حديث الرسول عن القسط الهندي وشرحه

حديث الرسول عن القسط الهندي وشرحه هذا الحديث النبوي الشريف الذي يهتم كثير من المسلمين بمعرفة ما يحمل من معانٍ وأحكام مهمة، حيث يُوضح هذا الحديث الفوائد الكبيرة التي يحملها القسط الهندي، ولذلك سوف نخصص هذا المقال للحديث عن هذا الحديث وصحته وسوف نمر على شرح هذا الحديث كما شرحه علماء المسلمين حيث نوضح منه المعاني والأحكام الشرعية الواردة، كما سوف نمر على أقوال العلماء عن حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن القسط الهندي.

حديث الرسول عن القسط الهندي

ورد هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برواية أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد أورده الألباني في السلسلة الصحيحة، وورد أيضًا في صحيح البخاري، وفيما يأتي نذكر المتنين اللذين ورد بهما في هذين الكتابين:

• في السلسلة الصحيحة للألباني: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قال: ” خيرُ ما تداويتُم بهِ الحجامةُ، والقسطُ البحرِيّ، ولا تعذبوا صبيانكُم بالغمزِ”. ^[1]
• في صحيح البخاري للإمام البخاري: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال: ” أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ. وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ”. ^[2]
• في صحيح البخاري للإمام البخاري أيضًا: عن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها: “أنَّهَا أتَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بابْنٍ لَهَا قدْ أعْلَقَتْ عليه مِنَ العُذْرَةِ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: علَى ما تَدْغَرْنَ أوْلَادَكُنَّ بهذا العِلَاقِ، علَيْكُم بهذا العُودِ الهِنْدِيِّ، فإنَّ فيه سَبْعَةَ أشْفِيَةٍ، منها ذَاتُ الجَنْبِ يُرِيدُ الكُسْتَ، وهو العُودُ الهِنْدِيُّ، وقَالَ يُونُسُ، وإسْحَاقُ بنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَلَّقَتْ عليه”. ^[3]

صحة حديث الرسول عن القسط الهندي

إنّ حديث النبي -صلّى الله عليه وسلَّم- عن القسط البحري هو حديث صحيح، حيث ورد في صحيح الإمام البخاري والذي هو أصحّ الكتب التي جمعت الأحاديث النبوية الشريفة عبر تاريخ الإسلام، والحديث من رواية الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه. ^[4]

شرح حديث الرسول عن القسط الهندي

جاء في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ أفضل ما يُتداوى به القسط البحري، والقسط البحري أو القسط الهندي هو العود الهندي وهو عشبة من الأعشاب، وجاء في الحديث أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نهى المسلمين عن تعذيب الصبيان بالعصر باليد من العذرة، والعذرة هي قرحة تخرج بين الأنف والحلق، كان الناس قديمًا يعصرونها بأيديهم فيخرج منها الدم والبلغم، فأرشدهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى استعمال العود الهندي في التداوي من هذه العذرة، فهو دواء لا يسبب الألم ولا المشقة، والله تعالى أعلم. ^[4]

أقوال العلماء عن حديث الرسول عن القسط الهندي

وردتِ العديد من أقوال أهل العلم عن حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن القسط الهندي، وهذه الأقوال هي: ^[5]

• قال ابن حجر رحمه الله تعالى: “كَذَا وَقَعَ الِاقْتِصَارُ فِي الْحَدِيثِ مِنَ السَّبْعَةِ عَلَى اثْنَيْنِ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَكَرَ السَّبْعَةَ، فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي، أَوِ اقْتَصَرَ عَلَى الِاثْنَيْنِ؛ لِوُجُودِهِمَا -حِينَئِذٍ- دُونَ غَيْرِهِمَا، وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاءُ مِنْ مَنَافِعِ الْقُسْطِ: أَنَّهُ يُدِرُّ الطَّمْثَ وَالْبَوْلَ وَيَقْتُلُ دِيدَانَ الْأَمْعَاءِ وَيَدْفَعُ السُّمَّ وَحُمَّى الرِّبْعِ وَالْوِرْدِ وَيُسَخِّنُ الْمَعِدَةَ وَيُحَرِّكُ شَهْوَةَ الْجِمَاعِ وَيُذْهِبُ الْكَلَفَ طِلَاءً، فَذَكَرُوا أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةٍ، وَأَجَابَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ: بِأَنَّ السَّبْعَةَ عُلِمَتْ بِالْوَحْيِ، وَمَا زَادَ عَلَيْهَا بِالتَّجْرِبَةِ، فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا هُوَ بِالْوَحْيِ لِتَحَقُّقِهِ، وَقِيلَ: ذَكَرَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ بِتَفَاصِيلِ ذَلِكَ”.
• قال الحافظ بن حجر أيضًا في شرحه معنى العذرة: “وَأَمَّا الْعُذْرَةُ فَهِيَ وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ يَعْتَرِي الصِّبْيَانَ غَالِبًا، وَقِيلَ هِيَ قُرْحَةٌ تَخْرُجُ بَيْنَ الْأُذُنِ وَالْحَلْقِ أَوْ فِي الْخُرْمِ الَّذِي بَيْنَ الْأَنْفِ وَالْحَلْقِ”.
• قال ابن القيم رحمه الله: “الْقُسْطُ نَوْعَانِ، أَحَدُهُمَا: الْأَبْيَضُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْبَحْرِيُّ، وَالْآخَرُ الْهِنْدِيُّ، وَهُوَ أَشَدُّهُمَا حَرًّا، وَالْأَبْيَضُ أَلْيَنُهُمَا، وَمَنَافِعُهُمَا كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَهُمَا يُنَشِّفَانِ الْبَلْغَمَ، قَاطِعَانِ لِلزُّكَامِ، وَإِذَا شُرِبَا نَفَعَا مِنْ ضَعْفِ الْكَبِدِ وَالْمَعِدَةِ وَمِنْ بَرْدِهِمَا، وَمِنْ حُمَّى الدَّوْرِ وَالرِّبْعِ، وَقَطَعَا وَجَعَ الْجَنْبِ، وَنَفَعَا مِنَ السُّمُومِ، وَإِذَا طُلِيَ بِهِ الْوَجْهُ مَعْجُونًا بِالْمَاءِ وَالْعَسَلِ، قَلَعَ الْكَلَفَ، وَقَالَ جالينوس: يَنْفَعُ مِنَ الْكُزَازِ، وَوَجَعِ الْجَنْبَيْنِ، وَيَقْتُلُ حَبَّ الْقَرَعِ، وَقَدْ خَفِيَ عَلَى جُهَّالِ الْأَطِبَّاءِ نَفْعُهُ مِنْ وَجَعِ ذَاتِ الْجَنْبِ، فَأَنْكَرُوهُ ، وَلَوْ ظَفِرَ هَذَا الْجَاهِلُ بِهَذَا النَّقْلِ عَنْ جَالِينُوسَ لنزله مَنْزِلَةَ النَّصِّ، كَيْفَ وَقَدْ نَصَّ كَثِيرٌ مِنَ الْأَطِبَّاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ عَلَى أَنَّ الْقُسْطَ يَصْلُحُ لِلنَّوْعِ الْبَلْغَمِيِّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ، ذَكَرَهُ الخطابي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ”.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي عرضنا فيه نص حديث الرسول عن القسط الهندي وشرحه ومررنا بالتفصيل على مدى صحة هذا الحديث والمحدثين الذين ذكروا والرواة الذين رووه وخلاصة حكم المحدثين فيه.