ما هو حديث سفر المرأة بدون محرم في الإسلام

ما هو حديث سفر المرأة بدون محرم في الإسلام هو من الأحاديث المهمة التي يجب على جميع المسلمين معرفته من باب التفقه في الدين والتعرف على رأي الشرع الإسلامي في موضوع سفر المرأة المسلمة من دون محرم، ولذلك سوف نقوم بتسليط الضوء في هذا المقال على حديث سفر المرأة من دون محرم وشرحه وسوف نمر على حكم سفر المرأة من غير محرم في الإسلام وأقوال العلماء عن هذا الموضوع وسنمر على الحالات التي يجوز فيها السفر بدون محرم في الإسلام.

حديث سفر المرأة بدون محرم

ورد حديث سفر المحرم من دون محرم في صحيح السنة النبوية الشريفة، فقد ذُكر في صحيح الإمام البخاري وفي صحيح الإمام مسلم وهما أكثر الكتب صحة في السنة النبوية، وهو ما ورد في عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: “لَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ ثَلَاثًا، إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ. [وفي رواية]: وَقالَ ابنُ نُمَيْرٍ في رِوَايَتِهِ: عن أَبِيهِ: ثَلَاثَةً إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ” ^[1]وهذا الحديث يدلّ على أنّه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر من دون وجود محرم يحميها من الأخطار، وذلك لأنّهُ من المحتمل أن تتعرَّض المرأة للخطر أثناء سفرها، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[2]

حكم سفر المرأة بدون محرم

إنّ الثابت في الشرع الإسلامي أنّه لا يجوز للمرأة أن تسافر أيّ سفر من دون محرم، وهذا ما ثبت في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الصحيحة، ولا فرق في المقصود من السفر سواء كان الحج أو زيارة والدين أو غير ذلك، فكل السفر يجب أن يكون مقرونًا بوجود المحرم، وهذا ما دلّت عليه الأحاديث النبوية الشريفة الآتية: ^[3]

• عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: “قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا”. ^[4]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ليسَ معها حُرْمَةٌ”. ^[5]

أقوال العلماء في سفر المرأة بدون محرم

وردت الكثير من أقوال العلماء عن موضوع سفر المرأة بدون محرم، وكانت هذه الأقوال في الغالب تعليقًا على الأحاديث النبوية التي وضّحت حرمة سفر المرأة بدون محرم، ومن هذه الأقوال: ^[3]

• قال البغوي فيما أورد ابن حجر رحمهما الله: “لم يختلفوا في أنه ليس للمرأة السفر في غير الفرض (الحج الواجب) إلَّا مع زوج أو محرم، إلا كافرة أسلمت في دار الحرب أو أسيرة تخلصت، وزاد غيره: أو امرأة انقطعت من الرفقة فوجدها رجل مأمون فإنه يجوز له أن يصحبها حتى يبلغها الرفقة”.
• قال الشيخ ابن جبرين عندما سُئل عن حكم سفر المرأة وحدها في الطائرة لعذر: “لا بأس بذلك عند المشقة على المحرم، كالزوج أو الأب، إذا اضطرت المرأة إلى السفر، ولم يتيسر للمحرم صحبتها، فلا مانع من ذلك بشرط أن يوصلها المحرم الأول إلى المطار، فلا يفارقها حتى تركب الطائرة، ويتصل بالبلاد التي توجهت إليها، ويتأكد من محارمها هناك أنهم سوف يستقبلونها في المطار، ويخبرهم بالوقت الذي تَقْدُمُ فيه ورقم الرحلة؛ لأن الضرورات لها أحكامها، والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم”.
• قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “فَالْحَاصِل أَنَّ كُلّ مَا يُسَمَّى سَفَرًا تُنْهَى عَنْهُ الْمَرْأَة بِغَيْرِ زَوْج أَوْ مَحْرَم”.

الحالات التي يجوز فيها السفر بدون محرم

ذكر أهل العلم أنّ هناك بعض الحالات التي يجوز فيها للمرأة أن تسافر من دون محرم أو زوج، ومن هذه الحالات هي خروج المرأة من دار الشرك أو فرار المرأة من الأسر أو الخروج إلى الحج المفروض عليها إن كانت مع رفقة فيها من الأمن ما فيها، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[6]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على ما هو حديث سفر المرأة بدون محرم في الإسلام وتحدثنا فيه عن حكم سفر المرأة من دون محرم في الشرع الإسلامي ومررنا في الختام على الحالات التي يجوز فيها السفر بدون محرم.