لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم

لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم من الأسئلة الهامة التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، وسورة لقمان من السور التي اشتملت على العديد من المواضيع الهامة من إثبات وحدانية الله تعالى وقدرته على الخلق، والبعث، واثبات اليوم الآخر، وقد وصفت السورة صفات الكافرين، والمسلمين وجزائهم، وفي هذا المقال سنعرض نبذة تعريفية بسورة لقمان وسنوضح سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم.

التعريف بسورة لقمان

سورة لقمان من السور المكية، وترتيبها واحد وثلاثون في القرآن الكريم، وتقع بالجزء الواحد والعشرون، وتأتي بعد سورة الروم وقبل سورة السجدة، ويبلغ عدد آياتها أربع وثلاثون آية، وتضمنت سورة لقمان الكلام عن موضوعات السور المكية من إثبات أصول العقيدة، وإثبات وحدانية الخالق، وصدق النبوة، والإقرار بالبعث واليوم الآخر، وبيان قدرة وعظمة الله -سبحانه وتعالى- على الخلق، كما تضمنت السورة العديد من الوصايا العظيمة.^[1]

لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم

إن سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم اشتمالها على قصة لقمان ووصاياه وحكمه التي وصّى بها ابنه، من وحدانية الله -تعالى- وعبادته، والتخلق بالأخلاق الفاضلة، ونهيه عن قبائح الأفعال، وسبب نزول هذه السورة المباركة أن قريشًا سألت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن قصة لقمان مع ابنه وعن بره والديه، وكان مرادهم من السؤال اختبار صحة نبوة النبي، فقد قال -عز وجل- في سورة لقمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}، والله أعلم.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم

من هو لقمان الحكيم

هو لقمان بن ياعور ابن اخت أيوب، أو ابن خالته، يرجع أصله إلى مدينة أسوان بمصر، وقيل بأنه  كان نجارًا، وقيل بأنه كان خياطًا، وقيل أنه كان راعيا، وقد لُقب لقمان بلقمان الحكيم لما آتاه الله تعالى من الحكمة، وقد كان عبداً صالحاً كثير العبادة، ولم يرد في نص القرآن الكريم ما يدل على الزمان الذي عاش فيه، ولكن بعض الروايات تذكر أنه عاش في زمن النبي داود -عليه السلام-.^[3]

مناسبة سورة لقمان لما قبلها

تظهر صلة هذه السورة بسورة الروم قبلها من عدت وجوه، فيما يأتي أبرزها:^[1]

• انتهت سورة الروم ببيان اعجاز القران الكريم، وفي مطلع سورة لقمان وصف الله -تعالى- هذا القرآن بأنه هدى ورحمة للمحسنين.
• بين الله -سبحانه- في آخر سورة الروم أن المشركين يكفرون بالآيات، وقال -تعالى- في سورة لقمان: {وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلّى مُسْتَكْبِراً}.^[4]
• في كلا السورتين بين الله -تعالى- قدرته على بدء الخلق والبعث.
• بينت السورتين اثبات إيمان المؤمنين بالبعث.
• وصفت السورتين حال المشركين من القلق والاضطراب، وأنهم عند الشدة يضرعون إلى الله -تعالى-، وعند الرخاء يكفرون به.
• مقابلة الإيمان بالكفر فقد ذكرت سورة الروم مدى اعتزاز المشركين بأموالهم، وتكبرهم، وذكرت سورة لقمان العبد الصالح لقمان الحكيم الذي أوصى ابنه بالتواضع وعدم التكبر.
• قابل الله في السورتين بين الحرب والسلم، فقد ذكر الحرب في سورة الروم وذلك في الحرب التي حصلت بين الروم والفرس، وفي سورة لقمان ذكرت وصية لقمان لابنه بالصبر والمسالمة وترك المحاربة.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

موضوعات سورة لقمان

استملت سورة لقمان على العديد من المواضيع الهامة، فيما يأتي أبرزها:^[5]

• ذكرت السورة المعجزة الخالدة للنبي -عليه السلام- القرآن الكريم، كما بينت موقف المؤمن المصدق بالقران،  وبينت موقف الكافر منه، وأوضحت مصير كلا الفريقين.
• أثبتت السورة أدلة وحدانية الله -عز وجل- وقدرته على الخلق.
• بيان قصة لقمان الحكيم ووصاياه لابنه، تعليما للناس وإرشادا لهم.
• توبيخ الله للمشركين على ترك أدلة التوحيد وإصرارهم على الكفر، وتقليدهم الأعمى لآبائهم، كما أنكرت عليهم السورة كفرهم بنعم الله تعالى، ثم بينت السورة طريق الهداية وهو الإسلام.
• تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم إيمان المشركين.
• إثبات اليوم الآخر، والبعث، وذكر مفاتيح الغيب الخمسة التي استأثر الله بعلمها.
• الأمر بتقوى الله، والتنبيه من الاغترار بمتاع الدنيا وزخارفها، وبيان علم الله وقدرته.

الدروس المستفادة من سورة لقمان

وردت في سورة لقمان العديد من الدروس المستفادة، وفيما يأتي أبرز هذه الدروس والعبر:^[5]

• تمسك المؤمن بالقرآن الكريم فقد أنزل رحمة وهداية للبشرية.
• الحذر من المستهزئين بآيات الله -تعالى- والإعراض عنهم.
• زيادة الإيمان بالله -تعالى- فقد وردت العدد من الأدلة في هذه السورة تدل على عظمة وقدرة الخالق سبحانه.
• الاستفادة من الوصايا التي أوصاها لقمان لابنه المشتملة على الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ومكارم الأخلاق، وأداء العبادات، ومراقبة الله.
• التفكر في نعم الله على عباده، وإحاطة علمه سبحانه بكل شيء.
• عدم الاغترار بالدنيا، والركون إليها.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

وصايا لقمان الحكيم لابنه

اشتملت الوصايا التي أوصاها لقمان لابنه على الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ومكارم الأخلاق، وأداء العبادات، ومراقبة الله، وقد ذُكرت كل هذه الوصايا في سورة لقمان وهي:^[6]

• عدم الإشراك بالله: وكانت هذه الوصية أول الوصايا وأهمها، فأعظم ذنب يقترفه الإنسان بحق نفسه هو الشرك بالله.
• بر الوالدين: وهي الوصية الثانية من وصايا لقمان الحكيم لابنه، وبر الوالدين من أعظم أعمال البر التي حث الإسلام عليها ورغب بها.
• مراعاة حدود الله تعالى وخشيته: فالله -سبحانه وتعالى- مطلع على أخفى الأمور، وأدقها، فيجب على المسلم أن يقيم حدود الله -تعالى- وأن يستشعر مراقبته له في السر والعلن.
• إقامة الصلاة: فقد أمر لقمان الحكيم ابنه بإقامة الصلاة، وقد ورد ذلك في قوله -تعالى-: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}.^[7]
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالأمر بالمعروف، والصبر على أذى الآخرين من أعظم الأعمال الصالحة التي تحفظ المجتمع من الوقوع في المعاصي، والذنوب، وتدفعهم إلى فعل الأعمال الصالحة، وقد وردت هذه الوصية في قوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.^[7]
• الاعتدال في معاملة الناس: فالإسلام حث على التوسط في كل الأمور، فعلى الإنسان أن لا يكون ذليلًا ولا مغرورًا متكبرًا في تعامله مع الآخرين.
• اجتناب الكبر: فالتكبر والغرور من الأمور التي يبغضها الله تعالى، وقد وردت هذه الوصية في قوله -تعالى-: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.^[8]
• التواضع: فقد أمر لقمان الحكيم ابنه بالتواضع بين الناس حتى في طريقة مشيه، والتواضع من الصفات التي يحبها الله تعالى.
• الاعتدال في نبرة الصوت: وهي آخر وصايا لقمان لابنه، وقد وردت هذه الوصية في قوله عز وجل: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ* إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.^[9]

في هذا المقال أجبنا عن سؤال لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم فقد سميت سورة لقمان بهذا الاسم لورود اسم لقمان الحكيم فيها ووصاياه التي أوصاها لابنه، كما بينا من هو لقمان الحيكم وما هي الوصايا التي أوصاها، وذكرنا الموضوعات التي اشتملت عليها السورة، وذكرنا سبب نزول سورة لقمان.