ما هي عقوبة التشهير وتشويه السمعه في السعودية

ما هي عقوبة التشهير وتشويه السمعه في السعودية هو ما سيتم تناوله عبر هذا المقال، فالقانون السعودي يحدد العقوبات والضوابط الرادعة لكل الجرائم المجتمعية مهما كان حجمها كبيرًا أو صغيرًا، ومهما كانت طريقة ارتكاب تلك الجرائم، وقد عنى القانون السعودي بحفظ الكرامات والمكانة والمنزلة لكل فرد في المجتمع ولكل جهة وشركة، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على عقوبة التشهير وتشويه السمعه في المملكة العربية السعودية وما يتعلق بها من مواضيع ذات صلة

مفهوم التشهير وتشويه السمعة في القانون السعودي

إن التشهير وتشويه السمعة في القانون في المملكة العربية السعودية هو أي تصرف من قول أو فعل يهدف إلى المساس بشخصية المشهر به، وسواءً كان التشهير مكتوبًا أو منقولًا أو محكيًا، أو على شكل صور وإيحاءات تتعلق بذات الموضوع، حيث تختلف الطرق التي ينتهجها مرتكبو هذه الجريمة، والهدف واحد، ولكن هذا الأمر يؤدي إلى تدمير النفسية وتكبيد الضحية خسائر مادية كبيرة، وخسائر ومتاعب اجتماعية ، ويمكن تلخيص مفهوم التشهير وتشويه السمعة أنها قيام فرد أو مجموعة من الأشخاص بنشر الأخبار والمعلومات الكاذبة عن أفراد آخرين أو مؤسسات أو شركات بغرض الإساءة لها.

عقوبة التشهير وتشويه السمعه في السعودية

إن التشهير أو تشويه السمعة هي الأفعال التي تكون غايتها مساس قيمة الأشخاص أو الشركات بسوء عن طريق نشر الأخبار الكاذبة التي تؤذي سمعته، وقد حدد القانون السعودي قانون العقوبات الرادعة التي تحمي الحقوق وتحمي الأشخاص من الاعتداء، وعقوبة التشهير وتشويه السمعه في السعودية تكون كما يأتي: ^[1]

• يتم الحكم على مرتكب هذه الجريمة لمدة أقصى زمن لها اثني عشر شهرًا وقد تقل بحسب حال القضية.
• يتم الحكم على المتهم ومرتكب جريمة التشهير بغرامة مالية أقصى قيمة لها تصل إلى خمسمائة ألف ريال سعودي.
• يتم الحكم على مرتكب جريمة التشويه والتشهير بالسجن والغرامة المالية معًا في بعض الحالات بحسب ما يراه ويقرره القاضي.
• يتم الأخذ بعين الاعتبار إن كان المتهم إعلاميًا فسيتم صدور قرار يمنعه من العمل كإعلامي مرة أخرى.
• إذا كان الشخص ينتسب في جريدة أو مجلة رسمية وعرفت الجريدة بفعلته فسيتم إصدار قرار بإغلاق الجريدة نهائيًا.
• عندما تتعلق الإساءة وتشويه السمعة والتشهير بالإساءة للأديان فإن العقوبة قد تصل حد الإعدام.
• يتم تشديد العقوبات ومضاعفتها إن قام المتهم بتكرار فعلته وجريمته.

عقوبة التشهير وتشويه السمعة بالمؤسسات التجارية

لا تختلف عقوبة التشهير وتشويه السمعة بالمؤسسات التجارية والمحلات عن مثيلتها بالأفراد والأشخاص، حيث إن الحكومة في المملكة العربية السعودية قد قامت بتخصيص طرق ووسائل لاستقبال الشكاوى المباشرة عن محل أو متجر أو عن سلعة معينة، ويتم دراسة هذه الشكوى والنظر في صحتها بسلاسة وبحسب القانون، لكن أن يقوم أحد الأفراد بوصف الأمور السلبية في أحد المحلات والمتاجر على وسائل التواصل الاجتماعي فذلك مخالف للقانون، وتحديدًا  إن كانت المعلومات التي ينشرها غير صحيحة ومسيئة ومضرة لذلك المحل، وفي هذه الحال يتم رفع قضية من صاحب المؤسسة على المرتكب لهذه المخالفة ويدرس القاضي القضية، ويتم إما سجنه سنة أو أقل، وقد يتم تغرمه مبلغًا من المال أقصاه 500 ألف ريال سعودي.

عقوبة التشهير بشركة

لا يقبل القانون السعودي الإشهار وتشويه السمعة للشركات مطلقًا، وذلك عن طريق نشر الأخبار السلبية والانتقادات اللاذعة لبعض الشركات والسلع الخاصة بها، حيث يقوم بعض الأفراد بنشر الجوانب السلبية لهذه الأماكن على منصات التواصل الاجتماعي، وهي أمور مرفوضة قانونيًا، لوجود البدائل المشروعة قانونيًا وبشكل رسمي، للإخبار عن أي انتقادات أو مخالفات أو بضائع سيئة أو جودة رديئة وذلك ضمن قوانين حماية المستهلك، لكن لو تم النشر على الإنترنت دون ضابط فهذا يعطي الحق للشركة بتقديم شكاية ورفع دعوى على الفاعل إلى المحاكم ولو تم اكتشاف عدم صحة الأخبار المنشورة، فيعاقب بالسجن أو بالغرامة المالية أو بكليهما معًا، كما يمكن أن يمنع من مزاولة مهنته وذلك كله يقرره القاضي المختص.

عقوبة التشهير في مواقع التواصل الاجتماعي

وضعت المملكة العربية السعودية القوانين العديدة التي تنظم الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ومع التطور الكبير الحاصل فإنها تنتشر بين الناس، وانتشر مع ذلك الكثير من أشكال الإساءة والتشهير للأشخاص أو الشركات أو نحو ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الأعمال توصل حرفيًا إلى عقوبات شديدة تصل لسجن الفاعل عامًا كاملًا وتغريمه نصف مليون ريال سعودي وإغلاق وحجب مواقعه الإلكترونية وحساباته كلها، وقد يتم زيادة قسوة العقوبات أو تخفيفها بحسب الحال العام ومعطيات القضية. ^[2]

عقوبة التشهير بشخص

إن التشهير وتشويه السمعة للأشخاص والشركات وأيًا كان ما يتم تشويه سمعته أمرٌ منافٍ للأخلاق والشريعة الإسلامية، فقد جاء الإسلام يحث على الستر والتستر، ولذلك قام النظام القانوني السعودي بفرض عقوبات شديدة على تشويه السمعة والتشهير على كل شخص تزين له نفسه القيام بتشويه سمعة شخص أو الإساءة إليه ظلمًا وزورًا وبهتانًا، حيث يقوم القاضي في المحكمة المختصة بالنظر في القضايا المشابهة والنطق بالعقوبة وتعيينها بحسب ما تقتضيه المصلحة العامة ومعطيات القضية.

عقوبة التشهير بالصور

يقوم الكثير من الأشخاص من أصحاب القلوب المريضة والمجرمين والبعيدين عن الأخلاق بسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لسهولة التعامل بتطبيقات الإنترنت والهاتف، وكثرة استخدام تكنولوجيا غير مشروعة، والقيام بطرق غير صحيحة من تسجيلات الدخول، فيتم سرقة الصور الشخصية وخصوصًا للفتيات والبنات، ويتم التهديد من خلال تلك الصور والابتزاز بها للحصول على المال أو غايات أخرى، وهذه الأمور أفعال وجرائم شنيعة يعاقب عليها القانون، ويوقع بمرتكب هذه الجريمة أقسى العقوبات، فيتم سجنه أطول مدة ممكنة قانونيًا، وتغريمه بملغ طائل من المال بعقوبة واحدة أو اثنتين، ويتم حجبه عن شبكات الإنترنت وإغلاق هواتفه وتطبيقاته جميعها وقد يضاعف القاضي العقوبات بحسب الضرر والإساءة التي تم التسبب بها.

عقوبة التشهير في الواتس

الإساءة والتشهير في واتس آب أمر شائع، وتقوم محكمة الجنايات في المملكة العربية السعودية بتقرير عقوبات تشويه السمعة والإشهار بالواتس، حيث يمكن أن يتم تقرير عقوبة تصل إلى خمسة سنوات بالسجن، أو غرامة مالية تقدر بثلاثة مليون ريال سعودي، أو قد ترتبط عقوبة السجن بالغرامة فيتم سجن المتهم وتغريمه بمبلغ مالي معًا، وتشمل جرائم التشهير على واتساب نشر معلومات كاذبة على التطبيق عن جهة معينة أو شخص ما، أو سب وشتم جهة معينة أو فرد، أو إهانته مباشرةً بألفاظ غير لائقة  وانتقاص لمكانته وكرامته.

أركان جريمة التشهير وتشويه السمعة

في جريمة التشهير وتشويه السمعة تقرر القوانين الجنائية أن يكون للجريمة ركنين أساسيين إن توفرا فيها سميت جريمة واستحقت العقوبة المنصوص عليها قانون الجنايات والعقوبات، وقد تم تحديد هذين الركنين بما يأتي:

• ركن مادي: وهو الركن الأهم في الجريمة المرتكبة، فهو كل ما يظهر ويشير إلى وقوع تلك الجريمة ويدل عليها ماديًا، كالمنشورات التي يتم نشرها متضمنة لمعلومات الإشهار.
• ركن معنوي: وهو الركن الذي يُقصد به إرادة الجاني وعلمه بعمله ونتيجته، وعلمه بما سيقع ويحل بالضحية ورغبته بتحقيق هذه النتيجة.

شروط رفع قضية تشهير سمعة

مع انتشار التشهير وعمليات تشويه السمعة على منصات التواصل الاجتماعي، فقد تم تخصيص العديد من القوانين التي تحمي الأفراد والمؤسسات والشركات من هذه الإساءات العلنية، ولكن يشترط لتقديم ورفع قضية تشهير وتشويه سمعة عددًا من الشروط القانونية، وهي كما يأتي: ^[3]

• من المهم أن تكون الأخبار التي يقوم الشخص الناشر أو الجاني بنشرها إساءةً للضحية كاذبة ولا صحة لها.
• أن يتم نشر الخبر فعليًا بين الناس على منصات التواصل الاجتماعي مهما كان نوعها أو في الجرائد والمجلات وغير ذلك.
• أن يكون الخبر مسيء أو محزن أو محرج للشخص الضحية أو أنه يسبب له أضرارًا نفسية أو مادية.
• أن يكون للأخبار المنتشرة آثارًا حقيقية كفقدان الضحية أعماله أو تجارته أو سمعته أو مكانته الاجتماعية وعزلته عن الناس.

إجراءات دعوى التشهير في السعودية

في حال وقع أي فرد أو مؤسسة أو شركة تجارية عرضةً لتشويه السمعة والتشهير، فإن من المهم أن يتم معرفة آلية وطريقة رفع دعوى قضائية ضد الجاني، ويمكن ذلك من خلال الخطوات والإجراءات الآتية:

• التوجه مباشرةً إلى أقرب مركز شرطة موجود في الحي أو الشارع، وطلب مساعدته في إعداد تقرير وتقديمه.
• تحضير كافة الوثائق والأدلة التي تشير إلى وجود تشويه سمعة أو تشهير.
• تحضير نموذج دعوى تشهير لرفعها مع الطلب عند تحويلها للنيابة.
• توكيل محامٍ قانوني مختص بالجنايات.
• يتم تحويل الملف والقضية إلى النيابة العامة للتحقق والتأكد.
• في حال ثبتت الأدلة وتأكدت الجريمة، فإنها تحال إلى المحكمة، حيث يتم إصدار الحكم المناسب على المتهم في هذه القضية بحسب ما ينص عليه القانون وبحسب ما يراه القاضي مناسبًا.

متى يكون التشهير وتشويه السمعه جريمة في السعودية

يكون التشهير وتشويه السمعة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون ويتم تحويلها إلى المحاكم المختصة في الكثير من الحالات التي حددتها اللوائح القانونية بالفعل، ولعل من أبرزها ما يأتي:

• الإعلان بالإشهار وتشويه السمعة: أي في حال قام أحد الأشخاص بنشر الإشهار والإساءة بين الناس علانية بالكلام المباشر أو نشر صور ومقاطع فيديو مفبركة في مختلف الأماكن وهذا الأمر محظور قانونيًا.
• إذا تواجد الشهود ولو لم يتم الإعلان: حيث إنه لو لاحظ بعض الأشخاص تهديد الجاني للضحية بصور أو عبارات مشينة ومهينة يمكن أن يجعلها جريمة قانونية.
• في حال التقصد والعمد: أي ارتكاب هذا الفعل الشنيع متقصدًا أذية الشخص والإضرار به.
• في حال غياب الجهل: فلو علم الجاني أن ما يفعله يعد جريمة واستمر عليه فهو بالفعل يكون قد ارتكب جريمة يستحق العقاب عليها.

نموذج شكوى تشهير وتشويه سمعة في السعودية

إن قضية تشويه السمعة في المملكة العربية السعودة والتشهير بالأشخاص من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، وقد أتاح القانون السعودي للمتضررين القدرة على رفع دعوى تشهير وتشويه سمعة من خلال نموذج كتابي معتمد يتم كتابته وتقديمه للجهات المختصة، وفيما يأتي نموذج جاهز يمكن تعبئته وتقديمه بسهولة:

تم تحريره بتاريخ:…. /….. /…..هـ  الموافق ليوم….

المدعي:……………. المقيم في:…………

إلى  السيد الوكيل بالمحكمة الابتدائية:………………

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

شكوى بسبب التشهير وتشويه السمعة

سيدي القاضي.. أتقدم إلى سيادتكم بخصوص رفع دعوى تشويه سمعة ضد  السيد:……… المقيم في……….. العامل في ………….

وذلك لأنه قام بتشويه سمعتي وصورتي عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد قيامه بسرقة بياناتي واختراق حساباتي الشخصية ومنها هاتفي الخاص، وسرقة الصور والمعلومات الخاصة، ونشرها للعلن بهدف الحط من شأني وإلحاق الضرر بي.

وإني يا سيادة القاضي حفاظًا على سمعتي في المنطقة التي أقطن بها أتقدم إليكم بتقديم شكوى تشهير وتشويه سمعة ضد هذا الشخص، وأرجو من سيادتكم النظر إلى شكواي، وأرجو الإنصاف عن طريق إعادة سمعتي التي قام هذا الشخص بتشويهها أمام الملأ..

ولكم مني جزيل الشكر وخالص الاحترام والتقدير.

مقدم الطلب……..الرقم الوطني………….رقم الجوال………. التوقيع……………

مقالات قد تهمك

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال ما هي عقوبة التشهير وتشويه السمعه في السعودية، حيث تم فيه التفصيل في العقوبات التي تم تقريرها لجرائم التشهير وتشويه السمعة في المملكة، وتم تسليط الضوء على أهم المعلومات حول القضية.