حديث من ترك صلاة العصر وشرحه

حديث من ترك صلاة العصر هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فصلاة العصر هي واحدة من الصلوات الخمس التي فرضها المولى عز وجل على المسلمين كافة في اليوم والليلة، وقد سميت بالصلاة الوسطى لأنها تكون في أوسط اليوم بين صلاتي الفجر والظهر وصلاتي المغرب والعشاء، ومن خلال هذا المقال سيتم تقديم الحديث الذي ذكر عقوبة ترك صلاة العصر وشرحه وبعض الأحاديث النبوية الشريفة الأخرى التي تناولت هذه الصلاة المباركة.

حديث من ترك صلاة العصر وشرحه

فيما يأتي سوف ندرج الحديث الذي جاء في ترك صلاة العصر مع شرحه:

حديث من ترك صلاة العصر

ورد في الأثر عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- في صحيح البخاري قال: “كُنَّا مع بُرَيْدَةَ في يَومٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ”،^[1] وهو أحد الأحاديث النبوية الشريفة التي دلّت على خطورة ترك صلاة العصر على وجه الخصوص وترك الصلاة في العموم، ومن الأحاديث أيضًا ما ورد في صحيح النسائي عن نوفل بن معاوية الديلي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه، ومالَه . قال عراكٌ : وأخبرني عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، أنه سمع رسولَ اللهِ يقول : من فاتتهُ صلاةُ العصرِ، فكأنما وُترَ أهلَه ومالَه”.^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة العصر بهذا الاسم

شرح حديث من ترك صلاة العصر

ذكر الإمام ابن باز -رحمه الله- في شرح أحاديث من ترك صلاة العصر قائلًا:^[3]

أحدهما: يقول ﷺ: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله إذا فاتته مع الجماعة أو في الوقت فكأنما وتر سلب أهل وماله، يعني: مصيبة عظيم نسأل الله العافية.

واللفظ الثاني: من ترك صلاة العصر حبط عمله هذا يدل على أن ترك الصلاة كفر إذا تركها عمدًا، عزم على تركها بالكلية، فهذا يحبط عمله لأن تركها كفر، إذا عزم على تركها بالكلية صار كفرًا؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في صحيحه، وقال -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر إذا تعمد تركها بالكلية كفر، أما إذا تأخر، وهو يريد الصلاة فهذا يكون عاصيًا ولا يكفر، لكن يكون عاصيًا بعمله السيئ، يجب عليه فعلها في الوقت، نسأل الله العافية، نعم.

شاهد أيضًا: هل تجوز صلاة الاستخارة بعد صلاة العصر

أحاديث عن صلاة العصر

وردت في رحاب السنة النبوية الشريفة العديد من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي تحدثت عن صلاة العصر وفضلها وأهميتها منها ما كان صحيحاً ومنها ما كان حسنًا أو ضعيفًا في إسناده يستأنس به للعظة الحسنة، ومن هذه الأحاديث نذكر لكم ما يأتي:

• عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ هذه الصَّلاةَ يَعْني العصرَ فُرِضَت على مَن كان قبلَكم فضيَّعوها فمَن حافَظ عليها أُعطِي أجرَها مرَّتينِ ولا صلاةَ بعدها حتَّى يُرَى الشَّاهدُ يَعْني النَّجمَ”.^[4]
• عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال في تحديد أوقات الصلاة ومنها صلاة العصر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “وَقْتُ الظُّهْرِ ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، ووَقْتُ المَغْرِبِ ما لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفقِ، ووَقْتُ العِشاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ، ووَقْتُ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ”.^[5]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال في صحيح البخاري: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ”.^[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

ما حكم من يؤخر صلاة العصر

إنّ تأخير صلاة العصر إلى وقت اصفرار الشمس يكون جائزًا وقد بيّن أهل العلم أنّه لا يجوز تأخيرها إلى بعد ما بعد الاصفرار إلا لعذر، فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في صحيح مسلم قال: “أنَّهُ دَخَلَ علَى أَنَسِ بنِ مَالِكٍ في دَارِهِ بالبَصْرَةِ، حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ، وَدَارُهُ بجَنْبِ المَسْجِدِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عليه، قالَ: أَصَلَّيْتُمُ العَصْرَ؟ فَقُلْنَا له: إنَّما انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ، قالَ: فَصَلُّوا العَصْرَ، فَقُمْنَا، فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا، قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا”، ^[7]وأما تأخيرها إلى حدّ إخراجها عن وقتها فهو غير جائز والله ورسوله أعلم.^[8]

بذلك نصل لنهاية هذا المقال حديث من ترك صلاة العصر والذي قدّم مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة عن صلاة العصر وعقوبة تاركها وفضل المحافظة عليها وما ورد من الأحاديث عن وقتها ونحو ذلك، كما بين المقال حكم تأخير صلاة العصر لآخر وقتها.