لماذا سميت سورة محمد بهذا الاسم

لماذا سميت سورة محمد بهذا الاسم؟ تعدُّ سورة محمد إحدى سور القرآن الكريم، وهي السورة السابعة والأربعون حسب ترتيب المصحف العثماني الشريف، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيجد القارئ سبب تسميتها باسم محمد، كما سيتمُّ بيان الأسماء التي تُطلق عليها، مع بيان سبب تسميتها بكلِّ اسمٍ من أسمائها، ثمّ سيتمُّ ذكر نبذة مختصرةٍ عنها تضمُّ أهم المعلومات المتعلقة بها، بالإضافة إلى أنَّ القارئ سيجد أسباب نزول بعض آياتها، وفي ختام المقال سيتمُّ ذكر بعض المقاصد التي ترمي إليها هذه السورة الكريمة.

لماذا سميت سورة محمد بهذا الاسم

إنَّ سورة محمد هي أول سورةٍ يُذكر فيها اسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولهذا السبب سُميت بهذا الاسم، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ* وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}،^[1] وبالرغم من أنَّ اسم محمدٍ ذُكر في سورة آال عمران، إلَّا أنَّ سورة محمد كانت سابقة لسورة آل عمران.^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم

أسماء سورة محمد

مما هو معلومٌ أنَّ السورة قد تُسمَّى بما يُذكر في أولها، أو بما يُشتهر ذكره فيها، وحيث أنَّ سورة محمد قد بُدأت بقول الله تعالى: “الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ”،^[1] فيُمكن القول بأنَّها تُسمَّى بسورة الذين كفروا باعتبار ما ذُكر في أولها، أمَّا باعتبار ما ذُكر فيها من أحكامٍ فقد سُميت بسورة القتال؛ إذ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد ذكر فيها القتالَ، وحضَّ المسلمين فيها عليه.^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

نبذة عن سورة محمد

تعدُّ سورة محمد من سور القرآن الكريم المدنية، وهذا باتفاق أهل العلم، باستثناء الآية الثالثة عشر حيث نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في طريق الهجرة إلى المدينة المنورة، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الحديد وقبل سورة الرعد، وبناءً على ذلك فهي السورة السادسة والتسعون بحسب ترتيب نزول سور القرآن، أمَّا عدد آياتها فقد اختلف القرَّاء بها؛ ويرجع ذلك إلى اختلافهم في مواضع الوقوف في الفواصلِ التي بين الآياتِ، وفيما يأتي أقوال أهل العلم في عدد آياتها:^[2]

• القول الأول: يبلغ عدد آيات سورة محمد عند الكوفيين ثمانية وثلاثين آية.
• القول الثاني: يبلغ عدد آيات سورة محمد عند الدمشقيين وأهل الحجاز تسعة وثلاثون آية.
• القول الثالث: يبلغ عدد آيات سورة محمد عند الحمصيين والبصريين أربعون آية.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

سبب نزول سورة محمد

يعرَّف سبب النزول على أنَّه الحادثة أو السؤال الذي نزلت الآية أو السورة بعده بيانًا لهُ،^[3] وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان أسباب نزول بعض آيات سورة محمد، وفيما يأتي ذلك:

سبب نزول الآية الثالثة عشر من سورة محمد

لقد نزل قول الله تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ”،^[4] في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث خرج من مكة المكرمة مهاجرًا إلى المدينة المنورة،^[5] حيث وقف على الحزورة ونظر إلى وطنه مكة، وقال: “واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ”.^[6]

شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم

سبب نزول الآية السادسة عشر من سورة محمد

لقد أنزل الله -عزَّ وجلَّ- قوله: “وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ”،^[7] في المنافقين الذين كانوا يجتمعون حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيستمعون لقوله ولا يفهمونه، ثمَّ بعد خروجهم من عنده يسألون المؤمنين استهزاءً، ماذا قال آنفًا.^[8]

سبب نزول الآية الثالثة والثلاثون من سورة محمد

كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يظنُّون أنَّ الذنب مع نطق الشهادتين لا يضرُّ شيئًا كما أن العمل الصالح مع الشرك لا ينفع شيئًا، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- بهم قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ”،^[9] حتى أصبح الصحابة رضوان الله عليهم يخشون بطلان العمل الصالح بسبب الذنوب.^[10]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

مقاصد سورة محمد

إنَّ المقصد العام الذي تدور حوله سورة محمد هو التحريض على قتال المشركين، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر مقاصد سورة محمد بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:^[11]

• أنَّ أعمال الكافرين باطلة؛ وذلك بسبب إعراضهم عن الحقِّ واتباع الباطل، ولوقوفهم في وجه الدعوة إلى الله تعالى.
• أنَّ تكفير الذنوب هو جزاء كلَّ من سلك طريق الحقِّ وأطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد تكفل للمؤمنين النصر على أعدائهم.
• أنَّ الدفاع عن الحقِّ واجبٌ على المسلمين، وبيَّنت كلّ ما يتطلبه ذلك عند لقاء العدوِّ في أرض المعركة، سواء أكان في بدايتها أم في نهايتها، كما بيَّنت الجزاء الذي أعدَّه الله -عزَّ وجلَّ- للشهداء.
• أنَّ مصير المجاهدين هو الجنة.
• أنَّ المسلم مأمورٌ بمجاهدة الكفار وعدم دعوتهم للسلم.
• أنَّ من سنن الله -عزَّ وجلَّ- في الكون إهلاك الأمم الظالمة، وفي ذلك تحذيرٌ لكفار مكة من سوء المصير.
• أنَّ الكفار الصادُّون عن الحقِّ لن يضرُّوا الله شيئًا، وأنَّ أعمالهم ستُحبط، وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لن يغفر لهم إن ماتوا على الشرك والكفر.
• أنَّ التمكين هو مصير المؤمنين.
• أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- غنيٌ عن خلقه، فلا يحتاج إلى أحدٍ منهم.

وبذلك قد تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال لماذا سميت سورة محمد بهذا الاسم؟ كما تمَّ فيه بيان الأسماء التي تُطلق على هذه السورة الكريمة مع ذكر سبب تسميتها بكلِّ اسمٍ من أسمائها، كما تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن سورة محمد ضمت أهم المعلومات المتعلقة بها، وبيان أسباب نزول بعض آياتها، وفي آخر فقرة من هذا المقال تمَّ ذكر بعضًا من مقاصد سورة محمد.