليًا أو بدنيًا، وقد أجمعت المذاهب الأربعة على جواز طلب الطلاق في هذه الحالة، ومن أهم العيوب التي تبيح للزوجة طلب الطلاق من زوجه: عدم القدرة على وطء الزوجة بسبب مرض العنة أو الإخصاء إضافة إلى الجنون، البرص، الجذام.

فسوق الزوج

إذا كان الزوج فاسقًا وعاصيًا ولا يرتد عن معصية الله تعالى، يجوز للزوجة طلب الطلاق، مثل ارتكاب الكبائر وعدم أداء العبادات المفروضة، ولكن إذا لم يأتِ الزوج بما يوجب الكفر، لأنَّه في هذه الحالة ينحلُّ عقد الزواج دون طلب الطلاق، وإذا صبرت الزوجة ونصحت زوجها ولم يرتد الزوج، عند ذلك يجوز لها الطلاق، فإذا رفض أن يطلقها يجوز لها أن ترفع هذا الأمر للقاضي، وقد قال الإمام ابن عثيمين في امرأة تطلب الطلاق من زوجها لأنه مدمن مخدرات: “طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز، لأن حال زوجها غير مرضية، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير”.

منعها من زيارة أهلها

عندما يمنع الرجل زوجته من رؤية أهلها لمدة طويلة يجوز لها طلب الطلاق، وأن ترفع أمرها إلى القاضي، خصوصًا إذا كان ذلك المنع من دون سبب شرعي، حيث أنَّ العديد من المذاهب الفقهية أجازت للرجل أن يمنع زوجته من الذهاب إلى أهلها إذا كان عندهم فسق ومعصية وما إلى هنالك من أمور لا ترضي الله.

نفور الزوجة من الزوج

تجد الزوجة في بعض الأحيان في نفسها نفورًا من الزوج، دون أن تعرف أسباب ذلك ولكنها لم تعد تطيقه، وعند ذلك يحقُّ لها أن تطلب الطلاق من زوجها، حيث أنَّها لن تستطيع تحقيق غايات الزواج معه ولا أن تعفه، وقد أشار الشيخ ابن جبرين إلى ذلك قائلًا: “وفي هذه الحالة يستحب لزوجها أن يطلقها إذا رأى منها عدم التحمل والصبر بحيث يعوزها ذلك إلى الافتداء والخلع، فإن في طلبها الطلاق تفريجًا لما هي فيه من الكربات ولا إثم عليها في ذلك”.

في ختام مقال حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق تعرفنا على مفهوم النشوز في الإسلام، وعلى التصرفات التي تدل على نشوز الزوجة، كما تمَّ إدراج تفصيل حقوق الزوجة الناشر بعد الطلاق في الإسلام، وعلى كيفية التصرف مع الزوجة الناشز، إضافة إلى التعرف على موعد سقوط حكم النشوز وما إلى هنالك من تفاصيل ومعلومات متعلقة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل تستحق الناشز نفقة عدة؟
إذا تمَّ إثبات نشوز الزوجة من قبل الزوج وتمَّ إسقاط النفقة عنها فلن تأخذ نفقة خلال قضاء عدتها الشرعية، ولذلك فإنَّها لا تستحق النفقة إلا إذا كانت حاملًا فإنَّها تأخذ النفقة حتى تضع حملها، أمَّا نفقة الأولاد جميعها بما فيها نفقة الطعام والملابس والمسكن مع أولادها فإنها تاخذها، إضافة إلى نفقة حضانة الأولاد والأطفال إلى يصلوا إلى سن الرشد، وتأخذ الزوجة الناشز ممتلكاتها الشخصية الخاصة بها، إضافة إلى المهر إذا كان الزوج هي الذي طلقها ولم تطلب طلاق الخلع.
هل يجوز للرجل أن يسكن مع طليقته واولاده في بيت واحد؟
إذا طلق الرجل زوجته طلاقًا رجعيًا يجوز له أن يسكن مع طليقته طوال فترة العدة، لأنَّه في هذه الحالة يجوز له إرجاعها إلى عصمته دون عقد ودون مهر ودون إذنها أيضًا، أمَّا في حال انتهت عدتها وأصبحت مطلقة بائن بينونة صغرى، أو بينونة كبرى، لا بجوز أن يسكن الرجل مع طليقته في نفس البيت، إلا إذا استطاع الزوجة أو الزوجة أن يسكن في غرفة منفصلة عن المنزل بمرافقها ومدخلها ومخرجها أيضًا، لأنها أصبحت أجنبية عنه، ولا يجوز أن يجلس الرجل مع طليقته إلا بوجود محرم لها، وقد ورد في الموسوعة الفقهية: "وأما البائن فلا سكنى لها , وتعتد حيث شاءت . فلو كانت دار المطلق متسعة لهما , وأمكنها السكنى في غرفة منفردة , وبينهما باب مغلق -أي بمرافقها- وسكن الزوج في الباقي جاز , فإن لم يكن بينهما باب مغلق ووجد معها محرم تتحفظ به جاز , وإلا لم يجز".
هل يجوز الكشف على طليقي؟
لا يجوز للمرأة إذا انتهت عدتها من الطلاق الرجعي أو طلقت طلاق بينونة كبرى أن تظهر على طليقها، لأنها أصبحت عنه أجنبية، وإذا كان لديها أولاد منه، وحضر لرؤية أولاده يجب يكون عندها من تسقط معهم الشبهة مثل أخواتها أو أحد إخوتها أو والدها أو أمها، حتى لو كان الأولاد فإن وجود الأولاد وحدهم لا يكفي، وهذا ما ذهب إليه معظم الفقهاء، ولا شكَّ بأنها تظهر أمامه محجبة كما تظهر أمام الرجال الأجانب وهكذا، لذلك لا يجوز لقاء الزوجة وطليقها إلا بوجود من تزول معهم التهمة والشبهة ودواعي الفتنة والله تعالى أعلم.

المراجع

  1. ^ سورة النساء، الآية 34
  2. ^ سورة النساء، الآية 128
  3. ^ wikiwand.com، نشوز، 22/02/2023
  4. ^ islamweb.net، الحقوق المادية والمعنوية للمطلقة الناشز، 22/02/2023
  5. ^ aliftaa.jo، قانون الأحوال الشخصية، 22/02/2023
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 5193، صحيح
  7. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 1339، صحيح
  8. ^ islamweb.net، كيف أفعل مع زوجتي الناشز، 22/02/2023
  9. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  10. ^ سورة البقرة، الآية 230
  11. ^ alukah.net، حكم الطلاق، 22/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *