اسرار سورة الفاتحة للرزق ، فضل سورة الفاتحة

اسرار سورة الفاتحة للرزق ، فضل سورة الفاتحة
اسرار سورة الفاتحة للرزق

اسرار سورة الفاتحة للرزق هو ما سوف يتم الحديث عنه في هذا المقال، فقد أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على رسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- من أجل شفاء الأرواح والأبدان، وتنظيم حياة الناس، وتحقيق الخير في الحياة الدنيا والآخرة، وسورة الفاتحة أول سورة في كتاب الله سبحانه وتعالى، وتعد السورة الأعظم في كتاب الله؛ لأنها شملت معاني التوحيد كلها، ومن خلال هذا المقال سيتم إدراج بعض من المعلومات عن سورة الفاتحة، وأيضًا بيان أسرار سورة الفاتحة للرزق.

سورة الفاتحة

تُعتبر سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم، وهي من السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة، وهي أيضًا السورة الأولى في ترتيب سور القرآن الكريم، وتأتي بعدها في الترتيب في المصحف سورة البقرة، وأمَّا ترتيب سورة الفاتحة من حيث النُّزول فهي الخامسة في ترتيب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نزلت بعد سور العلق والقلم والمزمّل والمُدّثر، ويبلغ عدد آياتها سبع آيات فقط، واختلف عُلماء العدد فيما إذا كانت البسملة آية من آياتها أو أنها من أجل الابتداء بها ومن أجل التبرُّك، وقد بدأت السورة بالثناء على الله -تعالى- وتمجيده وبيان طريق العبودية لله وحده، كما لها العديد من الأسماء، ومنها: أم القرآن أو أم الكتاب، الحمد، السبع المثاني.[1]

اسرار سورة الفاتحة للرزق

تعتبر سورة الفاتحة أنها أفضل سورة في القرآن، حيثُ إن تلاوة سورة الفاتحة بقلب خاشع لله -عز وجل- يفتح أبوابًا كثيرةً من الخير والرحمة والرزق، وفيما يأتي سيتم بيان أسرار سورة الفاتحة للرزق، وتتمثل على النحو الآتي:[2]

  • إنّ سورة الفاتحة بها أنفع الدعاء، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5]”.
  • تساعد المسلم في قضاء الحاجة وتيسير الرزق من الله -تعالى- فهي من أعظم السور في كتاب الله، فقد ورد عن عبدالله بن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ألا أُخبِرُك بخير سورة في القرآن؟، قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حتى تختمها”[3].
  • تشتمل سورة الفاتحة أفضل الدعاء، لأنها اشتملت طلب الهداية من الله -تعالى- إلى الصراط المستقيم، كما وتشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ”[4].
  • الله تعالى يقسم سورة الفاتحة بينه وبين العبد، ويعطيه ما يريد إذ يقول تعالى في الحديث القدسي: “يقولُ اللهُ عز وجل قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين نصفُها لي ، ونصفُها لعبدي ، ولعبدي ما سأل فإذا قال : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قال : حمدني عبدي ؛ فإذا قال : { الرحمنِ الرحيمِ } قال : أثنى عليَّ عبدي ، فإذا قال { مالكِ يومِ الدينِ } قال : مجدني عبدي ، فإذا قال : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : هذه الآيةُ بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : { اهدِنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين } قال : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل”[5].
  • تعد سورة الفاتحة بأنها مفتاح للغنى والفلاح، فقد قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- على قراءة سورة البقرة: “فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها….”.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

أسرار سورة الفاتحة لقضاء الحوائج

تعتبر سورة الفاتحة بأنها من أعظم السور في كتاب الله عز وجل، ومن فضلها العظيم ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث، فهي تحتوي على معانٍ شاملة وجامعة لمعاني آيات وسور القرآن الكريم، كما تشتمل على صفات الله -تعالى- المجيدة وتدبيره للكون، وفيما يأتي سيتم بيان أسرار سورة الفاتحة في قضاء الحوائج، ومنها ما يأتي:[6]

  • إنّ قراءة سورة الفاتحة باستمرار، والتضرع بها إلى الله -تعالى- يعد سببًا لقضاء الحوائج.
  • الرقى من العلل والأمراض، فقد استخدمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- في ذلك.
  • تفيد سورة الفاتحة في قضاء الحوائج، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[7]، فهي تعني الاستعانة الكاملة والمطلقة بالله -تعالى- ليقضي حوائج المسلمين.
  • سورة الفاتحة من أعظم السّور في القرآن الكريم، فقد جاء عن أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- قال: “مرَّ بي النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: ما منَعك أن تأتيَ؟ فقلتُ: كنتُ أُصلِّي، فقال: ألم يقُلِ اللهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ؟! ثم قال: ألَا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ؟ فذهَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه”[8].

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

إنَّ فضل سورة الفاتحة في إجابة الدعاء كبير، فالداعي بها حقيق بالإجابة بإذن الله، حيثُ يكمن فضلها في أنها تشتمل على دعاء عظيم، بدليل قوله -تعالى- في آياتها: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[9]، كما تشتمل على آداب الدُّعاء التي وردت في الشَّرع الإسلامي الحنيف وهي حمد الله، ثمّ الثناء وتمجيد الله -تعالى- وإفراده بالعبودية، وأيضًا الاستعانة بالله -تعالى- دون سواه من المعبودات، فقد جاء في الحديث عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أنَّه قال: “سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ”[4].

شاهد أيضًا: تفسير سورة الفاتحة للاطفال

فضل قراءة سورة الفاتحة 7 مرات

إنّ سورة الفاتحة من سور القرآن التي لا تصح صلاة المسلم إلا بها، فقد ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث وذكر فضلها وعظمتها، كما وردت في الأحاديث القدسية، وفي فضل قراءة سورة الفاتحة 7 مرات جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: “بعثَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثلاثينَ راكبًا في سريَّةٍ فنَزَلنا بقومٍ فسألْناهُم أن يُقرونا فأبَوا فلُدِغَ سيِّدُهم فأتَونا فقالوا أفيكُم أحدٌ يَرقي منَ العَقربِ فقُلتُ نعَم أنا ولَكِن لا أرقيهِ حتَّى تُعطونا غنَمًا قالوا فإنَّا نُعطيكم ثلاثينَ شاةً فقَبِلناها فقرأتُ عليهِ الحَمدُ سَبعَ مرَّاتٍ فبرِئَ وقَبَضنا الغنَمَ فعرَضَ في أنفسِنا منها شَيءٌ فقُلنا لا تعجَلوا حتَّى نأتيَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلمَّا قدِمنا ذَكرتُ لَه الَّذي صنَعتُ فقالَ أوَ ما علِمتَ أنَّها رُقيةٌ اقتَسِموها واضرِبوا لي معَكم سَهمًا”[10]، وبالتالي فإنَّ قراءة سورة الفاتحة سبع مرات تفيد في قضاء الحوائج والرقية بإذن الله، فقد ثبت ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح، حيث إن العدد سبعة وردَ الأمر به في العديد من الأذكار الدينية، وهذا لحكمة من الله تعالى دون شك.[11]

فضل سورة الفاتحة 100 مرة

لم يرد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما يثبت فضل قراءة الفاتحة مئة مرة، فلا يجوز العمل بذلك وينبغي اتّباع السنّة وسؤال الله بأسمائه وصفاته والتوسّل إليه بها، فقد قال عزّ وجلّ: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[12]، لذا من الأفضل قراءتها دون تحديد عدد معيّن أو كيفية معيّنة لأن ذلك لم يرد في الشّرع[13]، وهذه الأمور تدخل من باب البدع التي حذر عنها النبي، لأن كل أمر تعبدي لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن إحداثه بدعة فقد قال -عليه السلام-:” من عمل عملًا ليس عليه غيرُ أمرِنا فهو رَدٌّ”[14]، ولكن ورد في سنة رسول الله العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل سورة الفاتحة وفضل قراءتها، فهي أحد النورين اللذين نزلا على النبي -عليه الصلاة والسلام- وثانيهما هو خواتيم سُورة البقرة، وهي أعظم ما نزل على نبي من أنبياء الله تعالى، ولم يرد مثلها في التوراة أو الإنجيل أو أي كتاب سماوي، كما أنها الأساس في كل عمل خير أو أمر تعبدي يقوم به الإنسان.[1]

سبب نزول سورة الفاتحة

ورد في السنة النبوية الشريفة سبب نزول سورة الفاتحة، فقد جاء عن عمرو بن شرحبيل أنَّ رسول اللّه -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم- كان إذا برز سمعَ منادي ينادي: “يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال فلما برز سمع النداء يا محمد فقال لبيك قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم قال اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى فرغ من فاتحة الكتاب”[15]، ولكن هذا الحديث ضعيف فلا يصلح للاحتجاج به، ولا أن يكون سبب لنزول السورة، فليس جميع سور القرآن يوجد لها سبب لنزولها، والأحاديث الصحيحة في سبب النزول قليلة جدًا[16]، ويجدر بالقول أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش بدليل قول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “نزلت فاتحةُ الكتابِ من كنزٍ تحت العرشِ[17].

شاهد أيضًا: لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني

مضامين سورة الفاتحة

اتّفق أهل العلم على أنَّ سورة الفاتحة تتضمن مقاصد القرآن الكريم والإسلام كلها، ولكنهم اختلفوا في عدد المقاصد، فمنهم من قال إنها ثلاثة مقاصد ومنهم من قال أربع، ومنهم من زاد على ذلك، وفيما يأتي سيتم بيان أقوال هؤلاء العلماء على النحو الآتي:[18]

  • قال الرازي: “إن مقاصد القرآن والفاتحة أربع، وهي الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر لله تعالى”.

  • قال محمد رشيد رضا: “إن مقاصد الفاتحة خمسة، وهي التوحيد والوعد والوعيد والعبادة وبيان سبل السعادة، وقصص السعداء والأشقياء”.

  • قال الطاهر بن عاشور: “إن مقاصد الفاتحة والقرآن ثلاثًا، وهي الثناء على الله، والأوامر والنواهي، والوعد والوعيد”.

أسماء سورة الفاتحة

بين أهل العلم بأنّ سورة الفاتحة لها الكثير من الأسماء التي ذُكرت في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، كما أن لكل اسم منها معنى وفائدة، وفيما يلي بعض تلك الأسماء، وموقع وروده في نصوص الشريعة الإسلامية: [19]

  • القرآن العظيم: سُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم لأنّها تشتمل على معاني القرآن الكريم كلّه، وجاء هذا الاسم في السنة النبوية الشريفة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ”[20].
  • فاتحة الكتاب: سميت بفاتحة الكتاب لأنّها أول سورة من سور القرآن الكريم، فقد ورد عن يزيد الفقير -رضي الله عنه- عن جابر بن عبد الله سَمِعْتُهُ يَقولُ: “يقرأُ في الرَّكعتينِ الأولَيينِ بفاتِحةِ الكِتابِ، وَسورةٍ وفي الأُخريينِ بفاتحةِ الكِتابِ قالَ: وَكُنَّا نتَحدَّثُ أنَّهُ لا صَلاةَ إلَّا بِقراءةِ فاتِحةِ الكِتابِ فَما فوقَ ذلِكَ، أو فما أَكْثرُ مِن ذلِك”[21].
  • أم القرآن وأم الكتاب: فقد أطلق عليها أم القرآن أو أم الكتاب لأن سورة الفاتحة أول ما يبدأ بها القرآن، فقد قال الماوردي في هذه التسمية: “سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعًا لها، صارت أمًا لأنها أَمَّتْهُ أي تقدمته، وكذلك قيل لراية الحرب أُم لتقدمها واتباع الجيش له، ويقال لما مضى على الإنسان من سِنِي عمره أُم لتقدمها، ولمكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى، ولأن الأرض منها دحيت وعنها حدثت، فصارت أُمًا لها لحدوثها عنها كحدوث الولد عن أمه”.
  • السبع المثاني: حيث أطلق عليها السبع المثاني لأنها تثنى في كل ركعة في الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي سعيد بن المعلى: “لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، فقال عليه السلام: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”[22].

شاهد أيضًا: كيفية قراءة الفاتحة في الصلاة السرية

عجائب سورة الفاتحة

إنّ أعظم كلام في كتاب الله هي سورة الفاتحة، فهي سورة تدعو عباد الله -عزّ وجل- إلى العودة إليه والاستقامة على دينه وأمره، ومن فضله -تعالى- على عباده جعلها يسيرة القراءة يسيرة الحفظ، وقد خص الله -سبحانه وتعالى- هذه السورة بفضائل وعجائب عديدة، ومن أبرزها ما يأتي:[23]

  • إنّ في قراءة سورة الفاتحة أجر عظيم من الله -تعالى- كبقية سور القرآن، فالحسنة بعشر أمثالها والله -تعالى- يضاعف لمن يشاء.
  • أنها أفضل وأعظم سورةٍ وردت في كتاب الله عزو جل، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي سعيدِ بنِ المُعَلَّى رضي الله عنه: “لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، فقال عليه السلام: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”[22].
  • تعتبر أفضل سورة في جميع الكتب السماوية، فقد جاء عن رسول -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها”[20].
  • السورة الوحيد في كتاب الله -عز وجل- التي يفرض على المسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، فهي ركن من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، ويفرض على المسلم  تكريرها على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ”[24].
  • تُعدُّ شفاءً للقلوب والأبدان، فقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه”.
  • إنّ سورة الفاتحة رقية، فهي شفاء للمرضى بإذن الله، فقد أقر النبي -صلى الله عليه وسلم- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، حيث قرأها الصحابة على اللديغ لما مروا عليه في بعض أحياء العرب، فشفاه الله تعالى، وقد قال -عليه السلام- للصحابي الذي رقى بها اللديغ: “وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ”[25].

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي أجبنا فيه على السؤال اسرار سورة الفاتحة للرزق، كما تعرفنا أيضًا على  معلومات عن سورة الفاتحة، ثم شرحنا بشكلٍ مبسط لأسرار سورة الفاتحة، بالإضافة إلى بيان مضامين سورة الفاتحة وسبب نزولها، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم المتعة والفائدة في هذا المقال.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
ما حكم من كرر أية من سورة الفاتحة متعمدا في الصلاة وغير مضطر ولماذا؟
إنَّ تكرار الفاتحة عمدًا في الصَّلاة غير مشروع، والرَّاجح عند العلماء بأنه مكروه، فقد جاء في الإنصاف: "ويكره تكرار الفاتحة.. هذا المذهب وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به كثير منهم. وقيل: تبطل"، أما سبب تكرارها فيعود إلى قلة الخشوع أثناء قراءة الفاتحة مما يجعل المسلم يعيد قراءتها.

المراجع

  1. ^ marefa.org، سورة الفاتحة، 04/02/2023
  2. ^ imadislam.com، تفسيرسورة الفاتحة عدد آياتها 7، 04/02/2023
  3. ^ عمدة التفسير، عبدالله بن جابر ، أحمد شاكر، 1/51، [أشار في المقدمة إلى صحته].
  4. ^ سنن الترمذي ، فضالة بن عبيد، الترمذي، 3477، حسن صحيح.
  5. ^ مجموع الفتاوى، أبو هريرة، ابن تيمية، 75، صحيح.
  6. ^ dorar.net، سورة الفاتحة، 04/02/2023
  7. ^ سورة الفاتحة ، الآية 5
  8. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد بن المعلى، البخاري، 4703، صحيح.
  9. ^ سورة الفاتحة، الآية 6-7
  10. ^ صحيح ابن ماجه، أبو سعيد الخدري، الألباني ، 1763، صحيح.
  11. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 04/02/2023
  12. ^ سورة الأعراف ، الآية 180
  13. ^ islamqa.info، هل يُشرع قراءة الفاتحة 100 مرة للطلب من الله، 04/02/2023
  14. ^ نظرية العقد، عائشة أم المؤمنين ، ابن تيمية، 14 ، صحيح.
  15. ^ العجاب في بيان الأسباب ، عمرو بن شرحبيل، ابن حجر العسقلاني، 1/224، مرسل ورجاله ثقات.
  16. ^ islamweb.net، أسباب النزول » القول في سورة الفاتحة، 04/02/2023
  17. ^ السلسلة الضعيفة ، علي بن أبي طالب، الألباني ، 4024 ، ضعيف.
  18. ^ islamweb.net، مقاصد القرآن الكريم في سورة الفاتحة عند المفسرين، 04/02/2023
  19. ^ alukah.net، أسماء سورة فاتحة الكتاب، 04/02/2023
  20. ^ تخريج المسند لشعيب، أبو هريرة، شعيب الأرناؤوط، 8682، إسناده صحيح.، 04/02/2023
  21. ^ نخب الافكار ، يزيد الفقير، المعيني، 4/40، طريقه صحيح.
  22. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد بن المعلى ، البخاري، 5006، صحيح.
  23. ^ islamqa.info، فضل سورة الفاتحة وأهميتها، وذكر بعض فضائلها
  24. ^ صحيح البخاري ، عبادة بن الصامت ، البخاري، 756 ، صحيح.
  25. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري، مسلم، 2201، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *