شرح قصيدة نحن في الخليج وأهم الصور الفنية فيها

شرح قصيدة نحن في الخليج وأهم الصور الفنية فيها يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من الطلاب لأنَّ هذه القصيدة من القصائد المدرجة في بعض المناهج التعليمية في الدول العربية، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر العماني عبد الله محمد الطائي، وسوف نتعرف على شرح قصيدة نحن في الخليج، وسوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية فيها، وعلى شرح المفردات والكلمات في القصيدة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

لمحة عن الشاعر عبد الله الطائي

يعدُ الشاعر عبد الله بن محمد الطائي أحد أشهر الشعراء في سلطنة عمان في القرن العشرين، وهو شاعر وسياسي شغل منصب وزير عماني ولد في مدينة مسقط في تاريخ 15 من شهر يونيو من عام 1924م، كان من الدفعة الأولى التي تخرجت من المدرسة السلطانية الثانية في مسقط، ثمَّ أرسل إلى العراق وأكمل تعليمه الثانوي هناك، ثم عاد إلى مسقط وعمل في المدرسة السعيدية حتى عام 1949م، وقد تنقل في كثير من البلدان فقد هاجر إلى باكستان وعمل مدرسًا للغة العربية والفقه الإسلامي ومذيعًا في القسم العربي في الإذاعة، ثم عاد إلى البحرين وعمل مدرسًا فيها وشارك في إصدار مجلة صوت البحرين حتى عام 1959م، ثم انتقل إلى الكويت بسبب مضايقات السلطات البريطانية وعمل في وزارة الإعلام ورأس تحرير مجلة الكويت ونائب رئيس تحرير مجلة العربي وشارك في تأسيس رابطة الأدباء، ورجع إلى عمان وشغل منصب وزير الإعلام ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل، توفي الشاعر عبد الله الطائي في تاريخ 18 من شهر يوليو من عام 1973م في أبو ظبي ودفن في مسقط رأسه في مسقط.^[1]

شرح قصيدة نحن في الخليج

تعدُّ قصيدة نحن هنا إن يحن الموعد أو قصيدة نحن في الخليج من أشهر قصائد الشاعر عبد الله بن محمد الطائي، وقد وضعت في العديد من المنهاج الدراسية التعليمية العربية، وقد نظمها الشاعر على بحر السريع وقافية الدال المضمومة وعدد أبياتها كاملة 18 بيتًا، وفيما يأتي شرح أبيات قصيدة نحن في الخليج للشاعر العربي عبد الله بن محمد الطائي:

نحْنُ هنا إِنْ يحنِ الموعدُ
ويبعث الصرخةَ مستنجدُ
على امتدادِ الأفقِ أهدافُنا
رنا إليها الموج والفرقد
نسابقُ الدهرَ إلى مطلبٍ
منْ منبعِ الأمجادِ يسترفد

يبدأ الشاعر بالحديث عن أهل الخليج حيث يقول: نحن هنا في الخليج العربي عندما يحين موعد مدِّ يد العون أو المساعدة نقف صفًا واحدًا متجهزين ومتأهبين لأي صرحة استغاثة أو استنجاد، وعندما يحين موعد تلك الصرخة ننطلق مسرعين ملبين لا نتوانى عن مد يد العون، وأهدافنا وأحلامنا على امتداد الأفق لا نهاية لها، فطموحاتنا كبيرة جدًّا ونسعى دائمًا إلى تحقيقها، وقد عرف كل الناس بها حتى أن الأمواج في البحار والنجوم في السما تنظر إليها متعجبة من أحلامنا بسبب بعدها، فنحن نسابق الأيام والسنوات من أجل تحقيق مرادنا ومطلبنا الذي ينسكب من منابع المجد والعلا.

ونبعدُ التثبيط عن أنفسٍ
ليس لها إلا العلى مقصد
صفَتْ كمثل النورِ أفعالُنا
فليسَ منا الخائرُ المفسد
الهدفُ الأسمى لنا دائمًا
عن وجهةِ الأعين لا يبعد

ونحن ماضون إلى تحقيق أهدافنا وأحلامنا ولا يردعنا ولا يخفف عزائمنا شيء مهما بلغت قوته، فأنفسنا ليس لها من هدف إلا بلوغ المجد والعلا ولن تتقاعس أبدًا، وأعمالنا وأفعالنا كلها شفافة مشرقة مشعة مثل الأضواء التي تشع على الناس، ولا يوجد فيما بيننا أي شخص مفسد أو متكاسل أو متخاذل لذلك نحن ماضون إلى تحقيق أحلامنا وأهدافنا وطموحاتنا من دون تباطؤ، وأهدافنا الأهم والغايات الأسمى لنا أمام أعيننا حاضرة لا تبعد ولا تغيب، أي في عقولنا وقلوبنا نسعى في كل وقت إليها.

نحنُ هنا إِنْ يحنِ الموعدُ
لدعوةِ العربِ هنا نرصدُ
باللهِ إنْ وافتك أصداؤها
فاهتفْ أخي حان الذي تنشد
زمجرةُ الأبطال كم ردَّدتْ
لبيكَ كلُّ بطلٌ أصيد

ونحن هنا في الخليج العربي موجودون دائمًا عندما يحين موعد المساعدة خصوصًا لدعوة إخوتنا العرب للتعاون والتضامن والتكاتف، فإذا ما حانت دعوتهم نحن موجودون بالمرصاد لها نترقب لحظة سماعها، فإذا ما سمعتَ أصداء تلك الدعوة وأصواتها التي تنادي بالوحدة فاهتف معنا ليكون صوتًا واحدًا دائمًا، فكلنا نردد كثيرًا وفي كل وقت لبيكِ يا وحدتنا، وكل شخص منا هو بطل مزمجر وأسد كاسر.

نحمي حمانا بفعال الألى
سادوا فما جاروا ولا استعْبدوا
للمجدِ كلٌ منهمُ عاملٌ
بالمجدِ كلٌّ منهمُ سيّد
يرددُ الصرخةَ مستأسدًا
نحن هنا إِنْ يحنِ الموعد

ونحن في دعوتنا وتعاوننا والمضي إلى تحقيق أحلامنا نسير على خطى أجدادنا الأوائل الذي سطروا التاريخ بحروف المجد وسادوا على العالم ولم يستعبدوا الناس ولم يظلموا منهم أحدًا، وكان كل شخص منهم يسعى ويعمل من أجل المجد فقط، وقد أصبح كل واحد منهم سيدًا عظيمًا بالمجد وحده وبالعمل والسعي والنضال الحقيقي فقط، فقد اعتمدوا على العمل والتضحية والفداء والعمل البناء بالأفعال لا بالأقوال فقط، فاصرخوا بأعلى صوت حتى يصل النداء إلى كل مكان نحن موجودن هنا في الخليج عندما يحين موعد النداء للوقوف معًا.

الصور الفنية في قصيدة نحن في الخليج

شملت قصيدة نحن في الخليج للشاعر العماني عبد الله الطائي العديد من الصور الفنية والبلاغية والتي تضفي على القصيدة لمسات جمالية وفنية تزيدها قبولًا وحسنًا في نفوس القراء والسامعين، وتستخدم تلك الصور البلاغية من كنايات وتشبيهات وطباق بشكل كبير في الشعر العربي خصوصًا والأدب عمومًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة نحن في الخليج:

استعارة مكنية

وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: على امتدادِ الأفقِ أهدافُنا رنا إليها الموج والفرقد، فقد شبَّه الشاعر كل من الموج والفرقد بالإنسان أو الشخص الذي ينظر، ولكنَّه حذف المشبَّه به وهو الإنسان وأبقى على أحد لوازمه وهو الرؤية والنظر، وذكر المشبَّه وهو الموج والفرقد، ولذلك يعدُّ هذا الأسلوب استعارة مكنية.

تشبيه تام

التشبيه التام هو الذي يتم فيه ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ووجه الشبه ولذلك سمي تشبيهًا تامًا، وقد ورد في قوله: صفَتْ كمثل النورِ أفعالُنا فليسَ منا الخائرُ المفسد، فقد شبَّه الشاعر الأفعال بالنور في الصفاء، فالمشبه هي أفعالنا، والمشبه به هو النور، وأداة التشبيه استخدما أداتين هما الكاف ومثل، ووجه الشبه “صفت” من الصفاء والنقاء، لذلك هو تشبيه تام.

أسلوب الكناية

يكنَّي الشعراء والأدباء عادة بكثير من العبارات والكلمات ويستخدمونها في معاني أخرى غير المعاني الأصلية الموضوعة لها، وفي قول الشاعر: الهدفُ الأسمى لنا دائمًا عن وجهةِ الأعين لا يبعد، فقد كنَّى الشاعر بقول عن الأعين لا يبعد بأنَ الهدف لا ينسى وهو حاضر في كل وقت من أجل العمل على تحقيقه، ولكنَّه حقيقة ليس موجودًا أمام الأعين وإنما مجرد كناية فقط.

أسلوب الطباق

يشير أسلوب الطباق إلى استخدام كلمات متعاكسة ومتضادة في القصيدة، وقد وردت في قوله: نحمي حمانا بفعال الألى سادوا فما جاروا ولا استعْبدوا، فكلمة سادوا عكس كلمة استعبدوا، لأنَ السيادة عكس الاستعباد، وليس بالضرورة أن تكون الكلمات بنفس الاشتقاق اللغوي ليكون الأسلوب طباقًا، بل يمكن أن تكون بغير اشتقاق ولكن المعنى نفسه معاكس للكلمة الأخرى.

أسلوب التوكيد

ورد أسلوب التوكيد اللفظي في أكثر من موضع من القصيدة، فقد كرر الشاعر جملة نحن هنا إن يحن الموعد وذلك من باب التوكيد اللفظي والتأكيد على المعنى المطلوب، كما ورد التأكيد أيضًا في قول الشاعر: للمجدِ كلٌ منهمُ عاملٌ بالمجدِ كلٌّ منهمُ سيّد، فقد كرر “كل منهم” أيضًا من باب التأكيد على أنَّ كل شخص منهم هو يسعى بالمجد وهو سيد بذلك السعي.

الأفكار العامة في قصيدة نحن في الخليج

توجد أفكار عديدة في القصيدة حرصَ الشاعر على إيصالها إلى جميع القراء من خلال أبيات شعرية متميزة، ولا بدَّ من التعرف على هذه الأفكار من أجل معرفة المقصود من القصيدة بشكل عام والوصول إلى معانيها وشرحها المفصل، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة نحن في الخليج لعبد الله محمد الطائي:

• نضال أبناء الخليج العربي في سبيل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم الكبيرة في الوصول إلى أعلى مدارج المجد والنهوض لتكون دول الخليج العربي في مقدمة دول العالم.
• استعداد أهل الخليج جميعًا من أجل التعاون والتصامن والمساعدة والوقوف صفًا واحدًا مع إخوانهم العرب في جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج.
• الاعتزاز بتاريخ العرب والأجداد وما بنوه من أمجاد وسيادة بالعدل وليس بالظلم، والتأكيد على عروبة وأصالة الخليج العربي.
• دعوة إلى النهوض والسعي والبناء للوصول إلى العلا وتحقيق كل الطموحات العربية والخليجية.

شرح مفردات قصيدة نحن في الخليج

قد يجد كثير من الناس بعض الصعوبة في معرفة معاني كلمات معينة من القصيدة وقد تكون غامضة بالنسبة لهم، حيث أنَّ كثير من الكلمات المستخدمة في القصائد لا تستخدم بين الناس في الحياة العامة، وذلك لأنَّ اللهجات العربية العامية تختلف بشكل كبير عن اللغة العربية الفصحى التي تستخدم في كتابة الأدب العربي عمومًا والشعر بشكل خاص، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات في قصيدة نحن في الخليج للشاعر العماني عبد الله الطائي:

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة نحن في الخليج وأهم الصور الفنية فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر عبد الله بن محمد الطائي، وعلى شرح قصيدة نحن في الخليج وأهم الصور الفنية والبلاغية فيها، كما تمَّ إدراج الأفكار العامة والرئيسية في قصيدة نحن في الخليج وشرح مفرداتها وغير ذلك من المعلومات.