الأضحية تأتي يوم القيامة ، أحاديث متعلقة بفضل الأضحية

الأضحية تأتي يوم القيامة ، أحاديث متعلقة بفضل الأضحية
الأضحية تأتي يوم القيامة

الأضحية تأتي يوم القيامة، لقد وردت عدة أحاديث تبيِّن فضل الأضحية، ومن هذه الأحاديث حديثًا يُخبر عن فضلها يومَ القيامة، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ ذكر الحديث الشريف وبيان درجة صحته، ثمَّ سيتمُّ شرحه، ثمَّ سيتمُّ ذكر بعض الأحاديث التي وردت في شأن الأضحية من حيث الفضل، مع الإشارة إلى درجتها من حيث الصحة والضعف، ثمَّ سيجد القارئ بعض الأحكام المتعلقة بالأضحية، مثل تعريفها، ودليل مشروعيتها، وحكمها، ووقتها، والعيوب المانعة من إجزائها، والسن المعتبرة شرعًا لإجزائها.

الأضحية تأتي يوم القيامة

لقد ورد عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ الأضحية تأتي يوم القيامة فتشفع لصاحبها، حيث قالت: “ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”،[1] لكن لا يُمكن الجزم بصحة هذه المعلومة؛ إذ أنَّ أهل العلم اختلفوا في صحة هذا الحديث الشريف، حيث حكم عليه بعضهم بالضعف، وقام آخرون بالقول بأنَّه حديثٌ حسن، والبعض قالوا بأنَّه حديث مرسل،[2] وبالرغم من اختلاف أهل العلم في صحته، إلَّا أنَّه لا بأس من الأخذ به والاستئناس فيه؛ إذ أنَّه حديثٌ في فضائل الأعمال، ولا يترتب عليه حكمٌ شرعي، والله أعلى وأعلم بذلك.[3]

شاهد أيضًا: شروط الأضحية من الغنم

شرح حديث الأضحية تأتي يوم القيامة

يبيِّن الحديث الشريف، والذي متنه: “ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”،[1] فضل الأضحية، حيث يُخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ إراقة دم الأنعام من خلال نحرها بنية التقرب إلى الله تعالى، تعدُّ من أعظم من أفضل الأعمال يوم العيد، ثمَّ يُخبر أنَّ فضلها يتمثل في كونها تأتي يوم القيامة كاملةً بذات الصفة التي كانت عليها في الدنيا، من غير نقصانِ عضوٍ منها، فيأخذ المسلم أجر كلِّ عضوٍ من أعضائها، ثمَّ يُخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يقبل هذه الأضحية من صاحبها بمجرد القصد قبل أن يسيل دمها ويقع على الأرض، ثمَّ يأمر النبيَّ المسلمين أن تكون أنفسهم طيبةً بالتضحية غير كارهة لها، ولا سيما أنَّ يقبلها منهم ويؤجرهم عليها أجرًا عظيمًا.[2]

شاهد أيَصا: لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم

أحاديث متعلقة بفضل الأضحية

لقد وردت عدة أحاديث في فضل الأضحية، وبالرغم من ضعفها، إلَّا أنَّه لا بأس من ذكرها من باب الاستئناس بها، ولا سيما أنَّها من باب فضائل الأعمال، ومما لا يتعلق بها حكمٌ شرعي، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الأحاديث:[5]

  • ما رُوي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا فاطمةُ قومي إلى أُضحيتِك فاشهدِيها ، فإنَّ لكِ بأولِ قطرةٍ تقطُرُ مِنْ دمِها يُغفرْ لكِ ما سلف من ذنوبِكِ . قالت : يا رسولَ اللهِ هذا لنا أهلَ البيتِ خاصَّةً أو لنا وللمسلمِين عامَّةً ؟ قال : بل لنا وللمسلمين عامَّةً . مرَّتينِ”.[6]

  • ما رُوي عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-: حيث قال: “الأضاحي سُنَّةُ أبيكم إبراهيمَ ، قالوا : فما لَنا فيها ؟ قال : بكلِّ شعرةٍ حسَنةٌ ، قالوا فالصُّوفُ ؟ قال : بكلِّ شعرةٍ من الصُّوفِ حسنَةٌ”.[7]

أحكام متعلقة بالأضحية

إنَّ الأضحية في اصطلاح الفقهاء هي ما يُذبح من الأنعام تقربًا لله -عزَّ وجلَّ- يوم النحر، وأيام التشريق الثلاث، وقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- هذه العبادة وجعلها من شعائر الدين الظاهرة، وقد ثبتت مشروعيتها في عددٍ من النصوص الشرعية، مثل قول الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[8] وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر عددٍ من الأحكام المتعلقة بالأضحية، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: هل يجوز التضحية بنعجة

حكم الأضحية

تباينت آراء أهل العلم في حكم الأضحية، فذهب جمهور أهل العلم إلى استحبابها، مستدلين على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”،[9] بينما ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب الأضحية للقادر،[10] وقد استدلَّ على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[11]

وقت الأضحية

يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة العيد، ودليل ذلك الحديث الذي رواه جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: “صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ ذَبَحَ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، ومَن لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ”، ويستمرُّ وقتها عند الشافعية إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، بينما عند الأئمة الثلاثة فيستمرُّ وقت الذبح ليومين فقط بعد العيد، والله تعالى أعلى وأعلم.[5]

العيوب المانعة من إجزاء الأضحية

لقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أربعة عيوبٍ بيِّنة، إن وُجدت في البهيمة واحدة منها على الأقل، فإنَّ الأضحية فيها لا تُجزئ، وهذه العيوب هي العرج والعور والمرض والهزل، وهي مذكورة في قول النبيِّ: “أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”،[13] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ العيوب المانعة من الإجزاء لا تقتصر على العيوب المذكورة في الحديث الشريف، بل يلحق فيها كلُّ ما في معناها، أو ما يساويها، أو ما هو أسوء منها.[5]

السن المعتبرة شرعًا في الأضحية

يختلف السنُّ المعتبر شرعًا في الأضحية بناءً على نوع الأنعام التي ستُذبح على سبيل الأضحية، وقد بيَّن النبيُّ عمر كلِّ بهيمةٍ في قوله: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[14] وفيما يأتي بيان المراد من المسنة والجذعة:[15]

  • المسنة من الإبل: وهو ما أتمَّ الخمس سنواتٍ، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة.
  • المسنة من البقر: تباينت آراء أهل العلم في سنِّ البقر المعتبر شرعًا، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:
    • الحنفية والشافعية والحنابلة: إنَّ المسنة من البقر هي ما أتمَّت سنتين.
    • المالكية:  إنَّ المسنة من البقر هي ما أتمَّت ثلاث سنوات.
  • المسنة من المعز: تباينت آراء أهل العلم في سنِّ المعز المعتبر شرعًا في الأضحية، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:
    • الحنفية والمالكية والحنابلة: إنَّ المسنة عندهم ما أتمَّ السنة.
    • الشافعية: إنَّ السمنة عندهم ما أتمَّ السنتين.
  • الجذع من الضأن: كذلك أقوال العلماء قد تباينت في المراد من الجذع، وفيما يأتي بيان أقوالهم:
    • الحنفية والحنابلة: ما أتمَّ ستة أشهر.
    • المالكية والشافعية: ما أتمَّ سنة.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان الأضحية تأتي يوم القيامة، وفيه تمَّ ذكر الحديث الشريف الذي يبيِّن فضل الأضحية، كما تمَّ بيان درجة صحته، وشرحه، ثمَّ تمَّ ذكر بعض الأحاديث الواردة في شأن الأضحية من حيث الفضل، ثمَّ تمَّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بالأضحية، من حيث حكمها، ووقتها، والعيوب المانعة من إجزائها، والسن المعتبرة شرعًا لإجزائها.

المراجع

  1. ^ السنن الكبرى للبيهقي، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 261/9، مرسل
  2. ^ al-maktaba.org، أرشيف ملتقى أهل الحديث، (147/50)، بتصرف، 23/01/2023
  3. ^ islamweb.net، فضل الأضحية وثوابها، 23/01/2023
  4. ^ islamweb.net، باب ما جاء في فضل الأضحية، 23/01/2023
  5. ^ islamweb.net، أحاديث الأضحية، 23/01/2023
  6. ^ البدر المنير، أبو سعيد الخدري، ابن الملقن، (313/9)، ضعيف
  7. ^ السلسلة الضعيفة، زيد بن الأرقم، الألباني، 527، موضوع
  8. ^ سورة الكوثر، آية 2
  9. ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، مسلم، 1977، صحيح
  10. ^ islamweb.net، مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية، 23/01/2023
  11. ^ صحيح الجامع، أبو هريرة، الألباني، 6490، صحيح
  12. ^ صحيح البخاري، جندب بن عبدالله، البخاري، 985، صحيح
  13. ^ صحيح أبي داوود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
  14. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
  15. ^ islamqa.info، السن الواجب مراعاته في الأضحية، 23/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *