حكم عمليات التجميل الضرورية وغير الضرورية

حكم عمليات التجميل الضرورية وغير الضرورية
حكم عمليات التجميل

حكم عمليات التجميل الضرورية وغير الضرورية من المعلومات التي يبحث عنها الكثير من الزوار وخصوصًا من العالم الإسلامي، حيث يجب التعرف على مثل تلك الأحكام حتى لا يقع المسلم في أمور ومعاصي لا ترضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن العمليات الجراحية التجميلية بشكل موجز، وسوف نتعرف على حكم عمليات التجميل العلاجية، وعلى حكم عمليات التجميل التحسينية غير الضرورية، وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.

معلومات عن عمليات التجميل

تعدُّ العمليات التجميلية من الوسائل التي يقوم بها البشر من أجل تحسين المظهر الخارجي للإنسان بشكل عام، ولكن ليس بالضرورة أن يكون تحسينًا زائدًا عن حاجة الإنسان من أجل التجميل والتحسين، وإنما قد يكون ضرورة علاجية من أجل علاج العديد من التشوهات سواء الخلقية منها أو التي تنتج بسبب حوادث معينة كالحروق وحوادث السيارات وغيرها، ولكن توجد أنواع كثير من الطب التجميلي تستخدم فقط من أجل تحسين المظر العام للأشخاص أو تحسين بعض الأعضاء في جسم الإنسان، مثل تجميل الثديين أو التقشير بالليزر أو الحقن بالهالورونيك أو بالبوتوكس، أو عمليات شد العنق أو شد الوجه، وغير ذلك من العمليات المختلفة، وتندرج هذه العمليات تحت أعمال الطب التجميلي.

وقد شمل الطب التجميلي قديمًا على علاج العديد من الأمراض الجلدية والجراحات الترميمية، ورغم ذلك فقط تطور هذا المفهوم ليشمل مجموعة واسعة من الإجراءات والعمليات التجميلية الضرورية منها والتحسينية، كما هنالك عمليات منها غير جراحية تندرج تحتها مثل: عمليات شد الجلد بالموجات المتذبذبة، عمليات شفط الدهون، التقشير الكيميائي، وهنال العديد من المختصين في الطب التجميلي يجمعون بين الطريقتين في بعض الأحيان، وفي معظم الأحيان تكون عمليات الطب التجميلي أو الجراحة التجميلية اختيارية بالنسبة للإنسان، ولكنها تحسن من طبيعة حياته من دون أن تشكل خطرًا عليه، كما أنها تعزز فيه السعادة النفسية والاندماج في المجتمع ودوره الاجتماعي.[1]

حكم عمليات التجميل

لقد فرَّق العلماء من أهل الفقه في الإسلام في حكم عمليات التجميل التي يقوم بها الناس في الوقت الحالي، ولذلك أخذت هذه العمليات أكثر من حكم، إذ أنَّه هنالك نوع من عمليات التجميل التي لا يجوز القيام بها وهي محرمة في الشرع الإسلامي، وهنالك نوع آخر من عمليات التجميل جائز ولا حرج على المسلم في القيام به، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في كلا النوعين من عمليات التجميل:[2]

حكم عمليات التجميل العلاجية

وهي عمليات تجميل ضرورية يقوم بها الشخص من أجل إزالة العيوب التي قد تكون خَلقية أو تنتج من حادث أو مرض أو حرق وغير ذلك، فقد يولد أحد الأشخاص بعيب خلقي مثل إصبع زائد أو رجل أقصر من رجل أو أذن أكبر من أذن، ويحتاج إلى تعديل وإصلاح ذلك العيب، وفي هذه الحالة فإنَّ عمليات التجميل جائزة كونها ضرورية، وليست من باب الرفاهية وزيادة الحسن، وقد ورد في الحديث عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة: “أنَّ عرفجةَ بنَ أسعدَ قُطِعَ أنفُهُ يومَ الكُلَابِ فاتَّخذَ أنفًا من وَرِقٍ فأنتَنَ عليهِ فأمرَهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فاتَّخذ أنفًا من ذهبٍ”،[3] وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة التي تزيل الشعر من بين الحاجبين والتي تطلب ذلك أيضًا، ولعن المتفلجات وهنَّ اللواتي يبردنَ أسنانهن لإظهار الحسن وحتى يظهرن أصغر سنًا، وهذا لمن فعتله للحسن وليس للضرورة، فقد قال الإمام النووي: “الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ، فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن , أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِ لِعِلاجٍ أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه فَلا بَأْس”.

حكم عمليات التجميل التحسينية

تعتبر الجراحة التحسينية من أنواع عمليات التجميل التي تهدف إلى تحسين مظهر صاحبها، وهي ليست ضرورية بل زائدة عن الحاجة ومن أجل زيادة الحسن والجمال وليس من أجل إزالة عيب أو عاهة، مثل تصغير أو تكبير الثديين أو تجميلهما، أو تجميل الأنف، أو عمليات شد الوجه وما إلى هنالك، فهي محرمة ولا تجوز في الإسلام، لأنَّها أساسًا لا تنطلق من دوافع ضروة أو حاجة، وقد تكون تغيير في خلق الله تعالى والعبث بصفات خلق الله حسب أهواء ورغائب الناس، وقد أجمع الفقهاء من أهل العلم في الإسلام على تحريم هذه العمليات، وقد سئل ابن عثيمين عن ذلك فأجاب بقوله: “هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن ، وهو محرم لا يجوز ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب”، و قد استدلوا بالعديد من الأدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج هذه الأدلة بشكل مفصل:

  • الدليل من القرآن الكريم: قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَاناً مَرِيداً * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ”،[4] وهذا تحذير شديد من تغيير خلق الله تعالى، وتكون العمليات محرمة من باب أولى.
  • الدليل من السنة النبوية: ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ”.[5]

أشهر عمليات التجميل المحرمة في الإسلام

هنالك كثير من عمليات التجميل المحرمة والتي لا تجوز في الشرع الإسلامي، والتي تندرج تحت نوع عمليات التجميل التحسينية غير الضرورية، ويجب الاطلاع عليها من قبل المسلمين حتى يتجنبوا الوقوع فيها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أشهر عمليات التجميل التي حرمها الله تعالى:

  • تجميل الأذنين.
  • تجميل البطن.
  • تجميل الساعد.
  • تجميل الذقن.
  • تجميل الأنف سواء من خلال التصغير أو تغيير الشكل.
  • تجميل الوجه من من خلال شد التجاعيد أو إجراء عمليات تقشير بالليزر أو كيمياوي أو الحقن.
  • تجمل الأرداف من خلال شد الجلد أو تهذيب الحجم حسب المرغوب.
  • تجميل الثديين من خلال التصغير أو التكبير أو إدخال الأثداء الصناعية داخل جوف الثدي.
  • تجميل اليدين من خلال شد التجاعيد وخصوصًا عند كبار السن.
  • إطالة القامة.
  • تجميل الحواجب أو الجفون ورفعها.
  • تبييض البشرة بشكل دائم.
  • نفخ الشفاه أو الخدود.
  • تجميل الأسنان من خلال وضع الكريستال عن طريق التثبيت الدائم أو الحفر.

مقالات قد تهمك

هل السلام باليد يفطر الصائم ، حكم صيام المرأة التي صافحها أجنبي هل يجوز صلاة المرأة بالبنطلون وما حكم الصلاة فيه للرجال
هل يجوز رسم العين فقط وما هو حكم رسم الوجه فقط ما هو حكم عدم السجود عند قراءة القرآن الكريم
ما هو حكم امتناع الزوجة عن زوجها بدون سبب في الفراش حكم زيارة المقابر للحائض ، ضوابط زيارة المرأة للمقابر
حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب والارهاق حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم عمليات التجميل الضرورية وغير الضرورية وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن عمليات التجميل والطب التجميلي، وعلى حكم عمليات التجميل العلاجية والضرورية في الإسلام، وعلى حكم إجراء عمليات تجميل تحسينية غير ضرورية، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، طب تجميلي، 13/01/2024
  2. ^ islamqa.info، حكم عمليات التجميل، 13/01/2024
  3. ^ تحفة المحتاج ، عبدالرحمن بن طرفة بن عرفجة، ابن الملقن، 59، صحيح
  4. ^ سورة النساء، الآيات 117-119
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن مسعود، البخاري، 5948، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *