حديث الرسول عن مدائن صالح ودرجة حديث إلا أن تكونوا باكين

حديث الرسول عن مدائن صالح ودرجة حديث إلا أن تكونوا باكين من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار من المسلمين، حيث تنتشر كثير من الأحاديث بين المسلمين دون أن يتم التأكد من صحتها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن مدائن صالح، وسوف يتم إدراج حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول مدائن صالح، وسوف نعرف ماذا قال الرسول عن مدائن صالح، وحكم زيارة أماكن القوم المعذبين وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

معلومات عن مدائن صالح

تعتبر مدائن صالح أحد أشهر وأهم المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، وقد كانت تعرف قديمًا باسم الحِجر، تقع مدائن صالح في شمال غرب المملكة العربية السعودية في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، وقد احتلت موقعًا استراتيجيًا في الطريق الذي كان يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام ومصر والبلاد الرافدين، ولذلك أخذت المدائن أهمية تاريخية لأنها كان في طريق التجارة القديم لبلاد الشام، واسم الحجز هو الذي ذكر في القرآن الكريم في إشارة إلى مساكن قوم ثمود بين المدينة المنورة وتبوك، وقوم ثمود الذين آمنوا بالنبي صالح ثم عقروا الناقة وارتدوا عن دينه،  وقد كانت المدائن من أهم حواضر ومدن مملكة الأنباط بعد العاصمة البتراء في المملكة الأردنية الهاشمية.

وهي أيضًا أكبر مستوطنة للأنباط في شبه الجزيرة العربية وتبعد عن البتراء نحو 500 كيلو متر، وقد نشأت قبل الإسلام، وكانت فترة ازدهارها في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وبعد انهيار مملكة الأنباط على يد الرومان في عام 106م، بقيت مدائن صالح حسب بعض المصادر حتى القرن الرابع الميلادي، حيث كانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شهب الجزيرة العربية، وتضم مدائن صالح 153 واجهة حجرية منوحة في الصخور، بالإضافة إلى العديد من الآثار الإسلامية مثل بعض القلاع القديمة، وبقايا خط سكة حديد الحجاز بالإضافة إلى محطة وقاطرات وغير ذلك، وقد تم تسجيل الموقع في مواقع التراث العالمي في عام 2008م، وكان أول موقع في السعودية مسجلًا ضمن مواقع التراث العالمي.^[1]

حديث الرسول عن مدائن صالح

وردت كثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هنالك كثير من الأقوال التي نُسبت إليه عليه الصلاة السلام ويرددها الناس من دون علم، ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيَّ حديث يذكر فيه مدائن صالح، ولكنه الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عن ديار ومساكن القوم المعذبين وخصوصوًا مساكن الحجر وهي التي تسمى اليوم مدائن صالح، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِ الحِجْرِ: لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أصَابَهُمْ”.^[2]

درجة حديث لا تدخلوا مدائن صالح إلا وأنتم تبكون

إنَّ الحديث بهذا اللفظ: “لا تدخلوا مدائن صالح إلا وأنتم تبكون فإن لم تبكوا فتباكوا”، لا وجود له في كتب الحديث وغير معروف، وقد أشار العلماء أنه غير موجود على الإطلاق بذكر مدائن صالح، ولذلك يعتبر من المنكرات إذا ما تمَّ ذكره بهذا اللفظ، حيث أنَّ تسمية مدائن صالح لم تكن معروفة هكذا لدى السلف وفي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تسمية جديدة، وقد كانت المنطقة تسمى باسم أصحاب الحجر، وقد ورد في الحديث في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ لأصْحَابِ الحِجْرِ: لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ القَوْمِ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فلا تَدْخُلُوا عليهم؛ أنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أصَابَهُمْ”،^[3] وفي رواية أخرى في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “مَرَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الحِجْرِ، فَقالَ لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصَابَهُمْ ثُمَّ زَجَرَ فأسْرَعَ حتَّى خَلَّفَهَا”.^[4]

حديث الرسول عن مدائن صالح ابن باز

أشار ابن باز رحمه الله تعالى أيضًا إلى أن الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر مدائن صالح بهذا اللفظ، ولكن ذكر لفظ القوم المعذبين في إشارة إلى مدائن صالح والتي كانت تسمى قديمًا أصحاب الحجر، وهو حديث صحيح ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما سبق، وأشار الشيخ إلى الحديث في سنده مقال ولكن المقصود منه أنه إذا أراد المسلم أن يمرًّ على ديار القوم المعذبين مثل مدائن صالح أن يمر بسرعة مرور الكرام فقط إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولكن إذا لم يكن هنالك ضرورة لزيارة هذه الأماكن يفضل عدم زيارتها والله أعلم.^[5]

حكم زيارة أماكن القوم المعذبين

وردت أقوال عديدة من العلماء والفقهاء المسلمين في حكم زيارة مساكن القوم المعذبين، ولكن الراجح عند أهل العلم أن يجوز دخول أماكن القوم المعذبين وديار العذاب على أن يكون الإنسان في حالة من البكاء والخوف، وذلك خوفًا من الله تعالى وتذكرًا للعذاب الذي أوقعه بالأقوام السالفة، وذهب البعض إلى عدم جواز الدخول إلا لحاجة، وقد ورد عن الحافظ ابن حجر قوله: “إلا أن تكونوا باكين ليس المراد الاقتصار في ذلك على ابتداء الدخول بل دائماً عند كل جزء من الدخول، وأما الاستقرار فالكيفية المذكورة مطلوبة فيه بالأولوية، ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار، فكأنه امرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وأمهالهم مدة طويلة، ثم إيقاع نقمة بهم وشدة عذابه، وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك”.^[6]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث الرسول عن مدائن صالح ودرجة حديث إلا أن تكونوا باكين وقد تعرفنا على أهم المعلومات والتفاصيل عن مدائن صالح في المملكة العربية السعودية، وعلى درجة حديث لا تدخلوا مدائن صالح، وعلى حكم زيارة أماكن القوم المعذبين وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.