حكم حج المرأة عن غيرها وحكم حجها بلا محرم

حكم حج المرأة عن غيرها وحكم حجها بلا محرم
حكم حج المرأة عن غيرها

حكم حج المرأة عن غيرها وهو موضوع هذا المقال، حيثُ يعتبر من الأحكام الشرعية المهمة والتي ينبغي لكل امرأة مسلمة معرفتها، فقد شرع الله -سبحانهُ وتعالى- الحجَ لكافة المُسلمين، واعتبرهُ فرض من فروض الإسلام الخمسّة، ويعتبر الإنابة في الحج من الأمور المشروعة والثابتة في السنَّة النبوية، ولكن بشروط محددة، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان المقصود بالحج، وما حكم حج المرأة عن غيرها، وغيرها من الأحكام المتعلقة بالموضوع.

تعريف الحج

يعتبر الحجّ من أركان الإسلام الخمسة، وهو من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله تعالى، ويعتبر فرضٌ على كل مسلم مقتدر مرّة واحدة في العُمر، فقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1]، ويقصد بالحج قصد المشاعر المقدّسة لأداء مناسكه في مكانٍ وزمانٍ مخصوصين تعبّداً لله -تعالى- وهو قصد الكعبة المشرّفة لأداء أفعالٍ مخصوصة وهي تتمثل بالإحرام والتّلبية والوقوف بعرفة والطّواف بالبيت، والسّعي بين الصّفا والمروة ورمي الجمرات.[2]

حكم حج المرأة عن غيرها

بيّن أهل العلم بأنَّه يجوز للمرأة أن تحج عن غيرها سواء كانت امرأة مثلها، أو رجل سواء كان الحج فرضًا أو نفلًا، ولكن بشرط أن يكون ميتاً أو حياً لكنه عاجز لا يستطيع الحج بسبب مرض لا يرجى برؤه، فقد جاءت امرأة من خثعم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: “يا رسول الله إن أبي شيخ كبير، لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: حجي عنه، وجاءه رجل آخر، وجاء رجل فقال: يا رسول الله! إن أبي لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن أفأحج عنه؟ قال: حج عن أبيك واعتمر[3]، ويجدر بالإشارة إلى أنه يشترط فيمن تؤدي الحج عن غيرها أن تكون قد حجّت عن نفسها أولاً، ولا يجوز الحج عن الغير إذا كان قادرًا على أداء هذه الفريضة.[4]

حكم حج المرأة بلا محرم في المذاهب الأربعة

اختلفت المذاهب الفقهية في حكم حج المرأة بدون محرم، فمنهم من اشترط وجوده، ومنهم لم يشترط وجوده وكل ذلك بالاستناد إلى الأدلة من القرآن والسنة، وفيما يأتي سوف نبين الاختلاف بين العلماء في هذا الحكم، وقد جاء على قولين:[5]

  • أصحاب القول الأوّل: لا يجوز للمرأة إطلاقاً أن تحجّ دون محرم، وهو قول الحنفية والحنابلة، وقد استندوا لما رواه عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:” لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا”[6]، حيثُ إنّ الأمر صريحٌ في هذا الحديث، والحجّ محتاجٌ لسفر وكذلك محرم أو زوج.
  • أصحاب القول الثّاني: يجوز للمرأة أن تحجّ دون محرم في حالة خاصّة فقط، وهي أن تسافر  مع نسوةٍ ثقات مؤتمنات، وقول الشّافعية والمالكية، فالمرأة ليس من شروط استطاعتها للحجّ وجود الزّوج أو المحرم بل يكفي وجود الرّفقة المأمونة، واستندوا إلى ذلك  لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1]، فقد كانت حجتهم بأنّ هذه الآية مخصّصة لعموم النّهي، والله ورسوله أعلم.

شروط الحج للمرأة عن نفسها وعن غيرها

بين العلماء بأنّ الرجل والمرأة يشتركان في شروط الحج، إلا أنّهم وضحوا بأنّ للمرأة شروطًا إضافية، وفيّما يأتي سيتم بيان هذه الشروط وفقًا للمذاهب الفقهية الأربعة:[7]

  • المذهب الحنبلي: فقد اشترطوا لحج المرأة شرطًا إضافيًا واحدًا وهو:
    • وجوب وجود زوج أو محرم للمرأة، ويقصد بالمُحرَم هو من لا تستطيع المرأة الزَّواج منه، وذلك يعود لوجود النسب أو المصاهرة أو الرِّضاعة.
  • المذهب الشافعي: حيث اشترط أصحاب هذا المذهب لحج المرأة شرطيّن وهُما:
    • وجوب وجود زوج أو محرم، وإن لم تجد تخرج مع نسوة ثقات وذلك في الحج المفروض، أما في الحج النفل يجوز للمرأة الخروج وحدها إنْ أمنت الطريق.
    • أن تكون الراحلة مأمنة لها من أجل السفر سواء أكانت المسافة قريبة أو بعيدة.
  • المذهب المالكي: اشترط أصحاب هذا المذهب لحج المرأة ثلاثةُ شروط إضافية، وهيّ:
    • وجوب وجود زوج أو محرم، أو نسوة ثقات.
    • أن تتواجد الراحلة التي ستركب بها إن كانت المسافة بعيدة.
    • ألا تكون المرأة معتدة من طلاق أو وفاة.
  • المذهب الحنفي: اشترط أصحاب هذا المذهب لحج المرأة شرطين إضافيين، وهما:
    • وجود زوج أو محرم إن كانت المسافة إلى مكة مسيرة ثلاثة أيام فأكثر، أما إذا كانت أقل ذلك لا يشترط وجود مُحرمًأ أو زوجًا.
    • ألا تكون المرأة معتدة، سواء من حالة طلاق أو وفاة.

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم حج المرأة عن غيرها، فقد قمنا من خلال هذا المقال ببيان بعض من المعلومات عن الحج، ثمّ بيّنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد تطرقنا أيضًا لبيان حكم حج المراة بدون محرم، حكم حج المرأة بدون محرم عند المذاهب الفقهية الأربعة، ونختم المقال في بيان شروط الحج للمرأة.

المراجع

  1. ^ سورة آل عمران ، الآية 97
  2. ^ alukah.net، مفهوم الحج والعمرة، 20/05/2023
  3. ^ صحيح النسائي، أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر، الألباني ، 2620 ، صحيح.
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم حج المرأة عن غيرها، 20/05/2023
  5. ^ islamweb.net، أقوال العلماء في حج المرأة بدون محرم، 20/05/2023
  6. ^ صحيح مسلم ، عبد الله بن عباس، مسلم، 1341 ، صحيح
  7. ^ shamela.ws، كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، 20/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *