صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان وشرحه

صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان وشرحه
صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان

صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان وشرحه من الأمور التي يجهلها كثير من المسلمين، فقد يتبادل بعض الناس أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يتأكدوا من صحتها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضل شهر شعبان في الإسلام، وسوف يتم إدراج صحة حديث ترفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان ودرجته، إضافة إلى شرح الحديث، وصحة حديث ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى متعلقة.

فضل شهر شعبان في الإسلام

يعتبر شهر شعبان أحد أفضل الشهور في الإسلام، وهو الشهر الثامن في شهور السنة الهجرية، ويأتي قبل شهر رمضان المبارك، وقد أُطلِق عليه هذا الاسم قبل الإسلام، لأنَّ القبائل كانت تتشعب أي تتفرق في الأرض من أجل الحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب كونه من الأشهر الحرم، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل شهر شعبان وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثره، وقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”،[1] وقد وقعت الكثير من الأحداث في شهر شعبان مثل إقرار فريضة الصيام في العام الثاني من الهجرة النبوية وتحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى مكة المكرمة حسل أرجح الأقوال.[2]

صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان

ورد في كتب الحديث الشريف حديث يشير إلى رفع الأعمال في شهر شعبان، فقد جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”،[3] وكثير من الناس يرغبون بالتعرف على صحة الحديث، فقد ورد هذا الحديث في صحيح النسائي وحسَّنه الشيخ الألباني، كما ورد في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري وقد أشار إلى أنَّ إسناده صحيح أو حسن ما يقاربهما، كما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده مطولًا، ولذلك فهو حديث صحيح حسب أقوال المحدثين والله تعالى أعلم.[4]

هل ترفع الأعمال في شهر شعبان ابن باز

أشار الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى أنَّ الأعمال ترفع في شهر شعبان إلى الله تعالى، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان، وقد أكَّد على أنَّ فضل شهر شعبان ثابت، أما فضل ليلة النصف من شعبان فهو غير مشروع، لأنَّه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حديث في فضل ليلة النصف من شعبان، ولذلك لا يجوز تخصيصها بعبادة أو ذكر أو قراءة قرآن أو شيء من ذلك، أما رفع الأعمال في شهر شعبان فهذا ثابت والله تعالى أعلم.[5]

صحة حديث ترفع الاعمال في ليلة النصف من شعبان

لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يخصُّ ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال، وإنَّما الحديث الذي وردَ يشير إلى رفع الأعمال في شهر شعبان كله، وأنَّه شهر فضيل ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وليلة النصف من شعبان من هذا الشهر، وقد وردت في ليلة النصف من شعبان أحاديث عديدة ضعيفة وبعضها موضوع، ولذلك اختلف المسلمون في حكم إحيائها أو تخصيصها بشيء من عبادة أو ما إلى هنالك، ولكن وردت بعض الأحاديث التي تشير إلى أنَّ الأعمال ترفع إلى الله عند الفجر وعند صلاة العشاء، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ”،[6] ولذلك يعتقد البعض أنَّ كل ليلة تعرض أعمال العبادة على الله تعالى سواء في ليلة النصف من شعبان أو في غيرها.[7]

شرح حديث ترفع الأعمال في شهر شعبان

لقد أشار الحديث الشريف إلى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان، وقد حمل الفقهاء والمحدثون هذا الحديث على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شهر شعبان وليس كله، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ ذلك بسبب غفلة الناس عن هذا الشهر، حيث يأتي شهر شعبان قبل شهر رمضان وهو شهر صيام وعبادة، ولذلك يتهاون الناس ويغفلون عن شهر شعبان كونهم مقبلون على شهر عظيم ينشغلون فيه بعبادة عظيمة، كما أنَّ الأعمال ترفع إلى الله تعالى وتعرض عليه في شهر شعبان، وأشار الفقهاء إلى أنَّ أعمال السنة كلها هي التي تعرض في شهر شعبان، بينما تعرض الأعمال الأسبوعية كما ورد في حديث آخر يومي الإثنين والخميس، ولذلك كان يحب صلى الله عليه وسلم ان يرفع عمله إلى الله تعالى وهو صائم.[8]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال صحة حديث ان الاعمال ترفع في شعبان وشرحه وقد تعرفنا على فضل شهر شعبان في الإسلام بشكل موجز، كما تعرفنا على صحة حديث ترفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان، كما عرفنا رأي ابن باز في رفع الأعمال في شهر شعبان، وشرح هذا الحديث وما إلى هنالك من معلومات أخرى متعلقة.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، السيدة عائشة، البخاري، 1969، صحيح
  2. ^ wikiwand.com، شعبان، 26/02/2024
  3. ^ صحيح النسائي، أسامة بن زيد، الألباني، 2356، حسن
  4. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 26/02/2024
  5. ^ binbaz.org.sa، مشروعية الإكثار من الصيام في شعبان ومحرم، 26/02/2024
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 555، صحيح
  7. ^ islamweb.net، شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، 26/02/2024
  8. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 26/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *