لماذا سميت معراة البذور بهذا الاسم

لماذا سميت معراة البذور بهذا الاسم، أو تسمى النباتات عاريات البذور أو النباتات المجردة، وهي النباتات من فصيلة المخروطيات والتي لا تحتوي على أزهار، وتكون هذه النباتات وفيرة في الغابات المعتدلة والمناطق الأحيائية في الغابات الشمالية، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على هذه النباتات معراة البذور، وما هي خصائصها وصفاتها، ولماذا سميت بهذا الاسم.

لماذا سميت معراة البذور بهذا الاسم

وسميت معراة البذور بهذ الاسم لأن بذورها مكشوفة ومفتوحة للهواء أي لا تغطيها الأوراق ولا توجد داخل الثمرة، حيث تُعرف فصيلة النباتات معراة البذور بأنّها من أقدم النباتات البدائيّة الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وهي نباتات معمّرة ليس لها أزهار، وأوراقها متعدّدة الأشكال إلاّ أنّ غالبيتها إبريّة الشّكل والملمس، وهي دائمة الخضرة، وهي مجموعة من النباتات الوعائية، التي تكون على شكل مخاريط، وكما تتّصف ببذورها الخارجيّة المكشوفة، والتي تغطّيها الحراشف التي يتشكّل منها المخروط، وتعرف علمياً باسم جيمنوسبيرما، وهي من زمرة النباتات حقيقيّة الأوراق والنوى، وخير مثال عن هذه الفصيلة مخاريط أشجار الصنوبر. ^[1]

تعريف النباتات معراة البذور

معراة البذور أو عاريات البذور (الاسم العلمي لها: Gymnospermae أو Gnetophyta) وهي صف نباتي يتبع شعيبة البذريات من شعبة حقيقيات الأوراق، وهي النباتات التي تكون بذورها مكشوفة مثل شجرة الصنوبر التي تكون بذورها فوق حراشف المخروط، ومعراة البذور اسم لإحدى المجموعات الكبيرة من النباتات البِذريَّة، وتكون البذور في هذه المجموعة غير متشكلة ضمن البيضة (ovule) الموجودة داخل مغلفات البذور والتي تتطور لاحقاً إلى ثمرة، لكنها تكون معراة ضمن المخروط الصنوبري (Conifer cone) أو في بنية شبه مخروطية، و تتميز بوجود مخاريط مختلفة من حيث النوع لكنها تكون مزدوجة الشكل صغيرة وكبيرة على مستوى المخاريط الصغيرة تتكون البذور تعضي جهاز التوالد ومعراة البذور نباتات خشبيةٌ معمّرة، وهي تُعد أحد أكبر وأقدم النباتات الحية، وهناك نحو 700 نوع مختلف منها. ^[2]

شاهد أيضاً: لماذا سميت النباتات الوعائية بهذا الاسم

خصائص النباتات معرّاة البذور

هناك عدة خصائص تتميز بها معراة البذور نذكر منها ما يلي: ^[3]

• تظهر البذور في هذه النباتات عارية على مخاريطها، وهي من البذور عديدة الفلقات.
• تكون أوراقها على شكل إبر رفيعة، وتجتمع كل مجموعة منها حول بعضها البعض على طرف أحد الأغصان، وتعرف باسم الأوراق الحرشفيّة الخبائيّة.
• عضو التكاثر في هذه النباتات هو المخروط، وقد تحمل النباتات معرّاة البذور مخاريط أنثويّة ومخاريط ذكريّة منفصلة عن بعضها البعض.
• جميع النباتات المعرّاة البذور من النباتات الخشبيّة كالشجر والشجيرات، ولا تشتمل على أي نوع من النباتات العشبيّة، وأغلبها من الشجر المعمر والدائم الخضرة.
• تحتوي على أنسجة مولدة وعائيّة تغلف الخشب واللحاء الثانويين، مما يؤدي إلى الزيادة في قطر سيقانها وجذورها.
• يسودها الطور الجرثومي، أما الطور الجاميطي فمختزل ويتطفل على أنسجة النباتات الجرثوميّة.
• تمتلك البعض منها أزهاراً بدائيّة مختزلة.
• يتكون خشبها من قصيبات ولا تمتلك أوعيّة خشبيّة بداخلها.
• تمتلك مخاريط مختلفة النوع والحجم، إلا أنها تمتاز جميعاً بشكلها المزدوج.

أنواع فصائل النباتات معرّاة البذور

يصنّف العلماء النباتات معراة البذور إلى عدة مجموعات وهي: ^[4]

المخروطيّات

المخروطيات أو الصنوبريات وهي من أقدم الكائنات الحية على وجه الكرة الأرضية، حيث تعدّ الصنوبريات الأطول والأضخم بين الكائنات الحية، وسمّيت المخروطيات بهذا الاسم لأنها من الأشجار التي تحمل المخروط ومعظمها أشجار مستديمة الخضرة لها ساق رئيسية تتفرع منها أفرع جانبية، وغالباً ما تُزرع في الحدائق العامة، ومعظم الخشب التجاري مشتق من الصنوبريات مثل الصنوبر وشجره التنوب، ومعظم الصنوبريات دائمة الخضرة وأوراقها دائمًا بسيطة وغالبًا ما تكون صغيرة.

الجنكويات

الجنكويات من أقدام الأنواع النباتية وجودًا في حالته الأصلية دون أن يطرأ عليها أي تغيرات جوهرية، وأكثر النباتات الجنكوية هي من النباتات المنقرضة عدا صنفًا واحدًا هو الجنكة بيلوبا وتشبه الكزبرة، وهي أشجار كبيرة أوراقها على شكل مروحة، تتواجد في اليابان والصين وكوريا، وقد نمت في الولايات المتحدة منذ حوالي 1784 وفي أوروبا منذ حوالي 1730، تفقد الجنكة بيلوبا أوراقها في فصل الشتاء، ويتغير لون ورقها في الخريف إلى أصفر ذهبي، وقبل تحولها الى هذا اللون تكون في مرحلة معينة ثنائية اللون.

الجنتويات

تنمو النباتات الجنتوية على شكل أشجار وشجيرات، وتكون طويلة ذات سيقان نحيلة، تنمو في المناخات المعتدلة في جميع القارات، إذ توجد جنوب شرق آسيا، وشمال أمريكا الجنوبية، وجنوب المحيط الهادئ وغرب أفريقيا، أوراقها خضراء، ولديها أنسجة وعائية تشبه الأنسجة الدموية، يشبه هيكلها التناسلي الزهور للذكور والإناث وتزرع بشكل منفصل، تلقحها الحشرات، ولها مخاريط معطرة تجذب الماشية لتناولها.

السيكاديات

من أقدم النباتات معراة البذور، تتميز بتاج كبير وأوراق مجمعة وجذع، وهي دائمة الخضرة، وكثيرًا ما يُخلط بينها وبين السرسخ أو النخيل ولكنها مختلفة تمامًا، وفي بعض الأنواع قد يكون الساق درنيًّا مدفونًا تحت التراب. تعيش في المناطق شبه الاستوائية والمدارية في العالم، منها أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وأستراليا وجزر المحيط الهادئ والكثير من المناطق، تعدّ جميع السيكاديات الحية بطيئة النمو، وطويلة الأمد، وتمتاز أيضًا بأوراق الشجر الجذابة والأقماع الملونة في بعض الأحيان، وتستخدم في الحدائق في خطوط الاستواء الأكثر دفئًا وبعضها قد يزدهر في الداخل.

شاهد أيضاً: لماذا سميت الغابات النفضية بهذا الاسم

كيفية تكاثر النباتات معرّاة البذور

لا تحتوي النباتات معراة البذور على بذور حقيقية، وكما أن البويضات فيها تفتقر إلى الثمار الحقيقية، ولذلك فإنه لا يمكنها أن تتكاثر بالطريقة المعتادة التي تتكاثر بها النباتات الأخرى، وتتكاثر هذه النباتات من خلال الخطوات التالية: ^[5]

• يتم تصنيع حبوب اللقاح الذكريّة في المخاريط الذكريّة.
• بينما يتم تصنيع البويضات في المخاريط الأنثويّة.
• تنتقل حبوب اللقاح من المخاريط الذكريّة إلى المخاريط الأنثويّة عن طريق الرياح والحشرات لتلقح البويضات الموجودة فيها.
• تتكوّن مخاريط جديدة تحمل البذور.
• تتساقط البذور على التربة بعد نضجها لتكوّن نباتات جديدة.

ميزات النباتات معرّاة البذور

هذه الفصيلة من النباتات تتميّز بعدة صفات نذكر منها مايلي:

• تكاليف زراعتها رخيصة، لأنّها تعتمد على مياه الأمطار وليست بحاجة إلى السقاية.
• تتميّز بجمال أشكالها، كونها نباتات دائمة الخضرة طيلة أيّام العام، وذات ارتفاعات باسقة.
• يشكّل العديد منها غابات وارفة الظلال تعطي جماليّة خاصة يستشعرها السياح من محبّي الطبيعة الذين يستمتعون بأوقات من الراحة والسكينة والانتعاش في ربوعها.
• تنمو هذه النباتات في كلّ مكان وفي مختلف الأقاليم ومختلف الظروف المناخيّة.
• تؤدي دوراً هاماً في المحافظة على البيئة حيث تتم زراعة هذه النباتات في مناطق المنحدرات الجبلية، لأنّها تحمي التُربة من خطر الانجراف، وكما تحدّ من سرعة الرياح المحمّلة بالغبار والأتربة.

شاهد أيضاً: لماذا سميت الديدان الاسطوانيه بهذا الاسم

أهميّة النباتات معرّاة البذور

فيما يلي نذكر أهمية النباتات معراة البذور ودورها في الهواء والتربة والصناعة والطب: ^[6]

• للهواء: تساهم النباتات معرّاة البذور الكثيفة على التخفيف من سرعة الرياح المحملة بالأتربة والغبار مما يساعد على الحد من تلوث الهواء، وكما أنها  تفرز زيوتاً طيارة تساهم في تنقية الهواء من الجراثيم خاصةً جرثومة السل، وكما أنها تعمل على التقليل من تلوّث الهواء عن طريق الحد من نسب ثاني أكسيد الكربون في الجو، وكما أنها تنتج الأكسجين.
• للتربة: إنّ زراعة أعداد كبيرة من النباتات معرّاة البذور في المناطق الجبلية والمنحدرات يساعد على التقليل من انجراف التربة فيها، وكما أنها أيضاً تساهم في التقليل من ظاهرة التصحر، إذ إنها تلعب دورًا كبيرًا في كونها مصدًّا للرياح الحاملة للتراب والغبار، مما يساعد على الحد من زحف الصحراء على حساب الغطاء الأخضر.
• للصناعة: تستخدم أخشاب الأشجار معراة البذور في صناعة الأثاث والأجهزة الموسيقيّة، وكما يستخلص منها مركبات تدخل في تكوين العطور والمراهم، وكما تدخل في صناعة أعلاف الماشية، وصناعة الورق.
• للطب: تستخدم في صناعة أدوية إدرار البول وفي علاج حصى الكلى، وعلاج أمراض الأعصاب وطرد البلغم.

الفوائد الصحية للنباتات معرّاة البذور

للنباتات معراة البذور عدة فوائد صحية على الإنسان والبيئة الكائنات الحية، ونذكر منها مايلي: ^[7]

• تعمل على تنقّية الجوّ من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وتطرح غاز الأوكسجين الضروري في عمليّة استقلاب وتنفّس الكائنات الحيّة.
• تقضي على العديد من أنواع البكتيريا، والجراثيم، كالعصيّات المسبّبة لمرض السلّ، وذلك بفضل المواد الخاصّة والزيوت الطيّارة التي تُطلقها في الجوّ.
• تساعد على التخفيف من التوتر والقلق، لأنها تمتلك زيوتاً طيارة لها فعل المهدّئ، ولذلك تنتشر زراعتها في المصحّات وحول المشافي.
• تُستخدم زيوت هذه الأشجار كمدرٍّ للبول.
• تُعتبر زيوتها مقشّعاً فعّالاً لطرد البلغم في حالات السعال وتُهدّئ نوباته.

مجالات استخدام النباتات معرّاة البذور في الصناعة

تلعب النباتات معراة البذور دوراً هاماً وأساسياً في الصناعة وتدخل ضمن عدة مجالات فيه، ونذكر بعضاً من أدوارها وهي:

• صناعة الأخشاب: حيث يُمكن الاستفادة منها في العديد من الصناعات التي تعتمد على الأخشاب كمادّة أوليّة، مثل صناعة الآثاثات المنزلية والمكاتب، وصناعة الآلات الموسيقيّة التي تدخل فيها مادّة الخشب كالعود، والبزق، والكمان وغيرها.
• الصناعات التجميلة: حيث يُستخلص منها مادّة القطران، والصّمغ، وزيت التربنتين المفيد للشّعر والذي يدخل في تراكيب العديد من مواد التجميل، وكذلك راتنج القلفونية الذي يستخدم على نطاق واسع في صالونات التزيين كمثبت طبيعي لتسريحات الشعر.
• صناعة الورق: يستخلص منها الورق من خلال نبات القطن والكتان.
• صناعة الأدوية الطبية: تدخل في صناعة العديد من الأدوية مثل أدوية مدرات البول وأدوية علاج حصى الكلى و وأدوية طرد البلغم وأدوية أمراض الأعصاب وغيرها.
• صناعة الأعلاف: توفر هذه الأشجار علفًا للمواشي.

وإلى هنا نكن قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي وضح لماذا سميت معراة البذور بهذا الاسم، وما هي أنواع هذه النباتات وما تعريفها وما هي أهم خصائصها وكما تطرّق المقال إلى ذكر أهمية النباتات معراة البذور ودورها الهام في حياة الإنسان والبيئة وللكائنات الحية، وما هي أهم الصناعات التي تساهم فيها.