لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم من الأسئلة الهامة التي يبحث عن إجابتها العديد من المسلمين، وسورة الانفطار من سور المفصل التي بينت أهوال يوم القيامة وأحوال الناس بها، فبينت مصير المكذب بيوم الحساب وسوء عاقبته، ونعيم المؤمن المصدق بالله -تعالى- واليوم الآخر، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة الانفطار، وسنوضح بشكل مفصل سبب تسميت سورة الانفطار بهذا الاسم.

التعريف بسورة الانفطار

سورة الانفطار هي سورة مكية نزلت قبل الهجرة، وهي من المفصل، ويبلغ عدد آياتها تسع عشرة آية، وترتيبها في المصحف اثنان وثمانون، في الجزء الثلاثين، وقد بدأت السورة بأسلوب شرط “إِذَا”، ونزلت سورة الانفطار بعد سورة النازعات، وتقع بين سورة التكوير وسورة المطففين، ووجه المناسبة بين سورة الانفطار وما قبلها وهي سورة الانشقاق أن في كلا السورتين جاء وصف يوم القيامة وأهوالها وأحوالها، وتحدثت هذه السورة المكية عن أمور في العقيدة كغيرها من السور المكية، فوصفت السورة بعض أمارات القيامة وما يصحبها من تبدل في الكون.[1]

لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم

سميت سورة الانفطار بهذا الاسم؛ لافتتاحها بخبر انفطار السماء يوم القيامة، ومعنى الانفطار أي الانشقاق، وهذا الوصف أحد الأوصاف التي وصف بها الله -تعالى- يوم القيامة فقد قال سبحانه: {إذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}[2]، فالسماء تنشق، والكواكب تساقطت متفرقة، والبحار تتشقق جوانبها، وتصبح بحراً واحداً، والقبور تبعثر فيقلب ترابها الذي وضع على موتاها، ويبعث الموتى من القبور، ويوم القيامة تعلم كل نفس ما قدمت من الأعمال، وما أخرت منها فلم تعمله بسبب الكسل.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

سبب نزول سورة الانفطار

بين أهل العلم سبب نزول الآية السادسة من سورة الانفطار وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[3]، وقد اختلف أهل العلم في الشخص المقصود بهذه السورة فقال عكرمة: نزلت في أبي بن خلف، وقيل: نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي، وقال ابن عباس: الإنسان هنا الوليد بن المغيرة، وقد وروى غالب الحنفي قال: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}[3]، قال: “غره الجهل”.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

موضوعات سورة الانفطار

اشتملت سورة الانفطار على العديد من الموضوعات الهامة، وفيما يأتي أبرز هذه الموضوعات:[1]

  • بدأت السورة بوصف أحداث يوم القيامة من انشقاق السماء، وانتثار الكواكب، وتفجير البحار، وبعثرة القبور، ثم أخبرت الآيات عن علم كل نفس بما قدمت وأخرت من الأعمال.
  • بيان جحود وكفر الإنسان بنعم الله تعالى، وذكرت الآيات سبب هذا الجحود وهو إنكار البعث.
  • بيان أن أعمال البشر مسجلة ومحفوظة، يكتبها الملائكة الكرام.
  • بيان مصير المؤمن بالله تعالى ونعيمه، وبينا مصير الكافر وسوء عاقبته.
  • ختمت السورة بالتحذير من يوم الجزاء والقيامة، وأن النفس تتحمل عاقبة أفعالها في الدنيا، وأن الحكم لله وحده في هذا اليوم العظيم.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

فضل سورة الانفطار

إن فضل تلاوة القرآن الكريم عظيم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”،[4] ولسورة الانفطار فضل خاص كما ورد في السنة المطهرة، وفيما يأتي ذكر الأحاديث التي تبين فضل سورة الانفطار:

  • عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ؛ فليقرأ : إذا الشمس كورت، و: إذا السماء انفطرت، و: إذا السماء انشقت”.[5]
  • عن جابر قال: قام معاذ، فصلى العشاء الآخرة فطول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفتان أنت يا معاذ؟ أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى، و والضحى، وإذا السماء انفطرت”.[6]

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة الانفطار بهذا الاسم ، فقد سميت سورة الانفطار بهذا الاسم؛ لافتتاحها بخبر انفطار السماء يوم القيامة، وعرضنا أبرز الموضوعات التي احتوت عليها سورة الانفطار، وقد ختمت السورة بالتحذير من يوم الجزاء والقيامة لعظم شأن هذا اليوم، وبينا سبب نزول سورة الانفطار، وذكرنا فضل تلاوة هذه السورة المباركة.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 01/01/2023
  2. ^ سورة الانفطار، الآية: 1-5.
  3. ^ سورة الانفطار، الآية: 6.
  4. ^ مجموع فتاوى ابن باز، عبدالله بن مسعود، ابن باز،26/13، إسناده حسن.
  5. ^ هداية الرواة، عبدالله بن عمر، الألباني ، 5480، حسن.
  6. ^ فتح القدير ، جابر بن عبدالله، الشوكاني، 5/562، أصل الحديث في الصحيحين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *