ما هو حكم من افطر في رمضان متعمدا بالمذاهب الأربعة

ما هو حكم من افطر في رمضان متعمدا بالمذاهب الأربعة
حكم من افطر في رمضان متعمدا

حكم من افطر في رمضان متعمدا فقد يضطر الصائم للإفطار عن عمد في شهر رمضان لوجود عذر شرعي أو لنسيان أو لأنه تعمد الإفطار والتخلي عن الصيام، فالصيام فريضة على جميع المسلمين، والأجر فيه مضاعف بإذن الله سبحانه وتعالى، وعبر هذا المقال سيتم الحديث عن الحكم الشرعي للإفطار عن عمد في رمضان وترك الصيام.

حكم من افطر في رمضان متعمدا

لا يجوز الإفطار عمدًا في شهر رمضان الفضيل، ومن يفعل ذلك يجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها عن عمد ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى، والمسارعة في القضاء والتوبة، وفي حال تأخر في قضاء الأيام التي أفطرها حتى انتهاء شهر رمضان آخر، فيجب عليه حينها القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم أفطره، لذلك يجب عدم تكرار هذا الفعل مع العزم بصدق على الابتعاد عن الإفطار بشكل متعمد، والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم بلع النخامة للصائم عند المالكية والفرق بين النخامة والبلغم

حكم من أفطر عمداً في رمضان في المذاهب الأربعة

لا يجوز الإفطار عمدًا في شهر رمضان باتفاق المذاهب الأربعة، ولكن يوجد خلاف في وجوب الكفارة على من يفطر عمدًا ويفسد صيامه، حيث ورد في الموسوعة الفقهية: “وجوب الكفارة بتعمد الأكل والشرب ونحوهما في نهار رمضان، وإليه ذهب الحنفية، والمالكية، وبه قال عطاء، والحسن، والزهري، والثوري، والأوزاعي، وإسحاق، وأبو ثور”، والقول الآخر في الموسوعة الفقهية: “عدم وجوب الكفارة بتعمد الأكل والشرب ونحوهما في نهار رمضان، وإليه ذهب الشافعية، والحنابلة، وبه قال سعيد بن جبير، والنخعي، وابن سيرين، وحماد، وداود”، والله أعلم.[2]

حكم من أفطر في رمضان ناسيًا

لا ضرر إذا نسي الصائم نفسه وشرب أو أكل خلال صيامه في شهر رمضان، أو في صيامه لقضاء الأيام التي أفطرها في رمضان، أو عند صيام النذر أو الكفارات، وصيامه صحيح بإذن الله سبحانه وتعالى ولا ضرر عليه، ويمكن له إكمال صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”،[3] كما قال عليه الصلاة والسلام: “من أفطر في رمضانَ ناسيًا فلا قضاءَ عليه ولا كفَّارةَ”،[4] لذلك من يفطر ناسيًا يكمل صيامه دون قضاء أو كفارة، والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًاحكم الترجيع في الصيام ، مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم

حكم من أفطر في رمضان بعذر المرض

يجوز للمريض أن يفطر في شهر رمضان ولكن عليه أن يقضي الأيام التي أفطر فيها، بعد أن تعود حالته الصحية لوضعها الطبيعي، ولا ضرر من قضاء الأيام بشكل متتالي أو متفرق، المهم أن يقضي الأيام التي أفطرها، قال الله عز وجل:{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[6] وفي حال كان يعاني من مرض لا يرجى شفاؤه منه فلا حرج عليه في عدم قضاء ما أفطره في شهر رمضان، ولكن يجب عليه إطعام مسكين كل يوم بمقدار نصف صاع من التمر أو الأرز وغيرها مما يتناوله عامة الناس.[7]

شاهد أيضًا: هل وضع الروج يفطر الصائم ، هل تذوق مرطب الشفاه يفطر الصائم

كفارة من أفطر متعمدا في رمضان

إن كفارة من يفطر متعمدًا في شهر رمضان هو القضاء والتوبة لوجه الله تعالى بصدق وعدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى، وفي حال كانت تلك الأيام التي أفطرها من شهر رمضان ماضٍ ولم يتم قضاؤها حتى هذه اللحظة فيجب قضاؤها في أسرع وقت مع إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، بمقدار نصف صاع من التمر أو الأرز وغيرها مما يتناوله عامة الناس، لأن من يفطر في رمضان دون وجود عذر شرعي يبيح له الإفطار يكون قد ارتكب أمرًا منكرًا ومحرمًا لا يرضي الله تعالى، والله ورسوله أعلم.[8]

وبهذا نصل لختام مقال حكم من افطر في رمضان متعمدا حيث تم تقديم الحكم الشرعي لمن يفطر في شهر رمضان عن عمد، بحسب المذاهب الأربعة، وتم الحديث عن حكم من يفطر ناسيًا، أو لوجود عذر شرعي يبيح له الإفطار، وتم ذكر كفارة من يفطر متعمدًا.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، حكم من أفطر متعمدًا في رمضان، 03/04/2023
  2. ^ islamweb.net، مذاهب العلماء فيمن أفطر متعمدا في نهار رمضان، 03/04/2023
  3. ^ شرح بلوغ المرام لابن عثيمين، -، ابن عثيمين، 3/224، صحيح.
  4. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 1155، صحيح.
  5. ^ binbaz.org.sa، حكم صوم من أكل أو شرب ناسياً في رمضان، 03/04/2023
  6. ^ سورة البقرة، الآية 184
  7. ^ binbaz.org.sa، حكم المريض إذا أفطر في رمضان، 03/04/2023
  8. ^ binbaz.org.sa، ما الواجب على من أفطر في رمضان بغير عذر؟، 03/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *