لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم

لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم
لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم

لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم لقد أنزل الله -عزَّ وجلَّ- عددًا من الكتب السماوية، وكان آخر هذه الكتب القرآن الكريم، وقد اشتمل على مائةٍ وأربعة عشر سورة، منها سورة سُميت بسورة إبراهيم، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيجد القارئ بيان سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم، كما سيتمُّ ذكر نبذة مختصرة عنها، وبيان مناسبتها مع سورة الرعد، ثمَّ سيتمُّ بيان موضوعاتها وفضلها والدروس المستفادة منها.

لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم

إنَّ المضمون العام لسورة ابراهيم هو تقدير النعمة التي أنعم الله بها على العباد، ولقد كان إبراهيم -عليه السلام- هو خيرُ نموذجٍ لمن قدر هذه النعمة، حيث قال الله تعالى في الآية التاسعة والثلاثون والآية الأربعون: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء}،[1] ولهذا السبب سُميت هذه السورة باسمه،[2] بالإضافة إلى اشتمال هذه السورة على قصة نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام، والدعوات الطيبة التي تضرع بها إلى ربِّه[3]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

نبذة عن سورة إبراهيم

تحمل سورة إبراهيم الرقم الرابع عشر بحسب ترتيب المصحف العثماني الشريف، أمَّا نزولها فكان بعد سورة نوح، وهي من سور القرآن الكريم المكية بحسب قول جمهور أهل العلم، وقد تباينت الآراء حول عدد آياتها بحسب اختلاف المصاحف -مع ضرورة التنبيه إلى أنَّهم اتفقوا بعدد كلمات السورة وجملها، لكن الخلاف وقع في الفواصل، مما أدى إلى اختلافهم في عدد الآيات- وفيما يأتي بيان عدد آيات سورة إبراهيم بحسب كلِّ مصحف:[3]

  • يبلغ عدد آيات سورة إبراهيم ثنتان وخمسون آية في المصحف الكوفي.
  • يبلغ عدد آيات سورة إبراهيم واحد وخمسون آية في المصحف البصري.
  • يبلغ عدد آيات سورة إبراهيم أربع وخمسون آية في المصحف المدني.
  • يبلغ عدد آيات سورة إبراهيم خمس وخمسون في المصحف الشامي.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

مناسبة سورة إبراهيم لسورة الرعد

إنَّ الناظر في المصحف الشريف، يدرك أنَّ سورة إبراهيم جاء ترتيبها بعد سورة الرعد، وذلك لوجود علاقة بينهما، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان المناسبة بين السورتين، وفيما يأتي ذلك:[4]

  • لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- في سورة الرعد أنَّه أنزل القرآن الكريم باللغة العربية، ثمَّ بيَّن في سورة إبراهيم الحكمة من إنزاله عربيًا، حيث قال: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.[5]
  • لقد أمر الله -عزَّ وجلَّ- في كلا السورتين أنبيائه بالصبر والتوكل عليه.
  • لقد اشتملت كلتا السورتين على تمثيل الحقِّ والباطل.
  • لقد تحدثت كلتا السورتين عن قدر الله -عزَّ وجلَّ- في خلق الكون، حيث تحدث عن خلق السماء بغير عمدٍ، وتسخير الشمسِ والقمر.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

موضوعات سورة إبراهيم

لقد تعددت موضوعات سورة إبراهيم، وفيما يأتي بيان ذلك:[6]

  • تحدثت سورة إبراهيم عن أثر القرآن الكريم والرسول الأمين في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكلُّ ذلك يرجع إلى فضل الله -عزَّ وجلَّ- عليهم.
  • أنذرت سورة إبراهيم من انصرف عن الهدى وتركه بالهلاك، إن استمرَّ على ضلاله وأصرَّ عليه.
  • بيَّنت سورة إبراهيم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أرسل الأنبياء والرسل بلغات أقوامهم؛ وذلك لستيطع المرسل إليه فهمها وأداء أوامر الله، ولئلا يكون له عند الله حجة.
  • ذكرت سورة إبراهيم نبذة عن قصة موسى -عليه السلام- مع قومه، وتذكيرهم بنعم الله -عزَّ وجلَّ- عليهم، وما يجب عليهم تجاهه من شكرٍ.
  • ذكر سورة إبراهيم عددًا من قصص الأنبياء مع أقوامهم، وإنكار الأقوام لدعوة أنبيائهم، وانتقام الله -عزَّ وجلَّ- منهم.
  • قررت سورة إبراهيم ضلال من كفر بربه وحبوط عمله الطيب؛ إذ أنَّه لا يقوم على الإيمان.
  • ذكرت سورة إبراهيم أحد المشاهد التي ستحصل يوم القيامة، وهو تبرؤ أتباع الكفار من رؤساهم، وحيث يتبرأ الشيطان ممن أغواهم ودفعهم إلى الفساد.
  • ذكرت سورة إبراهيم فضل الله على عباده الأتقياء حيث أنَّه يمنُّ عليهم بأحسن الجزاء.
  • ذكرت سورة إبراهيم الآثار الطيبة للكلمة الطيبة، وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يبارك فيها ويبارك بمن دعا إليها، ومن استجاب لها أيضًا.
  • ذكرت سورة إبراهيم أيضًا الكلمة السيئة وآثارها، وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يمحقها ويمحق دعا إليها ومن استجاب لها أيضًا.
  • دعت سورة إبراهيم إلى التعجب من الذي يقابلون نعم الله عليه بالجحود والكفران، وبمن أضل قومه وقاده إلى النيران.
  • دعت سورة إبراهيم المؤمنين إلى التمسك بدينهم وأداء فرائضهم، كما دعتهم إلى شكر نعم الله عليهم التي لا يمكن إحصاؤها.
  • أنذرت المشركين بما أعدَّه الله -عزَّ وجلَّ- لهم من العذاب يوم القيامة، كما أنَّها قامت بتأكيد هذا الإنذار.
  • بشرت سورة إبراهيم المؤمنين وأنذرت الكافرين، وبيَّنت أنَّ ذلك بلاغًا للجميع ليعودوا إلى ربهم بالتوحيد.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم

فضل سورة إبراهيم

لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثٌ مخصوص في فضلِ سورة إبراهيم، ولقراءتها فضلٌ عام، وهو فضل قراءة القرآن، ولا بأس في هذه الفقرة من ذكر فضائل قراءة القرآن، وفيما يأتي ذلك:

  • نيل الحسنات، ومضاعفة الحسنة الواحدة إلى عشر أمثالها، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.[7]
  • نيل الشفاعة يوم القيامة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.[8]
  • نيل درجة السفرة الكرام البررة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ”.[9]

الدروس المستفادة من سورة إبراهيم

لقد أنزل أنزل الله -عزَّ وجلَّ- القرآن الكريم على عباده لتلاوته والتعبد به، وليتدبروا آياته، حيث قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وإنَّ الحكمة من التدبر في آيات القرآن الكريم هو استنباط الدروس والعبر منها، وفيما يأتي ذكر بعض الدروس المستفادة من سورة إبراهيم:

  • أنَّ البعث حقٌ لا شكَّ فيه، ودليل ذلك أنَّ الله الذي أوجد الخلق من العدم قادرٌ على إفنائهم، وإحيائهم بعد موتهم.
  • أنَّ البعث ضروريٌ لتحقيق العدل، حيث يُكافئ الصالح على صلاحه، ويُجازى الكافر على كفره.
  • أنَّ عذاب الله واقعٌ على من ضلَّ وأضلَّ، ولا أحد سيغني الآخر من عذاب الله شيئًا.
  • أنَّ أفضل الكلام وأطيبه هو كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله.
  • أنَّ كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن، ولها عظيم الأثر في تحسين وزيادة أعماله.
  • أنَّ المؤمن ينتفع بكلمة التوحيد في حياته وبعد وفاته.
  • أنَّ عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين ثابت.
  • أنَّ إقامة الصلاة على وجهها الأكمل من أهمِّ الأعمال.
  • أنَّ الإلحاح بالدعاء من الأمور المشروعة.
  • أنَّ الدعاء بالخير لا يقتصر على النفس فقط، بل يشمل الأهل والمسلمين جميعًا.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان لماذا سميت سورة ابراهيم بهذا الاسم، وفي تمَّت الإجابة على السؤال المطروح، كما تمَّ ذكر نبذة بسيطة عن سورة إبراهيم، بالإضافة إلى بيان مناسبتها مع سورة الرعد، ثمَّ تمَّ بيان موضوعاتها وفضل قراءتها، وفي الختام تمَّ ذكر بعض الدروس المستنبطة من هذه السورة الكريمة.

المراجع

  1. ^ سورة إبراهيم، آية 39-40
  2. ^ kalemtayeb.com، سورة إبراهيم، 08/01/2023
  3. ^ shamela.ws، كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي، (505/7)، بتصرف، 08/01/2023
  4. ^ shamela.ws، كتاب تفسير المراغي، أحمد بن مصطفى المراغي، (122/13)، بتصرف، 08/01/2023
  5. ^ سورة إبراهيم، آية 1
  6. ^ shamela.ws، كتاب التفسير الوسيط، مجموعة من المؤلفين، (457/5)، بتصرف، 08/01/2023
  7. ^ صحيح الترمذي، عبدالله بن مسعود، الألباني، 2910، صحيح
  8. ^ صحيح مسلم، أبو أمامة الباهلي، مسلم، 804، صحيح
  9. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 4937، صحيح
  10. ^ سورة ص، آية 29

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *