عناصر المقال
الأحاديث الموضوعة
قبل أن نتحدث عن حديث اذا نظر الرجل الى زوجته، سنأتي على تعريف الحديث الموضوع وهو الحديث الذي يختلقه بعض الناس سواءً كان هذا الاختلاق عمدًا أو غير عمد، ونسبوه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام زورًا وكذبًا، وقد قال العلماء بأنّ الأحاديث الموضوعة قسمين حديث تعمّد الرواة وضعه، وحديث لم يقصد الرواة وضعه، وإنّما كان ذلك بسبب خطأ منهم جاء بدون قصد، ومن أمثلة الأحاديث التي لم يتعمد الرواة وضعها حديث: “مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَار”، وغيره من الأحاديث.[1]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا
حديث اذا نظر الرجل الى زوجته
نص حديث اذا نظر الرجل الى زوجته كاملًا: “إن الرجلَ إذا نظر إلى امرأتِهِ ونظَرَتْ إليه ؛ نظر اللهُ إليهِما نظرةَ رحمةٍ، فإذا أخذ بكَفِّها ؛ تساقَطَتُ ذنوبُهُما من خلالِ أصابعِهِما”[2]، وهو حديث موضوع على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومعنى الحديث أنّه في حال نظر الزوج إلى زوجه ونظرت إليه هي بذات النظرات فإنّ الله عزّ وجل ينظر لهما نظرة رحمة جزاء تراحمها ببعضهما، وإذا لامست كفّ الزوج كفّ زوجه تساقطت ذنوبهما، فيكون بذلك التلامس كفارة لكل ذنوبهما، وقيل في رتبة حديث اذا نظر الرجل الى زوجته أنّه حديث لا يصحّ وقد ضعفه الألبانيّ والبخاري ومسلم،.[3]
شاهد أيضًا: استشهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد
أسباب افتعال بعض الأحاديث ونسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هناك العديد من الأسباب التي جعلت الرواة أو الواضعين يختلقون الأحاديث ويضعونها على لسان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، سنذكر منها ما يأتي:[4]
- التقرّب والتودد إلى ولاة الأمر والأمراء؛ وذلك لكسب المال والحماية والثقة من قبل الولاة.
- التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، من خلال وضع الأحاديث التي ترغّب في طاعة الله تعالى، أو وضع الأحاديث التي تتحدث عن فضل سور القرآن الكريم، كما ورد عن ابن المهدي: ” “قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: من قرأ كذا فله كذا؟ قال: وضعتها أُرغّب الناس”.
- الانتصار لمذهب من المذاهب على غيره، وقد ظهر ذلك بعد عهد الفتن، بعد ظهور أصحاب الأهواء والبدع.
- الطعن في دين الإسلام من أهم الأسباب لتي تجعل أعداء الدين يضعون الأحاديث وينسبونها لرسول الله عليه الصلاة والسلام، مثل قولهم: “أنا خاتم النَّبيين لا نبي بعدي إلَّا أن يشاء الله”.
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى
كيفيّة معرفة الحديث الموضوع
يستطيع طالب العلم التمييز بين الحديث الموضوع والحديث الصحيح، وذلك بالنظر في أسانيد الحديث ورواته، وينظر في كتاب احوال الرجال، ومن خلال علم الجرح والتعديل، وهناك العديد من الكتب التي ذكرت الأحاديث الموضوعة، منها كتاب ضعيف الجامع الصغير، وسلسلة الأحاديث الموضوعة للألباني، وكتاب العلل المتناهية لابن الجوزي، كما يمكن أن يكون هناك تصريح واضح من واضع الحديث بوضعه، كأن يعترف شخص ما بانّه يذكر حديثًا ويذكر راويه، ويسأل الناس هذا الشخص عن تاريخ ولادة الراوي، فيذكر تاريخاً يتبيّن من خلاله كذبه، كما يمكن معرفة الحديث الموضوع من خلال بعض القرائن في الرواية أو الراوي ومنها ركاكة اللفظ، ومخالفة متن هذا الحديث لما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الصحيحة، ويمكن الكشف ببساطة عن الحديث الموضوع من خلال مُخالفة متنه للعقل، وعدم قبوله للتَّأويل، أو كونه خبرًا عظيمًا ونُقل بِحضور جماعةٍ ولم ينقله غيره.[5]
وبذلك نكون تحدثنا عن حديث اذا نظر الرجل الى زوجته، وهو أحد الأحاديث الموضوعة والمنسوبة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام كما تعرّفنا على الأسباب التي تجعل واضعي الأحاديث يقومون بافتعالها ونسبها للنبي عليه الصلاة والسلام، وأخيرًا ذكرنا كيفيّة معرفة الحديث الموضوع.
المراجع
- ^ .marefa.org، الحديث الموضوع، 24/09/2021
- ^ السلسلة الضعيفة ، أبو سعيد الخدري، الألباني،3274،موضوع
- ^ islamweb.net، رتبة حديث "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته.."، 24/09/2021
- ^ shamela.ws، شرح كتاب نقد متون السنة للدميني - محمد حسن عبد الغفار، 24/09/2021
- ^ islamqa.info، كيف يعرف الأحاديث المكذوبة، 24/09/2021
التعليقات