عناصر المقال
ما هي صناديق المؤشرات المتداولة ومميزاتها وعيوبها، من المعلومات التي تدور حول الاقتصاد والاستثمار والتي يجهلها كثير من الناس، ولا بدَّ للشخص إذا أراد أن يخوض في مجال الاستثمار والتجارة خصوصًا في الوقت الحالي وتسهيلات التجارة الإلكترونية من التعرف على كل ما يحيط بهذا المجال، وسوف نتعرف في هذا المقال على مفهوم صناديق الاستثمار، وعلى تعريف صناديق المؤشرات المتداولة، بالإضافة إلى التعرف على مميزات وعيوب صناديق المؤشرات المتداولة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
صناديق الاستثمار
يشير مفهوم صندوق الاستثمار إلى وعاء مالي تعود ملكيته إلى آلاف المستثمرين، ويكون رأس المال له دعم بالملايين، كما تتولى إدارته مجموعة من الخبراء والاختصاصيين الذي يعملون على إجراء دراسات عن أفضل الشركات والمشاريع التي يمكن أن يتم الاستثمار بها في أموال هذا الصندوق من أجل ضمان أفضل عائد وربح ممكن، وتكون هذه الصناديق أكثر أمانًا بالنسبة للمسثتمرين الصغار، لأنَّ الصندوق يضم كثيرًا من السندات والأسهم، وبالتالي يحصل المستثمر على ميزة تنويع المصادر وعدم المغامرة بأمواله في مشروع واحد، وبالتالي مخاطر أقل من الاستثمار في البورصة بشكل مباشر، وتعود فكرة ظهور صناديق الاستثمار إلى شركات الاستثمار التي ظهرت في القرن التاسع عشر في هولندا ثم انتقلت إلى بقية الدول، وفي نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين ظهرت صناديق الاستثمار لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية.[1]
شاهد أيضًا: كيف تستثمر مبلغ صغير في العقارات وأفضل أنواع الاستثمار العقاري
ما هي صناديق المؤشرات المتداولة
يشير مفهوم صناديق المؤشرات المتداولة إلى الصناديق الاستثمارية المفتوحة والتي تتبع حركة مؤشر معين، غير أنَّه يتم قيد وتداول الوثائق المختلفة مثل الأسهم والسندات التي تكوِّن صندوق المؤشرات المتداولة، وبالتالي تتكون من سلة ضخمة من الأوراق المالية التي يتم تداولها في عالم البورصة، فقد تمَّ تصميمها كصناديق استثمار مفتوحة من أجل إتاحة فرص دخول إلى البورصة أقل تكلفة وبسهولة كبيرة، ويمكن أن يتم التداول عبر صناديق المؤشرات في أي وقت خلال جلسة التداول بخلاف صناديق الاستثمار المفتوحة الأخرى، ويرجع تاريخ إنشاء تلك الصناديق إلى عام 1993م فقد ظهرت أول مرة في ذلك العام، وقامت شركة State Street Global Advisors بالتعاون مع البورصة الأمريكية بتطوير أول سوق لصناديق المؤشرات المتداولة.[2]
شاهد أيضًا: كيف تصبح تاجر في بينانس وما عيوب منصة Binance
الفرق بين صناديق الاستثمار وصناديق المؤشرات
على الرغم من أنَّ صناديق المؤشرات المتداولة هي صناديق استثمار إلا أنَّه توجد العديد من الفوارق بين صناديق المؤشرات المتداولة وبين صناديق الاستثمار المشتركة التقليدية، وفيما يأتي سيتم إدراج هذه الفوارق بشكل مختصر وواضح ليناسب جميع الزوار:
- إنَّ صناديق الاستثمار المشتركة يتم التداول فيها عند الإغلاق بقيمة الأصول الصافية، أمَّا صناديق المؤشرات في البورصة فيتم فيها التداول خلال يوم التداول فقط وتختلف قيمتها خلال اليوم.
- تأخذ صناديق الاستثمار المشتركة نفقات تشغيل متفاوتة وقد تكون مرتفعة في بعض الأحيان، بينما تكون مصاريف تشغيل صناديق المؤشرات أقل.
- إنَّ صناديق الاستثمار التقليدية لها حد أدنى من أجل الاستثمار فيها، أمَّا صناديق المؤشرات المتداولة لا يوجد فيها حد أدنى من أجل الاستثمار.
- تكون الالتزامات الضريبية لصناديق الاستثمار أكبر من الالتزامات في الصناديق الأخرى، وتقدم صناديق الاستثمار أيضًا ميزات ضريبية للمستثمرين نتيجة طريقة إنشائها واستردادها.
- إنَّ عملية شراء الأسهم من الصناديق الاستثمارية لا يتم إلا بشكل مباشر من الصناديق بأسعار NAV ويتم تحديد هذذا السعر خلال يوم التداول أو في نهاية يوم التداول، أما في صناديق الاستثمار فيمكن بيع وشراء صناديق المؤشرات في كل الأوقات من خلال البورصة وبأسعار السوق السائدة.
- إنَّ تكلفة المعاملات تكون شبه معدومة خلال بيع أو شراء أسهم الصناديق المشتركة في صناديق الاستثمار، أما في صناديق المؤشرات فتكون هناك تكلفة إضافية تسمى تكلفة العرض والطلب.
- بعض صناديق الاستثمار تفرض غرامات على بيع الأسهم بشكل مبكر، إذ يكون عادة الحد الأدنى هو 90 يوم من تاريخ الشراء قبل التفكير ببيعه، بينما في الأخرى لا يوجد حد زمني لبيع الأسهم.
- إنَّ صناديق الاستثمار المشتركة تكون بحوزتها سيولة أقل من صناديق المؤشرات كونها مرتبطة بحجم التداول اليومي، بينما ترتبط صناديق المؤشرات بالسيولة المرتبطة بالأسهم المدرجة في الأسواق.
شاهد أيضًا: هل منصة بينانس حلال ، حكم الاستثمار بالعملات الرقمية
حكم الاستثمار في صناديق المؤشرات
إنَّ الأصل في حكم الاستثمار في تلك الصناديق وفي سوق الأوراق المالية أنه جائز إذا كان ذلك وفق الضوابط الشرعية، ولا فارق بين أن يضارب الشخص بنفسه في سوق الأوراق المالية أو أن يوكِّل غيره كما في صناديق الاستثمار، ولكن من الضروري أن تكون جميع المعاملات وفق الضوابط الشرعية، غير أنَّ وجهة النظر عند الفقهاء هي أنَّ معظم معاملات البورصة وسوق الأوراق المالية غير شرعية، وتعدُّ أشهر المعاملات المحرمة فيها الشراء بالهامش والبيع على المكشوف وغير ذلك، ولذلك لأنَّ الغالب على معاملات هذه الأسواق الحرام لذلك يذهب كثير من الفقهاء إلى عدم جواز الاستثمار في صناديق المؤشرات كونه تغلب على المعاملات الحرام فيها والله تعالى أعلم.[3]
أنواع صناديق المؤشرات المتداولة ETF
يشير الخبراء في علم الاقتصاد والتجارة وعالم البورصة إلى أنَّ عدد الصناديق وصل إلى نحو 8 آلاف صندوق على مستوى العالم، وقد ساهم التطور التكنولوجي في تسهيل عملية بناء الصندوق ومتابعته وتداوله، وقد ساهم أيضًا في زيادة طلب المستثمرين عليه، وتوجد أنواع عديدة لصناديق المؤشرات المتداولة وفيما يأتي سيتم إدراجها بالتفصيل:
صناديق ETF المتداولة بالسندات أو الدخل الثابت
يفضل كثير من المستثمرين تنويع العمل وبالتالي تقليل المخاطر، من خلال الاستثمار في الصناديق ذات الدخل الثابت، أو السندات التي توفر له عائدًا ثابتًا، وغالبًا تكون هذه الطريقة أكثر أمنًا وأقل مخاطرًا من غيرها من أنواع الصناديق الأخرى.
صناديق المؤشرات المتداولة في الأسهم
تعتمد هذه الصناديق على الأسهم وتتعقب مؤشرات الأسهم المتداولة، ويمكن للمستثمرين تغطية أسهم الشركات الكبرى أو الصغرى أو الصناديق التي تضم أسهمًا تغطي بلدًا معينًا أو صناعة معينة أو قطاعًا تجاريًا معينًا، وهذا يسهل كثيرًا على المستثمرين، ويساعدهم في تحديد أهدافهم وطريقة الاستثمار، فقد يرغب البعض بشراء أسهم في شركات التكنولوجيا أو أسهم البنوك وغير ذلك.
صناديق ETFs للسلع
تهتم هذه الصناديق وتغطي سلع كثيرة مثل النفط أو الفضة أو الذهب، وهي من أهم البدائل لجذب المستثمرين من أجل تنويع المخاطر والمحفظة حتى لا تكون مركزة في قطاع أو مشروع معين، ولكن تكون صناديق المؤشرات في السلع عادة أقل شفافية من صناديق المؤشرات المتداولة في الأسهم، لأنَّ المستثمرين لا يستطيعون امتلاك الأصول الأساسية التي استثمروها بشكل مباشر بل يصلون إلى بدائل عنها توازي قيمتها.
صناديق المؤشرات المتداولة العملة
وهي صناديق استثمارية متداولة تغطي عملة واحدة فقط مثل الدولار الأمريكي وقد تغطي غيرها الدولار مثل اليورو أو الين الياباني أو الجنيه الإسترليني، أو تغطي أحيانًا سلة من العملات المختلفة، وقد يكون ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال مشتقات بقيمة تلك العملات.
صناديق المؤشرات المتداولة ETFs المتخصصة
تنقسم هذه الصناديق إلى نوعين أيضًا، النوع الأول هي الصناديق ذات الرافعة المالية والتي تهدف إلى زيادة الأرباح عن طريق استخدام ما يسمى بالرافعة المالية، والنوع الثاني هي الصناديق المعكوسة وهذه الصناديق تشبه طريقة البيع على المكشوف، إذ يرتفع ذلك الربح عندما ينخفض المؤشر الذي يتم استهدافه فيها، وكلا النوعين يقدم عوائد وأرباح مرتفعة لكن مع وجود مساحة أكبر من المخاطرة.
شاهد أيضًا: أفضل محفظة للعملات الرقمية وطريقة اختيار الأفضل لعام 2023
مميزات صناديق المؤشرات المتداولة ETF
توجد كثير من الميزات التي تجعل من صناديق المؤشرات المتداولة أكثر قبولًا وتحظى باهتمام عدد كبير من المستثمرين، وفيما يأتي سيتم التفصيل في أهم مميزاتها:
- تتميز بأنها أكثر شفافية من صناديق الاستثمار التقليدية، حيث يمكن للمستثمر متابعة الأسعار وعمليات التداول في كل الأوقات خلال جلسات التداول اليومية في البورصة.
- أكثر اقتصادية وفاعلية كون تكلفة الإدارة فيها أقل من تكاليف الإدارة في صناديق الاستثمار التقليدية، ويساعد الاستثمار في صناديق المؤشرات الحصول على ربح في سلة أوراق مالية متنوعة من دون تحمل تكاليف كل ورقة منها على حدة كما في غيرها من عمليات الاستثمار.
- تتميز تلك الصناديق بأنها أكثر تنوعًا وتتيح كثير من الفرص في عالم الأوراق المالية، كما أنها أكثر مرونة، تتيح للمستثمرين محفظة ضخمة ومتنوعة من الأسهم عوضًا عن التركيز على سهم محدد، ويتم التداول فيها بالطريقة نفسها التي يتم فيها تداول سهم واحد.
- تتميز أيضًا بوجود سيولة في السوق لصندوق المؤشرات بشكل دائم، ويثق المستثمرون في هذه الحالة في إمكانية شراء أو بيع ما يملكونه في الصناديق في جميع الأوقات.
- يمكن الاستثمار دون وجود حد أدنى للاستثمار كما في صناديق الاستثمار التقليدية، ويستطيع المستثمر الشراء في الهامش بعد موافقة البورصة كما يمكنه وضع أوامر محددة للسعر وغير ذلك.
شاهد أيضًا: هل منصة بينانس معتمدة في مصر وما هي عقوبة تداول العملات الرقمية في مصر
عيوب مميزات صناديق المؤشرات المتداولة ETF
رغم كثير من الميزات التي يتميز بها الاستثمار في تلك الصناديق التي ذكرناها في سياق هذا المقال إلا أنَّه لا بدَّ من وجود بعض العيوب التي يجب الانتباه منها في حالة الدخول إلى هذا المجال والرغبة في الاستثمار في مثل هذه الصناديق الاستثمارية، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم مخاطر وعيوب مميزات صناديق المؤشرات المتداولة ETF:
- إنَّ الاستثمار في مثل تلك الصناديق يمثل الاستثمار في محفظة متنوعة من الأوراق المالية، وبالتالي فإنَّ عمل تلك الصناديق سوف يتأثر بشكل مباشر بعمل وأداء الأسهم التي تتألف منها، يعني أنَّ صناديق المؤشرات تتبع مؤشرات تتأثر بها سلبًا أو إيجابًا وهذا يؤدي إلى الوقوع مرة أخرى في مخاطر السوق نفسها.
- يتعامل المستثمرون في هذه الصناديق بعملات مختلفة عن العملات الأصلية لبلدانهم، وقد يقع المستثمر في خسارة كبيرة بسبب تقلبات سعر الصرف وانخفاض سعر العملة التي صارت بحوزته فيها.
- قد تقع في بعض الأحيان أخطاء في تتبع المؤشرات، فلا يحدث تطابق بين تلك الصناديق في البورصة وبين المؤشر التي صُمِّمت عليه، وهذا بسبب التكاليف الإدارية أو الاختلافات في التوقيت وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.
- لا يعود الاسثتمار فيها بأرباح عالية مثل الاستثمار بالأسهم الفردية في كثير من الأحيان، كونه يعتمد على تنويع الاستثمارات والأسهم وتقليل المخاطر، وهذا يؤدي أيضًا إلى انخفاض العائد والربح رغم أنَّه أكثر أمانًا.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هي صناديق المؤشرات المتداولة ومميزاتها وعيوبها وقد عرفنا معنى صناديق الاستثمار وصناديق المؤشرات المتداولة، كما تمَ التعرف على مميزات وعيوب صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة، وحكم العمل في صناديق المؤشرات المتداولة وأنواع صناديق المؤشرات المتداولة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بها.
المراجع
- ^ wikiwand.com، صناديق الاستثمار، 26/04/2023
- ^ wikiwand.com، صندوق المؤشرات المتداولة، 26/04/2023
- ^ islamweb.net، حكم الاستثمار في صناديق الاستثمار، 26/04/2023
التعليقات