حوار عن المولد النبوي الشريف قصير 1446/2024

حوار عن المولد النبوي الشريف قصير 1446/2024
حوار عن المولد النبوي الشريف

فيما يأتي حوار عن المولد النبوي الشريف قصير يمكن الإفادة من محتواه في المولد النبوي الشريف من خلال الوقوف على ما جاء فيه من معلومات قيمة مستخلصة من أقوال العلماء حول هذه المسألة، فالمولد النبوي الشريف من المناسبات المهمة التي تعود على أمة الإسلام في كل عام، وفي هذا المقال سوف يكون لنا وقفة مع تعريف بالمولد النبوي الشريف، ويليه حوار حول المولد النبوي مقتضب ولكنه يفي بالغرض إن شاء الله تعالى.

المولد النبوي الشريف

إنّ المولد النبوي الشريف هو الذكرى السنوية لولادة سيّد الكونين والثقلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، ففي كلّ عام وفي مثل هذا اليوم يحتفل المسلمون في كلّ مكان في مشارق الأرض ومغاربها بمولد نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فيحتفلون بمظاهر كثيرة تذلّ على سعادتهم بهذا اليوم الذي أعطاهم هذا الكنز العظيم، فهو النبي الأمي هادي البشرية وحامل القرآن الكريم صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: مقال قصير عن المولد النبوي الشريف 1445 -2024

حوار عن المولد النبوي الشريف قصير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكلّ خير، مع اقتراب هذه المناسبة العظيمة لعلّ أبرز ما يدور في رؤوس المسلمين هو إذا ما كان الاحتفال بمولد النبي أمر جائز أم غير جائز، وفيما يلي الآراء التي طرحها العلماء فيما يخص هذا الموضوع على شكل حوار بين شخصين:

-هل يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الدين؟ أو هو بدعة ولا يجوز الاحتفال به كما يقولون؟

=البدعة في اللغة هي الأمر المستحدث على غير مثال سابق، ومنها يُفهم ما جاء في الحديث النبوي الشريف: “وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ”،[1] وهذا حديث صحيح، ولكن في حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: “مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شَيءٌ”،[2] فكيف نحكم على المولد أنه بدعة أو سنة حسنة؟

-كيف؟ هل ذكره أهل العلم في كتبهم؟ فقد سمعتهم يقولون إنّ المولد النبوي قد ظهر أول مرة على يد الحكام الفاطميين، وتعلم أنت أنّهم روافض يحاربون السنة، فكيف نحتفل بما اخترعوه هم؟

=المولد لم يظهر أول مرة في زمان الدولة الفاطمية، بل هو سابق لها بأكثر من مئة عام، ولكنه كان عملًا فرديًّا أو على الأكثر بضعة أشخاص يجتمعون في هذه الذكرى ويحتفلون، والدليل على ذلك أنّ المولد النبوي والاحتفال به جاء في كلام الإمام الجنيد البغدادي الذي توفي سنة 298 للهجرة، أي قبل قيام الدولة الفاطمية أصلًا!

-وهل ذكر الإمام الجنيد شيئًا عن المولد النبوي؟

=طبعًا، وليس هو فقط، بل وكثير من أئمة المسلمين، وإليك بعضًا منها:[3]

  • قول الإمام الجنيد: “من حضر مولد الرسول الأعظم وعظم قدره فقد فاز بالإيمان”.
  • قول الإمام السيوطي: “الجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلون منه وينصرفون من غير زيادة على ذلك من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف”.
  • قول الإمام ابن الجوزي: “من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام”.
  • قول الإمام أبي شامة المقدسي: “ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع مافيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم في قلب فاعل ذلك وشكر لله على ما منّ به من إيجاد رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين”.
  • قول الإمام السخاوي: “عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم”.
  • قول الإمام ابن حجر العسقلاني: “وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى؛ فنحن نصومه شكرا لله تعالى. فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنّ به في يوم معين، من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة”.

-جزاك الله خيرًا، فقد افدتني كثيرًا، وهذا يعني أنّ المولد إذا لم يكن فيه محظور شرعي فهو سنة حسنة وقربة إلى الله تعالى، أشكرك جزيلًا.

=وإياكم، على الرحب والسعة.

وإلى هنا يكون قد تم مقال حوار عن المولد النبوي الشريف قصير بعد الوقوف على معنى المولد النبوي الشريف، والوقوف على حوار في المولد النبوي فيه تبيين لحقيقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وغير ذلك من اهمية الاحتفال بهذا اليوم المبارك.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 867، صحيح.
  2. ^ صحيح مسلم، جرير بن عبد الله، مسلم، 1017، صحيح.
  3. ^ shamela.ws، مجلة الحقائق ص9 - 11، 05/10/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *