شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى وأفكارها الرئيسية

شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى وأفكارها الرئيسية
شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى

هذه شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى وأفكارها الرئيسية، وهي شطر بيت شعري مقتبس من قصيدة عنوانها جادك الغيث، وهي للشاعر الشهير بـ لسان الدين بن الخطيب، وتعد إحدى القصائد والموشحات الأندلسية التي جذبت العديد ممن استمعوا لها ولما تحويه من كلمات مميزة وجميلة، وهذه القصيدة تصف ذكريات الأندلس السعيدة بشيء من الحزن والأسى، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على قصيدة وطرمافيه عيب سوى وشرحها، وعلى كاتب هذه القصيدة وما تحويه من معاني وأفكار جميلة.

من هو كاتب قصيدة وطر مافيه من عيب سوى

هو الشاعر لسان الدين بن الخطيب، وهو محمد بن عبد الله بن سعد السلماني اللوشي الأصل، ولد ونشأ بغرناطة، واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل ثم ابنه الغني بالله محمد، عظمت مكانته وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي المريني، برغبته في الرحلة إليه، وترك الأندلس خلسةً إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان، وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاوؤه مكرمين، واستقر بفاس القديمة واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية، ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان المستنصر، وقد ساعده الغني بالله صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه ابن الخطيب فقبض عليه المستنصر، وسجنه ثم قتل في السجن، ودفن في مقبرة باب المحروق في مدينة فاس، وكان يلقب بذي الوزارتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليلة، وبتدبير المملكة في نهاره، ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها: الإحاطة في تاريخ غرناطة، والإعلام في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام في مجلدين، واللمحة البدرية في الدولة النصرية، ورقم الحلل في نظم الدول، ونفاضة الجراب، ومعيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار، والكتيبة الكامنة في أدباء المئة الثامنة في الأندلس.[1]

شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى

وطر ما فيه عيب سوى هي شطر من قصيدة جادك الغيث وتعتبر من قصائد المدح، ومن الشعر العمودي، المكتوب على وزن البحر الموشح، وقافية السين (س)، وعدد أبيات هذه القصيدة هو 52 بيت، وفيما يأتي نعرض شرح بعض من أبيات هذه القصيدة:[2]

  • جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى *** يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

يدعو الشاعر لتلك الأيام السعيدة التي قضاها في غرناطة بالسقيا كلما سقط المطر على عادة القدامى حين كانوا يدعون لأرض المحبة بذلك.

  • لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلّا حُلُما *** في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

كان لقاء الأحبة فيك يا أندلس جميلاً ولكنه مر سريعاً كالحلم السعيد أثناء النوم أواللذة المختلسة.

  • إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى *** تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

يسترجع الشاعر الذكريات الجميلة فيقول كان الدهر يحقق أمانيه المتعددة المتنوعة فتجري على خطة مرسومة لا تختلف ولا تنحرف.

  • زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى *** مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

هذه الأماني تأتى في موعدها المرغوب فرادى أو ثنى أو جماعات كأنها وفود الحجاج في موسم الحج تأتى في موعدها متفرقة أو متجمعة.

  • والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا *** فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

يصف الشاعر الطبيعة في الأندلس بأنها بهيجة تبعث فيمن حولها السرور والبهجة وتسهم في سعادتهم، فالمطر فيه يكسو الروض ثوباً مشرقاً من الأزهار المتفتحة الباسمة.

  • ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما *** كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ
  • فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما *** يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

شقائق النعمان تنطق بأثر المطر وتدل على أنها شربت من ماء السماء وولدت عنه، كما أن مالكاً يروي عن أنس، فأصبح الروض يختال في ثوب جميل تعددت فيه ألوان الحسن والبهاء.

  • في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى *** بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

ما أجمل تلك الليالي التي سترت لقائنا وحجبتتا عن أعين الرقباء بظلامها الذي لم ينبعث فيه ضوء غير إشراق الوجوه الجميلة في ذلك المجلس.

  • مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى *** مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وفي هذه الليالي كانت تدور الكؤوس علينا منتظمة فتترك في نفوسنا نشوة وطربا نتمايل منها.

  • وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى *** أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

ويقصد بالوطر القصد أو الغاية، ومعنى البيت الذي قصده الشاعر أن اللقاء أو الاجتماع بالأحباب كان من أسعد الأوقات التي لا يشوبها النقص ولا يوجد بها عيب، سوى أنها مرت سريعًا كلمح البصر فلم يكتفي من متعة تلك الأوقات وأولئك الأشخاص الذين أحبهم وتلك المدينة “غرناطة” وقصره الذي يتذكره بحزن.

  • حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى *** هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

فما كدنا نشعر بسعادة الأنس واللقاء حتى ظهر الصبح فافترقنا كما يهجم الحرس في عنف على جماعة فيشتت شملهم.

  • غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما *** أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

وكأن النجوم أصابتها الغيرة منا فاختفت بسرعة لترسل الصبح يكشفنا ويفرقنا، أو كأن عيون أزهار النرجس حسدتنا فلم يطُل أمر سعادتنا ولقائنا.

  • يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا *** وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

يا أهل ذلك الحي بذلك الوادي الذي تحول إلى ألم و حزن وشجن أنني أدعوكم وأناديكم لأنكم قريبون مني مكانة و لكم منزلة خاصة بقلبي.

الصور الفنية في قصيدة وطر مافيه من عيب سوى

فيما يأتي نعرض أهم وأجمل الصور الفنية التي وردت في قصيدة وطر ما فيه عيب سوى وهي كالآتي:

  • جادك الغيث: استعارة مكنية تصور زمان الوصل أرضا يسقيها المطر و فيها تجسيم و إيحاء بقوة الذكريات ودوامها مرتبطة بتلك الأيام وهي صورة تقليدية لشعراء المشرق العربي لأنها لا تناسب الأندلس وبيئتها المليئة بالأنهار ولا تحتاج إلى المطر فالشاعر هنا يريد الدعاء بطلب الخير عامة و المطر رمز عهد الخير.
  • يا زمان الوصل: استعارة مكنية حيث شبه الشاعر الزمان بالإنسان الذي يصل.
  • لم يكن وصلك إلا حلماً أو خلسة المختلس: تشبيهان فالوصال في لذته كالحلم السعيد في سرعته وزمن المتعة قصير كنظرة المختلس بسرعة.
  • إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى: استعارة مكنية حيث جعل الشاعر الدهر مثل الإنسان الذي يقود.
  • في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى: وصف الشاعر الليل بكلمة كتمت، وهو ما لا يكون عادة فحمل اللفظة ما لا تحمل على سبيل المجاز.
  • فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ: استعارة مكنية حيث شبه الشاعر الزهر بالإنسان الذي يبتسم.
  • قمر أطلع منه المغرب: لجأ الشاعر إلى الخيال وتشبيه المحبوبة بالقمر لكنَّها رغم ذلك لا تصله.
  • كساه الحسن ثوباً معلما: استعارة مكنية تصور الحسن إنساناً يكسو الروض ثوباً ملوناً، أما ثوباً معلماً فهي استعارة تصريحية حيث شبه الأزهار المتنوعة في الرياض بالثوب المطرز المنقوش، وتوحي بروعة الأزهار والإعجاب بها.
  • يزدهي منه بأبهى ملبس: استعارة مكنية تصور الروض إنساناً مختال يتفاخر بملابسه الجميلة وفيها تشخيص و إيحاء بروعة الجمال.
  • نلاحظ كثرة الصور الدينية واستخدم الشاعر لها مثل قوله مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ، ينزل الوحي روح القُدس.
  • يستخدم الشاعر بكثرة في قصيدته التشخيص وبث الروح فيما ليس حيّ، على سبيل المثال قوله: جادك الغيث، في ليال كتمت سر الهوى، يقود الدهر، رَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما.
  • عبر الشاعر عن مشاعره بألفاظ رقيقة عذبة، وضمن قصيدته العديد من المحسنات البديعية.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة وطر مافيه من عيب سوى

فيما يأتي نعرض شرح لبعض المفردات الصعبة في قصيدة جادك الغيث للشاعر لسان الدين الخطيب:

  • الغيث: المطر.
  • زمان الوصل: المراد الزمن الذي اجتمع فيه شمل الأحبة.
  • حلماً: خيال و طيف
  • أشتات المنى: الأماني المتفرقة.
  • الوفود: جمع وفد وهو الجماعة.
  • الخلسة: الاختلاس و الأخذ في الخفاء.
  • الكرى: النّعاس أو النوم.
  • الحيا: المطر.
  • جلل الروض سنا: كسا الرياض أزهاراً متفتحة تلمع وتتلألأ.
  • لمى: هو السواد أو السمرة في باطن الشفة.
  • الصب: الإنسان العاشق الذي في قلبه لوعة.
  • الصبا: هي الرياح التي تهب من الشرق، عند استواء الليل والنهار.
  • الدجى: سواد الليل وظلمته.
  • هشيم: متكسر ومتفتت.
  • كتمت: سترت.
  • الهوى: الحب.
  • شموس الغرر: شموس مفردها شمس، الغرر جمع غرة وهي بياض الوجه.
  • وطر: القصد أو الغاية.

شرح قصيدة وطر ما فيه عيب سوى pdf

قصيدة جادك الغيث تعد من أشهر الموشحات الأندلسية، وهذا النوع من الموشحات كان قد نشأ في أواخر القرن التاسع للميلاد، وذلك استجابة إلى الاحتياج الفني في تلك الفترة حيث كان الأندلسيون مولعين بالموسيقى والغناء، وأتت الموشحات الأندلسية نتيجة إحساس الأندلسيين في ذلك الوقت بتخلف القصيدة الموحدة، وشعروا أن الشعر جامد يحتاج إلى مرونة فاقتضت الحاجة وجود لون جديد من الشعر الذي يمكن غناؤه، ويمكن الحصول على شرح قصيدة جادك الغيث بصيغة pdf مباشرة “من هنا“.

الأفكار الرئيسية في قصيدة وطر مافيه عيب سوى

قصيدة وطر ما فيه عيب سوى هي من القصائد الأندلسيّة التي نالت اهتماماً كبيراً لما تحمله من معاني وأفكار وأحاسيس مميزة، ومن أهم أفكار هذه القصيدة نذكر ما يأتي:

  • الفكرة الرئيسة للقصيدة هي وصف جمال الأندلس والحسرة على زمان الأندلس.
  • يصف الشاعر في هذه القصيدة الأيام الماضية وما تحمله من ذكريات سعيدة عاشها مع الأحبة ومع جمال الطبيعة الغناء في الأندلس.
  • تصطبغ القصيدة بمشاعر الحزن والألم على الزمن الماضي الذي قضاه في الأندلس.
  • يعبر الشاعر عن الحب الكبير الذي يحمله بداخله تجاه مدينته غرناطة.
  • التحسر على زمان الأندلس ووصلها والحياة بين أحضانها.
  • وصف جمال الأندلس وطبيعتها الخلابة الباهرة.
  • وصف آلاء الحياة وجمالها في الأندلس، مثل: الشمس والصباح وغرة الفجر.
  • وصف العشق والحب والهيام الذي يُكابده الشاعر.
  • الشوق للأيام الجميلة والذكريات السعيدة والحنين لها والتي عاشها الشاعر في الأندلس، رغم أنها كانت قصيرة كالحلم.
  • السعادة والفرح بجمال الطبيعة، بوصف مناظرها وحدائقها.
  • الحزن على سقوط الأندلس وانتهاء عهدها.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة حجازية العينين مكية الحشا للشاعر امرئ القيس شرح قصيدة حصاني كان دلال المنايا للشاعر عنترة بن شداد العبسي
شرح قصيدة بشار بن برد في الغزل وشرح المفردات الصعبة فيها شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها
شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة واحر قلباه ممن قلبه شبم وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء للشاعر أحمد شوقي

وبهذه المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدث عن شرح قصيدة وطر مافيه من عيب سوى وأفكارها الرئيسية، ومن هو كاتبها لسان الدين بن الخطيب، وأيضاً عرض المقال الصور الفنية في القصيدة والأفكار الرئيسية لها، ومعاني المفردات الصعبة، وكما وفر المقال شرح القصيدة بصيغة ملف pdf.

المراجع

  1. ^ aldiwan.net، لسان الدين بن الخطيب، 29/08/2023
  2. ^ aldiwan.net، جادك الغيث، 29/08/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *