عناصر المقال
هل ورد حديث شريف عن متلازمة داون، فمتلازمة داون من أشهر الأمراض التي تصيب الناس منذ ولادتهم لأسباب كثيرة تصيبهم أثناء الحمل فتؤدي لولادة الأطفال مصابين بهذا المرض، ولا شكّ أنّ الإسلام منح ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة خاصّة كونهم أقل قدرة على أداء ما يُطلب إليهم من الأشخاص الأسوياء، وفي هذا المقال نتوقف مع حديث حول متلازمة داون ودور الإسلام في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
حديث شريف عن متلازمة داون
لم يرد في السنة النبوية الشريفة حديث حول متلازمة داون، ربما لأنّها لم تكن معروفة آنذاك، أو ربما لم تكن منتشرة بين العرب، ولكن ورد في السنة النبوية كثير من الأحاديث التي تحثّ على العطف على ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هذه الأحاديث:
- قوله صلى الله عليه وسلم: “(ليس مِن نفسِ ابنِ آدَمَ إلَّا عليها صدقةٌ في كلِّ يومٍ طلَعَت فيه الشَّمسُ) قيل: يا رسولَ اللهِ ومِن أينَ لنا صدقةٌ نتصدَّقُ بها؟ فقال: (إنَّ أبوابَ الخيرِ لكثيرةٌ: التَّسبيحُ والتَّحميدُ والتَّكبيرُ والتَّهليلُ والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عنِ المنكَرِ وتُميطُ الأذى عن الطَّريقِ وتُسمِعُ الأصَمَّ وتَهدي الأعمى وتدُلُّ المستدِلَّ على حاجتِه وتسعى بشدَّةِ ساقَيْكَ مع اللَّهفانِ المستغيثِ وتحمِلُ بشدَّةِ ذراعَيْكَ مع الضَّعيفِ فهذا كلُّه صدقةٌ منك على نفسِك)”.[1]
- قوله صلى الله عليه وسلم: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ”.[2]
- قوله صلى الله عليه وسلم: “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”.[3]
شاهد أيضًا: حديث يدل على محبه الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار
آية قرآنية عن ذوي الاحتياجات الخاصة
إنّ قدر ذوي الاحتياجات الخاصة في القرآن الكريم جاء بصيغة التكريم لهم ورفع الحرج عنهم في كثير من المواضع، ومن تلك المواضع ما يأتي:
-
قوله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}.[4]
-
قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللهِ}.[5]
-
قوله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[6]
-
قوله تعالى: {لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ}.[7]
حديث نبوي عن ذوي الاحتياجات الخاصة
من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على الاهتمام بذوي القدرات الخاصة:
-
في الحديث الذي يرويه مصعب بن سعد -رضي الله عنهما- قال: “رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عنْه أنَّ له فَضْلًا علَى مَن دُونَهُ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ؟!”.
-
في الحديث الذي يرويه مصعب بن سعد -رضي الله عنهما- قال: “إنَّما يَنصُرُ اللهُ هذه الأُمَّةَ بضَعيفِها، بدَعْوتِهم، وصَلاتِهم، وإخلاصِهم”.
-
قوله صلى الله عليه وآله وسلم مخاطبًا بني سلمة: “من سيِّدُكم يا بني سلمةَ ؟ قلنا : جدُّ بنُ قيسٍ على أنَّا نُبخِّلُه، قال : و أيُّ داءٍ أَدْوَى من البخلِ ؟ بل سيِّدُكم عمرو بنُ الجموحِ”، وكان عمرو بن الجموح أعرجَ، ولكنّ عرجه لم يؤخّره ليكون كفؤًا لسيادة قومه.
-
في الحديث الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةً كانَ في عَقْلِهَا شيءٌ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَقالَ: يا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ، فَخَلَا معهَا في بَعْضِ الطُّرُقِ، حتَّى فَرَغَتْ مِن حَاجَتِهَا”.
شاهد أيضًا: حديث شريف عن اللغة العربية الفصحى واهميتها 1444-2022
علماء مسلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة
لقد تبوّأ كثير من المسلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة مراكز عالية في الشريعة الإسلامية، واستطاعوا أن يبلغوا رتبة في العلم لم يبلغها غيرهم ولم يُعِقهم الضرر الذي فيهم، ومنهم ما يأتي:
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: وهو من الصحابة وكان قصير القامة وشديد النحول ويكاد الجالسون يرتفعون فوقه في الطول، ولكنّه كان من علماء الصحابة الذي يرجع الناس إليهم في الفتوى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
- معاذ بن جبل رضي الله عنه: وهو من الصحابة واعلم الأمة بالحلال والحرام، كان به عرج ولكنّه لم يمنعه من بلوغ رتبة عالية في العلم وأن يكون سفير النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن ليعلّمهم الحلال والحرام.
- قتادة بن دعامة السدوسي: وهو من التابعين من السلف الصالح، كان به عرج ولكنّه لم يمنعه من أن يكون احد علماء الأمّة من أعلم الناس بتفسير القرآن الكريم بما أخذه من علم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عطاء بن رباح: وهو من التابعين من السلف الصالح، وكان إمام أهل مكة وأحد أئمة الإسلام المعدودين، وكان به عرج وشلل، ولكنّه لم يمنعه من بلوغ تلك الرتبة من العلم الإعاقة التي كانت فيه.
وإلى هنا يكون قد تم مقال حديث شريف عن متلازمة داون بعد الوقوف على الأحاديث النبوية التي تحدثت عن الذين بهم إعاقات، وبعد الوقوف على دور ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الإسلامي وأبرز من كان منهم من العلماء خلال التاريخ.
التعليقات