حديث التمس لاخيك المسلم نص الحديث وصحته

حديث التمس لاخيك المسلم نص الحديث وصحته
حديث التمس لاخيك المسلم

حديث التمس لاخيك المسلم نص الحديث وصحته من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، حيث أنَّه كثير من الناس يتناقلون بعض الأحاديث فيما بينهم دون أن يتأكدوا من صحة الحديث، ويجب التعرف على صحته لتوخي الحذر عن نقل الأحاديث، وسوف نتعرف في هذا المقال على حديث التماس العذر للمسلم سبعين مرة، وعلى صحة هذا الحديث، وسوف يتم إدراج حديث صحيح عن التماس العذر للمسلم، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى متعلقة بالموضوع.

حديث التمس لاخيك المسلم

يتناقل كثير من المسلمين فيما بينهم أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من دون أن يعرفوا صحتها أو يتأكدوا مما إذا كانت من الأحاديث الصحيحة عنه عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الأحاديث المنتشرة بين الناس: “التمس لأخيك سبعين عذرًا”، كما ورد أيضًا بصيغة أخرى وهي: “التمس لأخيك بِضعًا وسبعين عُذرًا”، وسوف يتم التعرف على صحة هذا الحديث بالتفصيل.[1]

صحة حديث التمس لاخيك المسلم عذرا

لقد أشار الفقهاء والمحدثون من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ هذا الحديث موضوع وهو ليس بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أشار كثير من المحدثين إلى أنَّ هذا القول ليس له أصل في كتب الحديث، وقد سئلَ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى عن هذا الحديث فأجاب: “لا أعلم له أصلًا، والمشروع للمؤمن أن يحترم أخاه إذا اعتذر إليه ويقبل عذره إذا أمكن ذلك، ويحسن به الظن حيث أمكن ذلك، حرصًا على سلامة القلوب من البغضاء، ورغبة في جمع الكلمة والتعاون على الخير”، ولذلك لا يجوز للمسلمين تناقل هذا القول على أنه حديث وإنما يمكن أن يقال كنصيحة عامة مأخوذة من معاني أحاديث أخرى أو من تعاليم الإسلام التي تحضُّ المسلمين على التسامح واللين فيما بينهم.[2]

حديث التمس لاخيك سبعين عذرًا إسلام ويب

يعتقد بعض الناس أن قول التمس لأخيك المسلم سبعين عذرًا هو أحد الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في موقع إسلام ويب أنَّ هذا القول ليس بحديث وإنما أحد أقوال جعفر بن محمد، فقد ورد في شعب الإيمان للإمام البيهقي رحمه الله تعالى بسنده إلى جعفر بن محمد حيث قال فيه: “إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلا، قل: لعل له عذرًا لا أعرفه”، كما أخرجه ابن عساكر بسنده إلى محمد بن سيرين أي من أقوال محمد بن سيرين رحمه الله، حيث أورده بلفظ: “قال ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل له عذرًا”، وعلى ذلك فهو ليس بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما من أقوال التابعين والله تعالى أعلم.[3]

حديث عن التماس العذر صحيح

وردت العديد من الأحاديث الصحيحة والتي تحمل نفس معنى القول السابق في التماس المسلم الأعذار لأخيه المسلم،  فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً”،[4] وورد أيضًا في هداية الرواة بلفظ: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ كم نعفو عنِ الخادِمِ فصمتَ ثمَّ أعادَ عليهِ الكلامَ فصَمَتَ فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ قالَ اعفوا عنهُ كلَّ يومٍ سبعينَ مرَّةً”،[5] وفي هذا الحديث يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ العفو من الأمور المقررة في الشريعة الإسلامية.

ولذلك كان يصمت عليه الصلاة والسلام، ثم أكَّد على ضرورة العفو عن الخادم كلما ارتكب خطأ، ورقم سبعين ليس للتحديد وإنما للتكثير، أي يجب العفو مرارًا وتكرارًا عن الخادم كلما أخطأ مع التصويب، ولذلك يجب على المسلم أن يلتمس الأعذار لأخيه المسلم مرارًا وتكرارًا فهذا أولى من العفو عن أخطاء الخادم، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملًا”، حيث يشير في هذا القول إلى ضرورة التماس العذر للمسلم وعدم الظن بالسوء، طالما بالإمكان إيجاد وجه من أوجه الخير في ما يصدر عن المسلم لأخيه المسلم.[6]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث التمس لاخيك المسلم نص الحديث وصحته وقد تعرفنا على نص هذا الحديث كما يتناقله الناس، كما تعرفنا على صحة حديثِ التمِس لأخيكَ المُسلم عذرا، مع إدراج درجة الحديث بشكل مفصل، وتعرفنا على الحديث الصحيح عن التماس العذر، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.

المراجع

  1. ^ dorar.net، أحاديث منتشرة لا تصح، 26/02/2024
  2. ^ binbaz.org.sa، ما صحة حديث: «التمس لأخيك سبعين عذرًا»؟، 26/02/2024
  3. ^ islamweb.net، التمس لأخيك سبعين عذرًا ليس بحديث، 26/02/2024
  4. ^ صحيح أبي داود، عبد الله بن عمر، الألباني، 5164، صحيح
  5. ^ هداية الرواة، عبد الله بن عمر، ابن حجر العسقلاني، 341، حسن كما قال في المقدمة
  6. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 26/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *