شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء ودرجته

شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء ودرجته
شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء

شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء ودرجته من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين حيث يجهل كثير من الناس مثل هذه المعلومات الدينية، وقد يتبادل الناس أحاديث دون أن يعلموا درجتها أو معانيها، وسوف نقدم للزوار الكرام حديث لو يعلم الناس ما في النداء كامل، وسوف يتم إدراج شرح حديث لو يعلم الناس ما في النداء الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرجة حديث لو يعلم الناس ما في النداء، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

نص حديث لو يعلم الناس ما في النداء

لقد وردت كثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مختلف المواضيع، ويتبادل الناس مثل هذه الأحاديث في كثير من الأحيان دون أن يعرفوا نص الحديث كامل، ولا بدَّ من إدراج نص الحديث قبل التطرق إلى شرحه، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له. ثُمَّ قَالَ: الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ، وقَالَ: لو يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عليه. ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”،[1] وقد أورد البخاري الحديث مختصرًا أيضًا حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”.[2]

شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّ المسلمين على القيام بالأعمال التعبدية والطاعات المختلفة التي تقربهم من الله تعالى من خلال أحاديث تدخل قلوبهم ويكون لها تأثير كبير عليهم، ومن هذه الأحاديث لو يعلم الناس ما في النداء، فقد حثَّ هذا الحديث على النداء وهو الأذان في الإسلام والوقوف في الصف الأول في الصلاة، فالحديث يشير إلى الفضل العظيم الذي يحصل عليه المسلم إذا ما تقدم لرفع الأذان أو إذا وقف في الصف الأول، ولذلك فإنَّ المسلمين لو عرفوا ذلك الفضل والثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى للمؤذنين يوم القيامة لضربوا قرعة فيما بينهم ليعرفوا من سوف يرفع الأذان منهم أو من سوف يكون في الصف الأول، وكل شخص في هذه الحالة سوف يتقدم ويقول أنا سوف أرفع الأذان طمعًا في الأجر العظيم الذي أعده الله تعالى له.

وقد وردت كثير من الأحاديث التي تؤكد هذه الفضل للمؤذنين، فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الْمُؤَذِّنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعْنَاقًا يَومَ القِيَامَةِ”،[3] فالمؤذن مع كل أذان يشهد لله تعالى بالوحدانية ويدعو الناس للتوحيد والإيمان بالله تعالى والاجتماع للصلاة، وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ”،[4] وهذا الحديث أيضًا يشير إلى الفضل العظيم للمؤذن، حيث أن كل من يسمع صوت الآذان سوف يشهد للمؤذن يوم القيامة، ولذلك لو اطَّلع الناس على الفضل الكبير للأذان والوقوف في الصف الاول لما تنازل أحدهم للآخر إلا من خلال الاقتراع وهو الاستهام.

ويشير الحديث أيضًا إلى فضل السعي إلى الصلوات والتوجه إليها عند دخول وقت كل صلاة حتى في أوقات الحر الشديد، حيث أنَّ التهجير هو المشي وقت الهاجرة والهاجرة في اللغة العربية شدة الحر، ولو علم الناس فضل المسير إلى الصلوات في وقتها لتسابقوا إليها لاغتنام الفضل والأجر الكبير، ولو علموا أيضًا ما الأجر الكبير في صلاة الفجر وصلاة العشاء وهي صلاة العتمة جماعة في المساجد، لتوجهوا إليها ولو حبوًا أي زحفًا على الأيدي والركب خوفًا من أن يفوتهم ذلك الفضل الكبير الذي وعد الله تعالى به عباده الذين يصلون الفجر والعشاء في المساجد مع جماعة المسلمين، وفي هذا أيضًا توضيح لمدى أهمية صلاة الفجر والعشاء في جماعة، ومن الأحاديث التي تدل على ذلك أيضًا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صلى العشاءَ في جماعةٍ كأنما قام نصفَ ليلةٍ ، ومَن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّه”،[5] والله تعالى أعلم.[6]

درجة شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء

لقد ورد حديث لو يعلم الناس ما في النداء في صحيح الإمام البخاري كما ورد أيضًا في صحيح الإمام مسلم، ولذلك يعدُّ من الأحاديث المتفق عليها والتي وردت في الصحيحين، كما ورد في صحيح النسائي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كما أشار أحمد شاكر إلى أن إسناده صحيح في تخريج المسند لشاكر، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه أيضًا، ولذلك فهو من الأحاديث الصحيحة المثبتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعدًّ الحديث المتفق عليه هو في أعلى درجات ومراتب الأحاديث الصحيحة، ويليه ما انفرد به البخاري ويليه ما انفرد به مسلم، فقد ورد في الديباج المذهب: “وأعلى أقسام الصحيح ما اتفقا عليه، ثم انفرد به البخاري، ثم انفرد به مسلم، ثم ما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه، ثم ما كان على شرط البخاري، ثم ما كان على شرط مسلم، ثم ما صححه غيرهما”، ولذلك فإنَّ حديث لو يعلم الناس ما في النداء من أصح الأحاديث والله تعالى أعلم.[7]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون أعزائي قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح حديث لو يعلم الناس مافي النداء ودرجته وقد تعرفنا على الحديث ونص الحديث بشكل كامل، كما تعرفنا على شرح الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النداء، كما تعرفنا على درجة هذا الحديث كما أشار المحدثون وغيرها من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 652، صحيح
  2. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 2689، صحيح
  3. ^ صحيح مسلم، معاوية بن أبي سفيان، مسلم، 387، صحيح
  4. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 609، صحيح
  5. ^ صحيح الجامع، عثمان بن عفان، الألباني، 6341 ، صحيح
  6. ^ islamweb.net، لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، 04/02/2024
  7. ^ dorar.net، الدرر السنية، 04/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *