شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي وأفكارها العامة

شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي وأفكارها العامة
شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي

شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي وأفكارها العامة، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، تُعدُّ هذه القصيدة من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها الشاعر إبراهيم ناجي، حيث تعبر عن الحب الكبير الذي لم يستطع إبراهيم ناجي تحقيق نهاية سعيدة له، فقد صوّر الشاعر كافة المشاعر المؤلمة التي عانَ منها في غياب المحبوبة عنه، مما جعل جميع الناس يعلمون به، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيد الأطلال، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة إبراهيم ناجي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

معلومات عن إبراهيم ناجي

إنّ إبراهيم ناجي هو من أبرز الشعراء العرب، واسمه إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي إبراهيم القصبجي، مولود في بغداد عام 1898م، وقد حاز إبراهيم ناجي على شهادة التعليم الثّانويّ عام 1917م، ثّم درس الطبَّ في المرحلة الجامعية وحاز على شهادته عام 1923م، وقد أتقن ناجي العربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة، كان إبراهيم يقرأ الكثير من مكتبة والده، واكتشف دواوين الشعراء؛ كما أنه قرأ لكبار الشعراء كأبي نواسٍ والمتنبي، وقد بدأ بكتابة الشعر في عمر الثانية عشرة، قد كانت ثقافته الشعرية مزيجًا من الثقافة العربيّة والغربيّ، وقد أصبح شاعرًا عظيمًا وله العديد من الدواوين، ومنها: “ما وراء الغمام”، و”ليالي القاهرة”، “وفي معبد الليل”، و”الطائر الجريح”، كما كتب أيضًا في المجال القصصي ومن أبرز قصصه: “مدينة الأحلام”، و”أدركني يا دكتور” كما وجُمع لهُ أكثر من خمسين قصة ، ويجدر بالإشارة إلى أنّ إبراهيم عاش حياةً صعبة؛ عانى الكثير من الخيبات وأصبح شخصًا بائسًا، وذلك بسبب خسارته للفتاة التي أحبّها ولم يستطع الزواج منها، مما جعله يستقيل من منصبه في وزارة الأوقاف، وتفرّغ للعمل في عيادته الخاصّة، أما وفاته فقد كانت بعدما صدمته سيارة ونُقِل إلى المستشفى، وبقي يتلقى العلاج إلى أن وافتهُ المنيّةُ عام 1953م.[1]

شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي

وهي من أشهر القصائد العربية الغزلية التي كتبها إبراهيم الناجي، وهي قصيدة طويلة تتألف من مئة وخمسة وعشرين بيتًا، وقد نظمها الشاعر على عدة بحور وقوافٍ متعددة، ويعود السبب في كتابتها إلى معرفة الشاعر بزواج الفتاة التي أحبها بعد إتمام دراسته وعودته إلى مصر، حيث تعبّر تلك القصيدة عن أنّ ما بقي من إبراهيم ناجي هو مجردُّ أطلال روحِه فقط، وفيما يأتي سيتم شرح مجموعة من أبيات هذه القصيدة بالتفصيل:

  • يا فُؤَادِي رحم الله ٱلْهَوَى           كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
    اِسْقِنِي وَٱشْرَبْ عَلَى أَطْلَالِهِ       وَٱرْوِ عَنِّي طَالَمَا ٱلدَّمْعُ رَوَى
    كَيْفَ ذَاكَ ٱلْحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا       وَحَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِ ٱلْجَوَى

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بالحديث مع قلبه ويشكو له مرارة الشوق والحب، ثمّ يتساءل كيف أصبح هذا الحب الكبير رمادًا لا وجود له، حيث يتحسّر الشاعر على حبه الذي ضاع سدى، وعندما يتذكر اللحظات الجميلة لا يجد إلا دموعه تنهمر، ثم يتابع الشاعر القول بأنّ قصة حبه أصبحت ذكرى يحكيها الناس، ويتحسر عليها كل العاشقين، فقد أظهر العذاب والألم الذي ناله من الحب.

  • يا رياحًا، ليس يهدا عصفها       نضب الزيت ومصباحي انطفا
    وأنا أقتات من وهم عفا           وأفي العمر لناسٍ ما وفى
    كم تقلبت على خنجره!           لا الهوى مال ولا الجفن غفا
    وإذا القلب على غفرانه           كلما غار به النصل عفا

يتحدث الشاعر عن محبوبته في هذه الأبيات، حيث يقول بأنها كالرياح التي تأتي على الشيء ولا تبقي منه، أي أنه بعد خسارته لذلك الحب أصبح ضعيفًا ولا يقوى على أي شيء، وقد انتهى أمله وأصبح يعيش على الوهم كي يتمكن من إكمال هذه الحياة، فكم مرت الأيامُ وهو يتمنى أن تتغير هذه الأحوال ويجتمع بمحبوبته ولكن هيهات ذلك، فلا الهوى اكتفى عن تعذيبه ولا القلب نسي عشقه لها.

  • يا غرامًا كان مني في دمي      قدرًا كالموت أوفى طعمهِ

    ما قضينا ساعة في عرسه      وقضينا العمر في مأتمهِ
    ما انتزاعي دمعة من عينه      واغتصابي بسمة من فمهِ
    ليت شعري أين منه مهربي    أين يمضي هارب من دمهِ

يتابع الشاعر الحديث عن عذاب الحب، فيقول بأنه لم ينل من هذا الحب إلا الحزن والألم واللوعة، فلم يستطع ولو لمرة واحدة أن يعيش السعادة، فقد كانت كل لحظاته ولياليه وأيامه تشبه مجالس العزاء، حيث يتساءل الشاعر كيف للإنسان ان يهرب من حبه، وقد شبه الهروب من الحب كالإنسان الذي يهرب من روحه ودمه لشدة تعلقه بمحبوبته.

  • لست أنساكِ وقد أغريتني          بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
    ويد تمتد نحوي كَيَدٍ                من خلال الموج مُدَّت لغريق
    آه يا قِبلة أقدامي إذا               شكت الأقدام أشواك الطريق
    وبريقًا يظمأ الساري له          أين في عينيك ذياك البريق

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بذكر صفات المحبوبة التي أحبها ولم يستطع نسيانها، حيث يذكر كل الذكريات الجميلة التي جمعتهما معًا، بداية من دخوله شباك الحب وإغرائه بكلماتها الجميلة واللطيفة، إلى يدها الحنونة التي كانت تمدها إليه، حيث شبه الشاعر نفسه في هذا البيت بالغريق، وأنّ محبوبته كانت طوق النجاة،  فهي التي كانت تعينه على تحمل الصعاب والصبر على شدائد الحياة، ثمّ يتابع الشاعر السؤال عن سبب اختفاء بريق عيني محبوبته، ذلك البريق الجذاب الذي سحر قلبه، ويتحسر على حبه والأيام التي تلاشت منه دون أن يفعل شيئًا، فلا نال ذلك الحب ولا نال محبوبته.

معاني مفردات قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي

نبين من خلال الجدول معاني بعض المفردات التي وردت في قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي، وتتمثل هذه الكلمات على النحو الآتي:

الكلمة المعنى
الهوى فرط الحب والعشق.
الجوى العشق الشديد الذي يورث الحزن.
عصف صوت الرياح القوية.
النصل الحديدة الموجودة أعلى الرمح.
المأتم هو المكان الذي يجتمع الناس فيه للتعزية.
البريق الضوء الخافت.
الطموح الرغبة الشديدة.

الصور الفنية في قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي

تحتوي قصيدة الأطلال للشاعر العربي إبراهيم ناجي كثير من الصور الفنية والبلاغية، وذلك مثل بقية قصائد الشعر العربي والتي تقوم أساسًا على الصور البيانية والفنية والبلاغية، مما تضيف للقصيدة جمالًا ودقة لوصف المعاني، وفيما يأتي أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي:

الاستعارة المكنية

وذلك ورد في قول الشاعر: وَٱرْوِ عَنِّي طَالَمَا ٱلدَّمْعُ رَوَى، حيث شبه الدمع بالشَّراب الذي يروي الإنسان العطش، فقد حذف المشبه به الشراب وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية، كما جاءت أيضًا في قول الشاعر: ايا فُؤَادِي رحم الله ٱلْهَوَى، حيث شبه الشاعر الهوى بالإنسان الميّت والذي يترحّم عليه النّاس، فقد عدّ الهوى من صفات الإنسان، حيث حذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.

الاستعارة التصريحية

وردت الاستعارة التصريحية في قوله: يا رياحًا ليس يهدأ عصفها نضب الزيت ومصباحي انطفا، فقد حذف الشاعر في هذا البيت المشبه وهو الهمة والنشاط، لكنه بينّ المشبه به في هذه الجملة وهو الزيت، ولذلك يعدُّ هذا الأسلوب البلاغي من الاستعارات التصريحية.

أسلوب التشبيه

وردت العديد من أساليب التشبيه في هذه القصيدة، كما ورد في قول الشاعر: لستُ أنساكَ وقد أغريتني بفمٍ عذبِ المناداة رقيق، فقد استخدم التشبيه البليغ في هذا البيت، حيث أورد الشاعر المشبه والمشبه به وحذف وجه الشبه، كما جاء أيضًا في قوله: أنتَ روح في سمائي وأنا لك أعلو فكأني محضُ روح، حيث إنه بيّن المشبه والمشبه به، وحُذفت أداة التشبيه ووجه الشبه والذي يتمثل بالحياة والإشراق.

الأفكار العامة في قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي

تتحدث هذه القصيدة عن مجموعة من الأفكار الرئيسية التي طرحها الشاعر إبراهيم ناجي بشكل مبسط، حيث إنه لم يستخدم الكلمات الصعبة حتى يتسنى للقارئ معرفة المغزى الرئيسي من القصيدة بكل سهولة، كما اعتمد في كتابتها على بساطة الكلمات ودقة الوصف وترابط الأحداث، وفيما يأتي سيتم بيان أهم الأفكار التي وردت في القصيدة بالتفصيل:

  • أولًا: يتحدث الشاعر عن ذكرياته المؤلمة في الحب ويتحسر على اللحظات الجميلة التي عاشها مع محبوبته.
  • ثانيًا: يبين الشاعر حاله بعد انتهاء هذا الحب، والصعوبات التي واجهها بعدما تركته المحبوبة.
  • ثالثًا: يتحدث الشاعر عن حزنه وشوقه الكبير لمحبوبته، والذكريات الجميلة التي جمعت بينهما.
  • رابعًا: يظهر الشاعر مجالس الحب وحنينه لمحبوبته والحسرة والألم الذي يحيا فيه.
  • خامسًا: وصف الشاعر لعظمة الحب والمشاعر الجميلة التي ترافقه.
  • سادسًا: تصوير عذاب الحب الذي مرّ به الشاعر بعدما تركته المحبوبة.

الخصائص الفنية في قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي

اشتملت قصيدة الأطلال للشاعر المصري إبراهيم ناجي على عدد كبير من الخصائص الفنية، والتي بدورها عملت على إضافة لمسات إبداعية وجمالية للقصيدة، وساعدت على إيصال المعاني بطريقة سلسة، كما أظهرت رفعة الإحساس العربي وبيان طريقة الغزل في القِدَم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الخصائص الفنية التي أدرجها الشاعر إبراهيم ناجي في قصيدته الشهيرة الأطلال:

  • التأثر بالآداب الغربية.
  • البعد عن التكلف والتعقيد.
  • الرقة في التعبير والعمق في المعنى.
  • قيام الشاعر بالإقلال من المُحسنات البديعية.
  • استعمال الألفاظ السهلة والبسيطة في القصيدة.
  • استخدام الألفاظ العذبة، مما ساهم في بيان المشاعر بدقة.
  • التركيز على الذاتية، فقد وصف الشاعر نفسه وحبه.
  • توظيف الصورة الشعرية لتعبر عن المشاعر الإنسانية.

شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي PDF

تعتبر قصيدة الأطلال من القصائد الجميلة التي كتبها الشاعر إبراهيم ناجي، وهي تعتبر من القصائد التي تحمل معاني عميقة، كما حملت الكثير من الحكم الجميلة التي صورها الشاعر في معانٍ مبسطة، فقد كتب قصيدته بعد خسارته لمحبوبته وانطفاء الأمل في عينيه، وشكى فيها هموم الحب والعذاب الذي ناله، ومن اهمية هذه القصيدة يبحث الكثير من القراء عن كلماتها وشرحها بالتفصيل من أجل فهمها، ويمكن الحصول على شرح قصيدة الأطلال كاملة بصيغة PDF مُباشرةً “من هنا“، بحيث يوفر الملف للقارئ إمكانية تحميل القصيدة على مختلف الأجهزة، والحصول على تحليل وافٍ وشامل لبعض الأبيات من القَصيدة، بالإضافة إلى توضيح أهم المفردات الجديدة والصعبة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة انا البحر في احشائه الدر كامن للشاعر حافظ إبراهيم شرح قصيدة محمود سامي البارودي في المنفى والصور الفنية فيها
شرح قصيدة بشار بن برد في الغزل وشرح المفردات الصعبة فيها شرح قصيدة عرس المجد لعمر أبو ريشة وشرح المفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة حصاني كان دلال المنايا للشاعر عنترة بن شداد العبسي شرح قصيدة امرؤ القيس فهي هي وَهِي وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة أنشودة المطر والأفكار الرئيسة فيها شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة الأطلال إبراهيم ناجي وأفكارها العامة، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة إبراهيم ناجي، ثمّ بيّنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح في المقال، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدة الأطلال، ثمّ قمنا ببيان أهم الخصائص والسمات الفنية في القصيدة، وختمنا المقال في بيان الصور الفنية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة فيه.

المراجع

  1. ^ marefa.org، إبراهيم ناجي، 29/08/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *