هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا

هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا
هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا

هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا، إن الجمع بين الظهر والعصر هي من الصلوات التي لا يبيحها الإسلام إلا في حالات معينة شديدة الدقة لأن الأصل في الصلاة أن يؤديها المسلم على وقتها وبالأحرى في أول وقتها حتى ينال عظيم أجرها فكل صلاة تؤدي في أول وقتها لها أجر عشر صلوات وإن من يفرط في حقها ينال من الإثم العظيم ما لا يخطر له على بال إن كان تهاونًا منه ومن غير سبب، وسيقدم موقع تصفح في هذا المقال تفصيلًا عن أحكام جمع الظهر والعصر في بعض الظروف وعدد ركعات الجمع وغير ذلك فكونوا بالقرب.

هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا

يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في بعض الحالات ولا يجوز في حالات غيرها وهي حالات قليلة نادرة التي يجوز فيها الجمع، وقد يكون الجمع بين الظهرين أو العشائين، فالجمع بين الظهرين يكون في صلاتي الظهر والعصر، أما الجمع بين العشائين فيكون في صلاتي المغرب والعشاء،ولا يجوز الجمع بين الفجر الظهر ولا بين العشاء والفجر ولا بين العصر والمغرب، وقد يكون الجمع جمع تقديم أو تأخير كأن تُقَدَّم العصر فتُصلَّى العصر في وقت الظهر، أو تؤخر الظهر فتصلى في وقت العصر، ويُراعى الترتيب في ذلك فتصلى الظهر قبل العصر، وكذلك في جمع العشائين، وأما فيما يخص الأعذار المبيحة للجمع فإن المذهب الحنبلي هو أوسع المذاهب في الأمور المبيحة للجمع [1] ، ومن الأمور المبيحة للجمع بين الظهر والمغرب عند الحنابلة: السفر المُباح والمريض الذي تصيبه مشقة وضعف إن ترك الجمع وللمرضع لكثرة النجاسة وللمرأة عند الاستحاضة ولصاحب سلس بول أو مذي أو رعاف دائم ونحوه لأنها من المرض وعن العاجز عن الطهارة بالماء والتيمم عند كل صلاة إن نُقِض وضوءه والعاجز عن معرفة الوقت كالأعمى والمطمور ولمن له عذر يبيح له ترك صلاة الجمعة والجماعة كالخوف على نفسه أو أهل بيته أو ماله وقد اختُلِف في الجمع بين الظهر والعصر حال البرد والثلج لوجود المشقة، وسنورد لكم في الفقرات التالية متى يجوز ومتى لا يجوز بالتفصيل. والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة المغرب مع العشاء

حكم الجمع بين الظهر والعصر في السفر

أجمع الجمهور من الشافعية والحنابلة والمالكية عدا الحنفية على جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في السفر إن كان هذا السفر مباحًا لا لقطع طريق ولا لارتكاب فاحشة ولا معصية وذلك لثبوت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه حين قال: “خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا.” [3] ، وإن الجمع للمسافر مباح كأن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، ولكن القصر من السنة فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقصر في السفر أي يصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين ولكنه يصلي المغرب ثلاث ركعات فلا يقصرها، وذلك لأمر المولى عز وجل في كتابه العظيم: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} []  وقد كانت أفعال النبي عليه الصلاة والسلام ترجمان وتبيان لهذه الآية الكريمة وشرحًا وافيًا لمعناها [5]، ومن الشروط التي تجعل جمع الظهرين في السفر جائز هو أن تكون المسافة طويلة حوالي 80 كم عند الجمهور ومن أهل العلم من قال بأقل من ذلك حسب العرف، وأن يكون السفر مباحًا، وأن تكون نية الإقامة أربع أيام فما دونها فإن كانت أكثر لا يجمع ولا يقصر ولا يفطر في رمضان، وأن يبدأ برخص السفر بعد أن يخرج من مدينته لا قبل ذلك، أن يوالي بين الصلاتين جمع تقديم بدون فاصل وقتي طويل وذلك عند البعض، الترتيب بين الصلاتين المجموعتين كأن يصلي الظهر قبل العصر سواء جمع تقديم أو تأخير. والله تعالى أعلم. []

حكم جمع صلاة الظهر والعصر بسبب المطر

إن كان هذا المطر يبلل الثياب ويجعل الأرض فيها من الطين والوحل ما يجعل المصلي يشق عليه الوصول إلى المسجد ليؤدي صلاة الجماعة وبسبب البرد والثلج وذلك في جمع صلاتي المغرب والعشاء عند الشافعية والمالكية والحنابلة ولكن لم يبيح ذلك لجمع صلاتي الظهر والعصر سوى الشافعية وخالفه في ذلك المالكية والحنابلة ولا يخفى أن الحنفية لم يبيحوا الجمع إلا في الحج عند مزدلفة، ولا يخفى أيضًا أن الجمع لا يكون إلا في صلاة الجماعة عند المالكية وذلك لمشقة الوصول إلى المسجد للقيام بصلاة الجماعة إذ لا أثر لها على من يصلي في المنزل بينما أجازه الحنابلة للجماعة والمنفرد على حد سواء لوجود العذر سواء مع مشقة أو بدونها كالسفر [7]، وكذلك لا يجوز للإمام أن يستهين بهذا فلا يجمع بين الصلاتين إن كان المطر في الفجر فيجمع بين صلاتي المغرب والعشاء وقد توقف المطر لأن ذلك من الكبائر كما أخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإن الأصل أن يأتي الإنسان بالصلاة على وقتها، لقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [] ، فإن كانت السيول في الطرقات واشوارع تملأها الوحل والمطر غزير ويشق على الناس الوصول إلى المساجد للجماعة حينها يجوز الجمع بي الظهرين أو العشائين والأفضل ألا يجمع بين الظهرين إلا للضرورة القصوى للخروج من الخلاف بين أهل العلم في ذلك وألا يلجأ المصلي للجمع إلا للضرورة أيضًا حتى لا يناله إثم عظيم بتضييع صلواته عن أوقاتها إن لم يكن لديه عذر. []

شاهد أيضًا: كم مدة الجمع والقصر للمسافر

حكم جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب الدراسة

إن حكم جمع الظهر مع العصر بسبب الدراسة ليس من الأمور الجائزة إلا في الحالات المستعصية جدًا، لأن الدراسة عارض وليست كالمرض والسفر وبإمكان من يدرس أن يقطع دراسته ويقوم للصلاة من غير أن يؤثر بتلك الدقائق القليلة على أمر دراسته، وإن كان في مكان لا يبيح له الخروج للصلاة ولم يستطع ترك المحاضرة فإنه يصلي الظهر ما لم يدخل وقت العصر ولا يجمع، وإن كان في بلد غير مسلم ولا يستطيع أن يستأذن لأداء صلاته وقد يفوته وقت الصلاة فإنه يصلي في مكانه ولو بعينيه ولذلك عليه أن يكون محتاطًا دائمًا ومحافظًا على وضوئه وإن لم تستطع فتيمم وصل والأحوط أن تعيد صلاتك كما عند الشافعية، ولكن ينبغي أن يدرك المسلم بأن الصلاة فرضت عليه ليصليها على وقتها ومن غير استهانة بحقها وذلك لقوله تعالى: { …إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [10] ، لأن الاستهانة بتأديتها على وقتها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وكذلك لا يجوز الجمع بين صلاتين إلا لعذر يبيح الجمع وإلا كان من الكبائر أيضًا، فإن حاولت بكل السبل ولم تستطع أن تصلي الصلاة على وقتها فلا ضير حينها من الجمع ولكن تذكر لا يجوز ذلك ما لم تنعدم أسباب صلاتها على وقتها، والله تعالى أعلم. [11]

حكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب النوم

حكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب النوم ليس جائز لأن النوم ليس من الأسباب التي تبيح الجمع بين الصلاتين وهذا عند الحنابلة وهو أوسع مذهب فقهي أباح في مسألأة الجمع ولكنه استثنى النعاس ونحوه، وبالتالي من كلن له ظروف عمل توجب عليه النوم خلال النهار وبالتالي ينام عن الصلوات فلا يصليها في وقتها ويجمع بينها إذا ما استيقظ وكان هذا ديدن لديه فإن هذا لا يجوز أبدًأ وعليه أن يأخذ بالتدابير التي تعينه على أن يأدية الصلاة على وقتها ويحتسب الأجر عند الله، فإن التفريط بالصلوات من أكبر الكبائر وهو أعظم من ذنب الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، لذلك على المسلم أن يحتاط ويعمل كل ما في وسعه حتى لا يفرط في صلواته على وقتها وألا يتخذ من الجمع بين الصلوات ذريعة ليصلي ويستهين بصلواته التي فرضت بأوقات معينة ويتخذ من تسهيل الله لعباده شماعة يعلق عليها تكاسله وتقصيره، ولكن إن نام غير قاصد لأن يصيع صلاته ودخل وقت الصلاة الأخرى فعليه أن يصليها حال استيقاظه وذلك قبل أن يصلي الأخرى وليس جمعًا وإنما قضاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” مَن نام عن صَلاةٍ أو نَسِيَها فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها.” [12] ، والله ورسوله أعلم. [13]

شاهد أيضًا: كيفية جمع صلاة الظهر والعصر جمع تأخير

عدد ركعات جمع صلاة الظهر والعصر

إن عدد ركعات الجمع بين صلاتي الظهر والعصر هي ثمان ركعات أربع للظهر وأربع للعصر ولا يختلف عددها في الجمع عن عدد ركعات كل منها على حدى وذلك لما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه حين قال: “صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وسَبْعًا جَمِيعًا، قُلتُيا أبَا الشَّعْثَاءِ، أظُنُّهُ أخَّرَ الظُّهْرَ، وعَجَّلَ العَصْرَ، وعَجَّلَ العِشَاءَ، وأَخَّرَ المَغْرِبَ، قالَوأَنَا أظُنُّهُ” [14] ، ولا شك أن عدد ركعات الجمع بين المغرب والعشاء أيضًا هو ذاته ثلاث للمغرب وأربع للعشاء، ما لم يكن المسلم في سفر فيقصر الركعات الرباعية إلى ركعتين وذلك في الظهر والعصر والعشاء ويصلي المغرب ثلاث ركعات كما يصليها في الحالة العادية. والله تعالى أعلم. [15]

شاهد أيضًا: جمع صلاة الظهر والعصر كم ركعة

كيفية الجمع والقصر بين الظهر والعصر

يتم الجمع بين الظهر والعصر تقديمًا وتأخيرًا بأن يصلي المسلم العصر تقديمًا عن وقته وذلك في وقت الظهر قبل حلول وقتها أو يؤخر الظهر حتى يخرج وقتها فيصليها مع صلاة العصر في وقت العصر ويراعى الترتيب بحيث يؤذن للصلاة فيصلي الظهر أربع ركعات ثم يسلم ويجلس للاستغفار ثم يصلي العصر أربع ركعات دون أن يلهو أو يتراخى في الزمن بين الصلاتين، أما القصر بين الظهر والعصر فيكون بقصر الظهر إلى ركعتين وكذلك العصر والعشاء أما المغرب فتبقى ثلاث ركعات ويسن للمسافر القصر كما كان بفعل النبي عليه الصلاة والسلام في كل أسفاره يقصر في صلاته، وذلك فيما رواه عبد الله بن عمر حين قال: “صَحِبْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكانَ لا يَزِيدُ في السَّفَرِ علَى رَكْعَتَيْنِ، وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ كَذلكَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ.” [16] ، والله ورسوله أعلم. [17]

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هل يجوز صلاة الظهر والعصر معا، تناولنا فيه حكم الجمع بين الظهر والعصر في حال السفر والمطر والدراسة والنوم، وبينا فيها عدد ركعات الجمع بين الظهر والعصر وكذلك كيفية الجمع والقصر بين الظهر والعصر، نسأل الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال ويعينكم على الإلتزام بشرعه وسنة نبيّه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، جمع الصلوات، 11/04/2023
  2. ^ islamqa.info، الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلاتين وحكم الجمع لوجود الجليد، 11/04/2023
  3. ^ صحيح مسلم، معاذ بن جبل،مسلم،706،صحيح
  4. ^ سورة النساء، الآية: 101
  5. ^ islamweb.net، جمع الصلوات في السفر وغيره، 11/04/2023
  6. ^ islamqa.info، شروط الجمع بين الصلاتين في السفر، 11/04/2023
  7. ^ islamweb.net، حكم جمع الصلوات في المطر، 11/04/2023
  8. ^ سورة البقرة، الآية: 238
  9. ^ binbaz.org.sa، ضابط جمع الصلوات في المطر، 11/04/2023
  10. ^ سورة النساء، الآية: 103
  11. ^ islamweb.net، هل يجمع الصلاة بسبب ظروف الدراسة، 11/04/2023
  12. ^ فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين، أبو هريرة،ابن عثيمين،4/109،ثابت
  13. ^ islamweb.net، ليس النوم من مبيحات الجمع بين الصلاتين، 11/04/2023
  14. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عباس،البخاري،1174، صحيح
  15. ^ islamweb.net، عدد ركعات الجمع، 11/04/2023
  16. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر،البخاري، 1102،صحيح
  17. ^ wikiwand.com، صلاة المسافر، 11/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *