عناصر المقال
شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا لابن الفارض، وهو ما سوف نسلط عليه الضوء في هذا المقال، إذ تصنّف هذه القصيدة لابن الفراض على أنها قصيدة غزلية، ويخيل إلى قارئها أنها تخاطب إنسانا حقيقيا لا إلهًا خالقًا، ويبحث الكثير من الأشخاص عن شرح لهذه الأبيات إذ يجد البعض صعوبة في فهم معانيها ومفرداتها، وسنقوم بشرح أبياتها في هذا المقال وعبر موقع تصفح، وسنذكر نبذة عن الشاعر، وشرح المفردات الصعبة، بالإضافة إلى توفير جميع المعلومات على شكل ملف بصيغة pdf.
من هو كاتب قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا
إن كاتب قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا هو الشاعر ابن الفارض، واسمه الكامل هو أبو حفص شرف الدين عمر بن علي بن مرشد الحموي، ولد في مصر في عام 1181 للميلاد، ويعتبر أحد أشهر الشعراء المتصوفين، وكانت أشعاره غالبها في العشق الإلهي، حتى إنه لقب بـ “سلطان العاشقين”، والده من حماة في سوريا، وهاجر لاحقاً إلى مصر، وقد رحل الشاعر ابن الفارض رحل إلى مكة في غير أشهر الحج، واعتزل في واد بعيد عنها، وفي عزلته تلك نظم معظم أشعاره في الحب الإلهي، حتى عاد إلى مصر بعد خمسة عشر عامًا، فأقام بقاعة الخطابة بالأزهر، وقصده الناس بالزيارة، حتى إن الملك الكامل كان ينزل لزيارته، ويقال إنه كان جميلاً نبيلا، حسن الهيئة والملبس، حسن الصحبة والعشرة، رقيق الطبع، وما يميزه أنّه كان فصيح العبارة، سلس القياد، سخياً جواداً، وقد توفي في عام 1234 للميلاد في القاهرة.[1]
شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا
يندرج نص قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا من حيث الموضوع حول العشق الإلهي، وهو غرض انفرد به الشعر الصوفي، فهو غرض جديد مستحدث عند أهل التصوف والمحبة، كما هو الحال مع الشاعر ابن الفارض، فمن يقرأ القصيدة لأول مرة دون أن يطلع على حياة الشاعر وتفكيره ومذهبه الذي يعتنقه لظن أن ابن الفارض يتغزل في إحدى محبوباته، ولكنه في هذه القصيدة يخاطب الله تعالى كأحد الأشخاص المقربين إلى قلبه طالبا منه التجلي إليه لرؤيته والتمتع بروعة حسنه وجماله وفيما يأتي سنقوم بشرح هذه القصيدة بشكل بسيط وسلس، وعدد أبياتها أحد عشر:
- زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً **** وارحمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّراً
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً **** فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي: لن تَرَى
يصور الشاعر في هذه الأبيات الحب الإلهي وما يصحبه من حيرة ودهش وانبهار ونزوع إلى الموت، ولا يسأل الزيادة في الحب فقط وإنما طلب من الله زيادة في الإفراط في هذا الحب حين جمع بين هاتين الكلمتين “زدني بفرط”، والشاعر يطلب من الله أن يصل إلى مرحلة عالية من العشق إلى أن يشعر بتلك اللذة التي تغيبه عن الحياة، وتفنيه من الوجود، ويتمنى ابن الفارض، ويطلب من الله، ويرجو رؤيته رؤية حقيقية واقعية في صورته كما هو عليها.
- يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ **** صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة، فَمُتْ بِهِ **** صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
يصوّر الشاعر في هذين البيتين معاناة العشق الإلهي، وكيف أنه يحتاج إلى صبر ومكابدة حتى يصل إلى ما يطمح إليه من الفناء وهو التخلي عن صفات البشرية ليحمل سمات الألوهية بدلاً من سمات البشرية، الأمر الذي يجعل منه لذة تجري على المرء. والموت الذي أشار إليه في البيت الثاني يرمز إلى “الفناء التام” أو ما يسمى بالموت الاختياري، فمن شدة الحب يغيب الصوفي عن الوعي حتى ينسى كل شيء، وينسى نفسه، ولا ينظر إلا إلى محبوبه حتى يظن أنه اتحد بمحبوبه وامتزج به.
- قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن … بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى ؛
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا، … وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
يعتبر البيت الأول جامعاً لمن مضى ولمن يأتي ولمن هو موجود مع المتكلم في زمانه من أهل المحبة، فهو يخبر السالكين في هذا الطريق عن النتيجة التي وصل إليها في المعرفة بأن الوجود واحد، فيقول لهم لن تصلوا إلى هذه المعرفة إلا بالاستماع لي والاقتداء بسلوكي، وقد اختص الشاعر نفسه دون غيره بالأخذ عنه والاقتداء به والسماع له في كل ما يقوله ويفعله، ويطمح أن يتحدث الناس عن صبابته وعشقه وعن كل أحواله وسكناته وهمساته وأفعاله وأقواله.
- ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا … سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا … فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
يخبرنا الشاعر أن السبب وراء طلبه بأن نأخذ ونسمع عنه هو أنه وصل إلى درجة كبيرة وهي الخلوة مع الحبيب ويقصد به الله عز وجل، فالخلوة عند الصوفية هي انقطاع عن البشر لفترة محدودة، وترك للأعمال الدنيوية لمدة يسيرة، كي يتفرغ القلب من هموم الحياة التي لا تنتهي، ويستريح الفكر من المشاغل اليومية التي لا تنقطع، ثم ذكرٌ لله تعالى بقلب حاضر خاشع، ويصف لنا ابن الفارض ما حدث معه في هذه الخلوة، وكيف أن محبوبه أطلق نظرة نحو طرف عيهن ليؤكد لنا ما أكده في البيت السابق أن هذه اللمحة الخاطفة والسريعة لا يدركها إلا من وصل إلى منزلة عالية بسبب الذكر وشدة العبادة، ثم يلمح الشاعر كيف أثرت فيه هذه الخلوة والانعزال عن الناس من أجل العبادة، وكيف أنها كانت سببا في شهرته.
- فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ **** وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً
فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ **** تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً **** ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً
ويستمر الشاعر في سرد الوقائع التي حدثت له نتيجة خلوته مع ربه، إذ إنه أصيب بالدهشة وهي ذهاب العقل من الذهول والوله، وهذا المقام الذي يسعى إليه، وقد أكد أن تكرار الملاحظة والمراقبة في وجه ذلك المحبوب، حتى تتمكن من مشاهدة حسنه وجماله؛ لأنه ليس كل من أدار لحاظه يرى وجه الحق مالم يره الحق تعالى وجهه بمحض فضله وإحسانه، ثم يصف لنا جمال الإله، فيقول لو اجتمع كل الجمال الموجود في هذا الكون ليصبح صورة واحدة من الجمال، ثم رأى حسن الله وجماله لهلل، وكبر من شدة جمال الله.
معاني المفردات الصعبة في قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا
سوف نقوم في النقاط الآتية بشرح معاني المفردات الصعبة في قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا للشاعر الصوفي ابن الفارض:
- لظى: لهبُ النار الخالص لا دُخانَ فيه.
- تسعرا: يزداد ويشتد.
- تضجر: تمل.
- الغرام: الحب الشديد.
- أشجاني: أحزاني.
- صبابتي: حرقتي ولوعتي.
- الورى: البشر.
- أباح: أظهر وكشف.
- منكّرا: غير معروف.
- مهللا: الصياح بصوت عال عند الفرح.
تحليل قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا
فيما يأتي سنقوم بتحليل قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا بشكل مفصل:
- تعتبر هذه القصيدة إحدى قصائد ديوان “ابن الفارض”، والذي يحتوي على ست عشرة قصيدة، وهو الكتاب والديوان الوحيد الذي جمع فيه “ابن الفارض” تجربته الصوفية ومع ذلك يمثل هذا الديوان تجربة من أروع وأجمل تجارب الحب الإلهي في التصوف الإسلامي، وأصبح علامة بارزة في شعر التصوف الإسلامي.
- يندرج النص فنيا تحت القصيدة العربية الكلاسيكية التي تلتزم وزنًا واحدًا وقافية واحدة.
- يدور موضوع القصيدة حول العشق الإلهي، وهو غرض انفرد به الشعر الصوفي.
- يؤكد الشاعر على أن حبه لله عز وجل طغى على كل شيء فيه، وأنه يستلذ بهذا بل يطلب منه الزيادة فيه ويطلب من قلبه الصبر فللشاعر هنا حنين وشوق كبيران لله عز وجل.
- تتوزع العناصر المشكلة للعنوان وفق نموذج تواصلي، يكشف على مدى حرص الشاعر لتعميق هذا النموذج وجعل القصيدة برمتها تتحرك في نطاقه.
الأفكار الرئيسة في قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا
وردت في القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسية والتي يمكن أن نذكرها لكم على النحو الآتي:
- الفكرة الأولى: وهي التوجه إلى الله عز وجل بالتماس الدعاء والطلب.
- الفكرة الثانية: وهي التوجه إلى القلب والحديث معه وسلوانه.
- الفكرة الثالثة: العودة إلى تذكر خلواته، وما كان يجد فيها من طيب أنس بحبيبه وما كان يفتح عليه به من أسراره وفيوضاته ورحماته.
- الفكرة الرابعة: يعود ويخاطب القلب من جديد ويطلب منه التماس محاسن محبوبه، ويختم القصيدة بحكمة من أروع الحكم.
شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيراpdf
يرغب العديد من الأشخاص في الحصول على شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا للشاعر الصوفي ابن الفارض على شكل ملف بصيغة pdf بهدف استخدامه لأهداف وغايات متنوعة ومختلفة، كما هو الحال عندما يتم نسخها أو الاحتفاظ به على الهاتف المحمول، أو على جهاز الحاسوب واستخدامه في أوقات لاحقة لأغراض مختلفة، كما يرغب به الناس من أجل طباعته وتوزيعه في الصفوف الدراسية أو الجامعة، أو من أجل الاستفادة منه في إعداد تحليل ومعرفة تحليل أهم النقاط وشرح المفردات الصعبة في هذه القصيدة، أو من أجل كتابة بحث عن القصيدة بشكل مفصل وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، ويمكن الحصول على شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا لابن الفارض على شكل ملف بصيغة pdf، والذي يمكنك تحميله من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان شرح قصيدة زدني بفرط الحب فيك تحيرا لابن الفارض، والذي قدمنا لكم فيه نبذة عن الشاعر الصوفي ابن الفارض، وعرضنا لكم شرح الأبيات بشكل مبسط وسهل، كما ذكرنا لكم شرح معاني المفردات الصعبة التي وردت فيها، بالإضافة إلى تحليل بعض نقاط القصيدة، وقمنا بتوفير المعلومات السابقة جميعها على شكل ملف بصيغة pdf.
المراجع
- ^ aldiwan.net، ابن الفارض، 03/09/2023
التعليقات