عناصر المقال
حديث عن الانضباط الذاتي والمدرسي من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس، وخصوصًا من المدرسين أو الطلاب، فقد يرغب بعض المدرسين بتشجيع الطلاب وتوجيه مثل هذه الأحاديث للطلاب، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الانضباط وتعريفه، وسوف يتم إدراج أحاديث عن الانضباط، وحديث عن الانضباط الذاتي، وحديث عن الانضباط المدرسي، بالإضافة إلى آيات قرآنية عن الانضباط وما إلى هنالك من أمور متعلقة أخرى.
تعريف الانضباط
يشير مفهوم الانضباط بشكل عام إلى سيطرة الإنسان على ذاته والتحكم بها وبتصرفاته كلها من أجل تطوير وتحسين شخصيته، ومن أنواع الانضباط هو ضبط الذات أو ضبط النفس والذي يشير إلى سيطرة الإنسان على رغباته ومشاعره وأفعاله من خلال الصبر والتصبر وعدم الانجرار وراء الانفعالات، وقد وردت الإشارة إلى مفهوم الانضباط والالتزام في الإسلام في كثير من المواضع، وقد ظهر ذلك جليًا سواء في النصوص الدينية أو الأفعال أو العبادات، والتي تحمل كلها مفاهيم الانضباط والالتزام، فقد وقَّت الله تعالى للمسلمين الصلاة خمس مرات في اليوم، وهنالك فريضة الصيام التي يصوم فيها المسلمون شهرًا كاملًا، يمتنعون فيه عن الطعام من طلوع الشمس حتى غيابها، وذلك بانضباط ونظام واضح،وهذا كله يعود المسلم على الانضباط في مختلف شؤون حياته من خلال التزامه بالفرائض والعبادات التي فرضها الله تعالى عليه.[1]
حديث عن الانضباط
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية الانضباط في حياة المسلم، فقد جاءت الأحاديث النبوية لتكمل ما جاء به القرآن الكريم، وكلاهما يطلب من المسلم الالتزام والانضباط في حياته سواء الدينية أو الدنيوية، وقد حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانضباط والالتزام والاستقامة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أكثر من حديث عن الانضباط:
- عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: “قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ”،[2] حيث يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الاستقامة والانضباط هما طريق النجاة، فمن كان منضبطًا ومستقيمًا في أداء العبادات والفرائض غيرها من أمور حياته سوف يكون من الناجحين والناجين في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”، وجاء في صيغة أخرى، قال:”ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فهو منافقٌ، وإنْ صام وصلَّى وزعَم أنَّه مسلمٌ: مَن إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا ائتُمِن خان”،[3] وهذا الحديث أيضًا يشير إلى أهمية الالتزام بالعهود والصدق في الكلام وحفظ الأمانة وضبط النفس عند الغضب، فمن لم يتمكن من ضبط نفسه والتحكم بها عند الغضب وراح يفجر قد يكون من المنافقين، ولذلك يحثُّ هذا الحديث على الانضباط في العديد من الأمور والتي تجسد مختلف جوانب حياة الإنسان.
حديث عن الانضباط الذاتي
إنَّ الانضباط الذاتي من أهم الأمور في حياة المسلم، فأداء العبادات كما أراد الله تعالى، والابتعاد عن المعاصي والآثام والمحرمات يحتاج إلى انضباط ذاتي كبير، يتمكن فيه المسلم من السيطرة على نفسه، ومن الأحاديث التي تشير إلى الانضباط الذاتي ما ورد في الحديث عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ”،[4] فاغتنام العمر والعمل والمال والجسم والإنفاق والسعي في طرق ووجوه الخير، كل ذلك يحتاج إلى انضباط كبير، وخصوصًا اغتنام العمر والوقت، فالوقت هو الإنسان إذا ما راح منه يوم وانقضى اقترب الإنسان من نهايته، والانضباط هو الذي يساعده على اغتنام الوقت بالشكل الصحيح الذي يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
حديث عن الانضباط المدرسي
هنالك الكثير من الأحاديث النبوية التي أشارت إلى ضرورة الالتزام بطلب العلم والانضباط في ذلك، وقد استخلص منها الفقهاء ما يشير إلى الانضباط وما يتعلق به في طلب العلم، ومن أشهر الأحاديث التي وردت في الانضباط المدرسي وطلب العلم ما رواه أبو الدراداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”،[5] حيث يؤكد فيه النبي عليه الصلاة والسلام على فضل العالم والمتعلم وطلب العلم، وهذا يدفع المسلم إلى الانضباط في المدرسة رغبةً وطمعًا في اغتنام الفضل العظيم، واتباعًا لنهج النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
آية قرآنية عن الانضباط
لقد جاء الإسلام برسالة عظيمة تحثُّ على الانضباط في كثير من الجوانب والأمور، وخصوصًا في جانب العبادة إذ تتطلب مختلف الفرائض والعبادات إلى كثير من الانضباط، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تحثُّ المسلمين على الانضباط والالتزام والاستقامة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج آيات قرآنية عن الانضباط:
- قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”،[6] فهذه الآية تشير إلى أنَّ القمر وتبدل أحواله هو توقيت ونظام للبشر، وعليهم الالتزام به، وبالتالي تشير إلى أهمية الانضباط والالتزام في الحياة بشكل عام.
- قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ”،[7] وهنا أيضًا يؤكد الله تعالى أن الانضباط والاستقامة من الأمور التي تدخل صاحبها الجنة، لأنه يلتزم بما أمره الله تعالى، وهذا الانضباط والالتزام ينسحب على جميع تفاصيل حياة الإنسان.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث عن الانضباط الذاتي والمدرسي وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن الانضباط وتعريف الانضباط، وتم إدراج أكثر من حديث عن الانضباط الذاتي والانضباط المدرسي مع الشرح بشكل مبسط، كما تم إدراج أكثر من آية قرآنية عن الانضباط وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة الأخرى.
المراجع
- ^ islamonline.net، الانضباط الذاتي الطريقة المثلى للإنجاز، 20/01/2024
- ^ صحيح مسلم، سفيان بن عبدالله الثقفي، مسلم، 38، صحيح
- ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمرو، البخاري، 34، صحيح
- ^ صحيح الترغيب، أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الألباني، 3592، صحيح
- ^ صحيح أبي داود، أبو الدرداء، الألباني، 3641، صحيح
- ^ سورة البقرة، الآية 189
- ^ سورة فصلت، الآية 30
التعليقات