لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم

لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم
لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم

لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم هو من الأسئلة الدينية التي تتعلق بأسباب تسمية السور والآيات القرآنية بأسمائها المعروفة بين المسلمين، حيث وضح أهل العلم الأسباب المنطقية في أسماء سور وآيات القرآن الكريم وذلك من باب تعريف المسلمين بهذه الأسباب التي لها علاقة واضحة في تفسير القرآن الكريم ومعرفة مقاصد الآيات والسور، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف آية الكرسي وسوف نقوم بإضافة نص هذه الآية وفضلها وتفسيرها.

ما هي آية الكرسي

تُعرّف آية الكرسي بأنّها الآية الأعظم من بين جميع آيات القرآن الكريم، وهي الآية 255 من سورة البقرة، وهي آية مباركة يُستحب أن يقرأها المسلمون في كل يوم من أيام حياتهم لما لها من الفضل والثواب ولما لقارئها من الأجر العظيم من الله رب العالمين، وتبدأ هذه الآية بالإقرار بوحدانية الله رب العالمين، قال تعالى في مطلع هذه الآية: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..} [1]وفيما سوف يأتي سوف نتحدث عن سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم. [2]

نص آية الكرسي

قبل الحديث عن لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم، نقدم فيما يأتي نص هذه الآية كما هو وارد في كتاب الله عز وجل في السورة الثانية وهي سورة البقرة:

{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. [1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم

لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم

إنّ سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم بسبب ذِكْر كلمة الكرسي في هذه الآية، وذلك في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [1]حيث لم يرد في كل كتاب الله تعالى ذكر الكرسي إلّا في هذه الآية، وقد فسّر علماء المسلمين معنى الكرسي في هذه الآية بتفاسير كثيرة، حيث قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: “الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل”، وقال البيهقي: “قد روينا أيضا في هذا عن ابن عباس وذكرنا أن معناه فيما يرى أنه موضوع من العرش موضع القدمين من السرير، وليس فيه إثبات المكان لله تعالى”، والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم

لماذا سميت آية الكرسي بسيدة القرآن

بعد الحديث عن لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم جدير بالقول إنّه قد سُمِّيت آية الكرسي بسيدة القرآن الكريم لأنّها أفضل وأعظم الآيات والسور في القرآن الكريم بالدلائل الكثيرة التي وردت في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنها ما ورد عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- في قوله عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنه قال لأبي المنذر: “يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ” [4]والله تعالى أعلم. [5]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

فضل آية الكرسي

لقد وردت في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين وتظهر فضل آية الكرسي دون غيرها من آيات وسور كتاب الله تعالى، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي: [5]

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “وكَّلني رسولُ اللهِ بحفظ زكاةِ رمضانَ، فأتانى آتٍ، فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه، فقلتُ: لأَرفعنَّك إلى رسولِ اللهِ، قال: إني محتاجٌ، وعليَّ دَينٌ وعِيالٌ، ولي حاجةٌ شديدةٌ فخلَّيتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النَّبيُّ: يا أبا هريرةَ ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ شكا حاجةً شديدةً وعِيالًا، فرحمتُه فخلَّيتُ سبيلَه، قال: أما إنه قد كذبَك وسيعود فعرفت أنه سيعودُ، لقولِ رسولِ اللهِ إنه سيعود، فرصدتُه، فجاء يحثو من الطعامِ (وذكر الحديثَ إلى أن قال:) فأخذتُه (يعني في الثالثةِ) فقلتُ: لأَرفعنَّكَ إلى رسولِ اللهِ، وهذا آخرُ ثلاثِ مراتٍ تزعم أنك لا تعود، ثم تعود، قال: دَعْني أُعلِّمْك كلماتٍ ينفعك اللهُ بها قلتُ: ما هنَّ؟قال: إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ فخلَّيتُ سبيلَه، فأصبحتُ، فقال لي رسولُ اللهِ: ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ زعم أنه يُعلِّمُني كلماتٍ ينفعني اللهُ بها، فخلَّيتُ سبيلَه، قال: ما هي ؟ قلتُ: قال لي: إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكُرسيِّ، من أولها حتى تختم الآيةَ (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ وكانوا أحرصَ شيءٍ على الخير فقال النبيُّ: أما إنه قد صدَقَك، وهو كذوبٌ، تعلم مَن تخاطبُ منذ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ: لا قال: ذاك الشيطانُ”. [6]

  • عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال لأبي المنذر: “يا أبا المنذرِ، أيُّ آيةٍ في كتابِ اللَّهِ أعظمُ؟ -قلتُ: اللَّهُ ورسولِهُ أعلمُ، [فردَّدَها مرارًا ثمَّ] قال [أُبَيٌّ]: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ- فضربَ صَدري، وقالَ: ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ، والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ لِهذِه الآيةِ لسانًا وشفتينِ تقدِّسُ الملِكَ عندَ ساقِ العَرشِ”. [7]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

ما هو سبب نزول آية الكرسي

لم يرد في كتب الحديث وكتب تفسير القرآن الكريم وعلوم القرآن عن أيّ سبب لنزول آية الكرسي، ولكن وردت في بعض الأحاديث الضعيفة التي لا يصح الأخذ بما فيها أنّ سبب النزول هو سؤال بني إسرائيل لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام: “هل ينام ربك؟ فما كان من نبي الله موسى إلّا أن نهاهم عن هذا السؤال وقال لهم:  إتقوا الله! فناداه ربه عزّ وجل: سألوك يا موسى هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين في يديك وقم الليل، ففعل موسى .. فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس فوقع لكبتيه، ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس موسى فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا، فقال تعالى: يا موسى لو كُنت انام لسقطت السماوات والارض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك” و هي رواية لا تصح والله تعالى أعلم. [8]

تفسير آية الكرسي

بدأ الله رب العالمين آية الكرسي بداية عظيمة، وهي بداية التوحيد، فالله تعالى لا إله إلّا هو في السماوات وفي الأرض، الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوًا أحد، فكانت بداية هذه الآية ذكر صفات الله تعالى العظيمة، وأنّه الواحد الحي القيوم جل في علاه، ثمّ قال تعالى إنّه لا تأخذ نوم ولا تعب ولا سنة، تعالى الله عن هذه الصفات التي هي صفات بشرية آدمية لا تليق بذات رب العالمين، فهو الناظر والعارف والعليم والسميع والذي لا يأخذه نوم أبدًا، وهو مالك السماء ومالك الأرض وعنده يوم القيامة شفاعة الناس، فلا يشفع أحد إلّا بإذن الله رب العالمين، والله هو وحده العالم ما بين أيدي العباد، يعلم ما قد كان في القديم وما سوف يكون في المستقبل، وليس لأحد في العالمين علم الغيب إلّا الله رب العالمين، ثمّ ذكر الله رب العالمين في هذه السورة سعة عرشه وعظمة بنيانه، فكرسي الله رب العالمين وسع السماوات ووسع الأرض، وهو العظيم الذي للا يُعد سواه جل وعلا، وهو الذي حفظ السماوات والأرض من الزوال بقوته وقدرته العظيمة جل في علاه، فلا يتعبه حفظ السماء وحفظ الأرض، وهو العلي العظيم. [9]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم

متى تستحب قراءة آية الكرسي

هناك العديد من المواضع والأوقات التي يُستحب أن يقرأ فيها المسلم آية الكرسي، ومنها ما سنذكر في هذه النقاط: [10]

  • يُستحب للمسلم أن يقرأ آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من قَرَأَ الله لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي”. [11]
  • يُستحب أن يقرأ المسلم آية الكرسي بعد كل صلاة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ”. [12]

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه تعريف آية الكرسي ونص هذه الآية ثمّ ألقينا فيه الضوء على لماذا سميت اية الكرسي بهذا الاسم ولماذا سميت آية الكرسي بسيدة القرآن الكريم، ثم تحدثنا عن فضل هذه الآية وسبب نزولها وتفسيرها.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 255.
  2. ^ wikiwand.com، آية الكرسي، 04/01/2023
  3. ^ shamela.ws، كتاب لطائف المعارف، 04/01/2023
  4. ^ صحيح مسلم، أبي بن كعب، مسلم، 810، صحيح.
  5. ^ islamweb.net، ما يصح في فضل آية الكرسي وما لا يصح، 04/01/2023
  6. ^ صحيح الترغيب، أبو هريرة، الألباني، 610، صحيح.
  7. ^ مختصر العلو، أبي بن كعب، الألباني، 22، صحيح.
  8. ^ islamweb.net، سبب نزول آية الكرسي، 04/01/2023
  9. ^ alukah.net، تفسير آية الكرسي، 04/01/2023
  10. ^ islamweb.net، تسن قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة.. جمعة أو غيرها، 04/01/2023
  11. ^ صحيح الترغيب، أبي بن كعب، الألباني، 662، صحيح.
  12. ^ بلوغ المرام، أبو أمامة الباهلي، ابن حبان، 97، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *