عبارات عن نقل الكلام بين الناس

عبارات عن نقل الكلام بين الناس
عبارات عن نقل الكلام بين الناس

عبارات عن نقل الكلام بين الناس، إنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد نهى عن نقل الكلام والنَّميمة بأشكالها كلِّها؛ لأنَّها مرضٌ خطيرٌ ينتشر في المجتمعات انتشارَ النَّارِ في الهشيم ويقطِّعُ أواصرَ المودَّةِ والرَّحمةِ بينَ الأحبَّةِ وأبناءِ المجتمعِ الواحدِ ويزرعُ بذورَ الكراهيةِ والحقدِ والتَّفرقةِ فيما بينهم، لذا سنتطرَّق في هذا المقال إلى هذا المرض، وسنسلِّط الضَّوءَ على العبارات الَّتي أشارت إلى خطورته، وعلى حكمه وأنواعه وموقف الإسلام والأدب والأمثال الشَّعبيَّة منه ومن صاحبه.

عبارات عن نقل الكلام بين الناس

يحاولُ بعضُ النَّاس جعلَ مجالسِهم عامرةً بالنَّميمةِ ونقلِ كلام النَّاس بعضهم إلى بعض بغرضِ التَّسلية وإضاعة الوقت، غير مدركين أنَّ هذهِ الظَّاهرة هي الممحاةُ الَّتي تمحو أثرَ الإنسان الطَّيِّب الَّذي يجب عليه أن يتركه في هذه الأرض، ومن أجمل ما قيل من عبارات عن نقل الكلام بين الناس:

  • نقلُ الكلامِ كشعلةِ النَّارِ الَّتي تنطلقُ في أرضٍ خضراء مزهرة فتحيلها رماداً أسود اللَّون يحمله الرِّيح ويرميه بعيداً.
  •  أسرعُ وسيلةٍ لمساعدةِ الشَّيطانِ على تحقيقِ أهدافه: نقلُ كلامِ النَّاسِ بعضهم إلى بعض.
  • نقل الكلام سرطانُ المجتمعات، وقاتلُ المودَّات، وناشرُ الكراهيَّات.
  • إذا قررت المشي في طريق النَّميمة ونقل كلام النَّاس بعضهم إلى بعض فاعلم أنَّك قد أسقطتَ دينَكَ وأخلاقَكَ في بدايةِ الطَّريق.
  • في رحلة الحياةِ كُنْ حذراً من أفعى النَّميمة ونقل الكلام؛ لأنَّ سمَّها من أخطر أنواع السُّموم في الأرض.
  • لا تتبرَّعوا بأخلاقكم وحسناتكم بسهولة إلى الشَّيطان من خلال نقل الكلام والنَّميمة.
  • إيَّاكم ونقل الكلام فإنَّه أسوأ الأخلاق البشريَّة على الإطلاق.

شاهد أيضاً: كلمات مدح صديق غالي

عبارات عن نقل الكلام بين الناس
عبارات عن نقل الكلام بين الناس

عبارات عن ناقل الكلام بين الناس

رفضت الدِّياناتُ السَّماويَّةُ والأخلاقُ البشريَّةُ السَّويَّةُ ناقلَ الكلام ونبذته على مرِّ العصور، وندَّدت بِهِ وبخُلُقِهِ السَّيئ، وحذَّرت النَّاس من مخالطته أو الاقتراب منه؛ ولأنَّ من يبحث عن عبارات عن نقل الكلام بين الناس يبحث عن عبارات قيلت في صاحب هذا الفعل سنورِدُ لكم ضمن السُّطور الآتية بعض هذه العبارات:

ناقل الكلام في القرآن الكريم

حذَّر الله -سبحانه وتعالى- في قرآنه الكريم من ناقل الكلام وتوعَّده بأشدِّ العقاب، ومن الآيات المُباركة الَّتي نصَّت على ذلك:

  • قوله -عزَّ وجلَّ- في التَّحذير من اتِّباع ناقل الكلام: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}.[1]
  • وقوله -جلَّ في علاه- في التَّوعُّد لكلِّ نمَّام ناقل للكلام: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}،[2] واللُّمزة: هو النَّمام الَّذي ينقل كلام النَّاس بعضهم إلى بعض بغرض الإفساد بينهم.

ناقل الكلام في الأدب

حاول الكُتَّاب والأدباء من خلال منابرهم وما يملكون من بيان أن يحرِّموا ما حرَّم الله -سبحانه وتعالى- ويحذِّروا النَّاس من ناقل الكلام، وممَّا قالوه في هذا الصَّدد:

  • النَّمام هو يدُ الشَّيطان بينَ النَّاس فلا تسمحوا لهذه اليد الخبيثة أن تتمكَّن من قلوبكم.
  • ناقل الكلام لا يؤتمن.
  • من ينقل لكَ كلامَ النَّاس سينقلُ يوماً ما للنَّاس عنك ما ليس فيك، فاعرف من تصاحب.
  • إنَّ أقبح النَّاس مَنْ يجعل نقل الكلام ونشر الكراهية بين النَّاس مذهباً له وطريقةً لحياته.
  • احذر من ناقل الكلام فإنَّه مكَّارٌ كالثَّعلب ومراوغٌ كالأفعى ينفثُ الكراهية والفتن أينما حلَّ.
  • تجنَّب ناقل الكلام كما تتجنَّب مريضَ الطَّاعون؛ لأنَّ مرضه لا يقلُّ خطورة عن أيِّ مرض خبيث.
عبارات عن نقل الكلام بين الناس
عبارات عن نقل الكلام بين الناس

حديث عن نقل الكلام بين الناس

نُقلَ عن رسول الله محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أحاديثٌ كثيرةٌ في تحذير المسلمين من نقل كلام النَّاس بعضهم إلى بعض وإبراز خطورة هذا الفعل على الإنسان في الدُّنيا والآخرة، ومن أهمِّ هذه الأحاديث:

  • قوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في تسليط الضَّوء على خطورة النَّميمة ونقل الكلام بين النَّاس: “ألا أُنبِّئُكم ما العِضَةُ؟ هي النَّميمةُ؛ القالَةُ بين الناسِ”.[3]
  • وقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث عن مصير النَّمام في الآخرة حين مرَّ بقبرين فقال: “أما إنَّهُما لَيُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، قالَ فَدَعا بعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ باثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ علَى هذا واحِدًا وعلَى هذا واحِدًا، ثُمَّ قالَ: لَعَلَّهُ أنْ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسا. وفي رواية: وكانَ الآخَرُ لا يَسْتَنْزِهُ عَنِ البَوْلِ، أوْ مِنَ البَوْلِ”.[4]
  • وما نُقِلَ عنه -صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه- أنَّهُ قال: “لا يدخلُ الجنةَ نمَّامٌ”.[5]
  • وقوله -عليه أفضل الصَّلاة وأتمّ التَّسليم- في التَّنديد بهذا الخُلُق الكريه: “كفى بالمرءِ كذباً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمعَ”.[6]

شاهد أيضاً: عبارات جميلة عن فعل الخير

أقوال مقتبسة عن نقل الكلام

وإذا بحثنا في طيَّات التَّاريخ فسنجد كلمات وعبارات عن نقل الكلام بين الناس قالها الأئمَّة والعلماء والأدباء في توصيف هذا المرض وتجريده من أقنعته الدَّنسة الَّتي يراوغ بها قلوب المسلمين ليتمكَّن منها، ومن أبرز ما قيل في هذا الموضوع:

  • قال الإمام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- في التَّحذير من النَّميمة وصاحبها: “النَّميمة شيمةُ المارق، والنَّميمة هي ذنبٌ لا يُنسى”.
  • وقال -كرَّمَ اللهُ وجهه- أيضاً في الدَّعوة إلى عدم الاستماع إلى النَّميمة ونقل الكلام: “أكذِبْ السِّعايةَ والنَّميمةَ باطلةً كانتْ أو صحيحةً”.
  • وقال -رضي الله عنه- ناصحاً المسلمين بتجنُّب النَّميمة لما تتركه من آثار سلبيَّة بينهم: “إيَّاك والنَّميمة؛ فإنَّها تزرعُ الضَّغينةَ وتُبعِدُ عَنِ اللهِ والنَّاس”.
  • وقال الحسن البصريّ: “من نمَّ إليك نمَّ عليك”.
  • وقال أبو موسى الأشعريّ: “لا يسعى على النَّاس إلا ولد بغيٍ”.
  • وقال ابن حزم الأندلسيّ في كتابه طوق الحمامة في الأُلفةِ والأُلَّاف: “وما في جميع النَّاس شرٌّ من الوشاة، وهم النَّمَّامون، وإنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع، وخبث النشأة، ولا بدَّ لصاحبه من الكذب؛ والنَّمِيمَة فرع من فروع الكذب، ونوع من أنواعه، وكلُّ نمَّام كذاب”.
  • وقد ورد عن عمران بن موسى المؤدّب الخبر الآتي: “وفد على أنوشروان حكيم الهند، وفيلسوف الرُّوم، فقال للهنديّ: تكلم. فقال: يا خير النَّاس، من ألقى سخيّاً، وعند الغضب وقوراً، وفي القول متأنِّياً، وفي الرّفعة متواضعاً، وعلى كلِّ ذي رحم مشفقاً. وقام الرُّوميّ، فقال: من كان بخيلاً ورث عدوُّه ماله، ومن قلَّ شكره لم ينل النَّجاح، وأهل الكذب مذمومون، وأهل النَّمِيمَة يموتون فقراء، فمن لم يرحم سُلِّط عليه من لا يرحمه”.
  • وقد ورد عن سليمان بن عبد الملك أنَّه كانَ جالساً وعنده الزّهريّ، فجاءه رجل فقال له سليمان: “بلغني أنَّك وقعت فيَّ، وقلت كذا وكذا”. فقال الرَّجل: “ما فعلت ولا قلت”. فقال سليمان: “إنَّ الَّذي أخبرني صادق”، فقال له الزّهريّ: “لا يكون النَّمام صادقاً”. فقال سليمان: “صدقت” ثُمَّ قال للرَّجل: “اذهب بسلام”.
عبارات عن نقل الكلام بين الناس
عبارات عن نقل الكلام بين الناس

أشعار عن الغيبة ونقل الكلام

دائماً ما كان الشِّعر العربيّ -منذ أقدم العصور وحتَّى يومنا هذا- هو الوسيلة الَّتي يحاول أصحابها من خلالها إصلاح مجتمعاتهم وتنقيتها من الأخلاق والعادات السَّيِّئة الَّتي تشوبها؛ لذا نجد أنَّ كثيراً من الشُّعراء قد وقفوا لمحاربة عادة نقل الكلام بين النَّاس بما أعطاهم الله إيَّاه من موهبة ولغة شعريَّة، ومن أرقِّ هذهِ الأشعار وأجملها ما يأتي:

  • قول أبي زبيد الطَّائيّ:[7]

وَمِــن شَـــرِّ أَخـــلاقِ الـــرِّجـــالِ نَـمـيــمَــةٌ
مَـتـى مـا تَـبِـع يَـومـاً بِـهـا الـعِـرضَ يَـنـفـقِ

وَإِنَّ اِمــــرِءاً لا يَـتَّــقــي سُـــخــطَ قَــومِـــهِ
وَلا يَــحـفَــظُ الــقُــربـــى لـغَــيــر مُــوَفَّــــقِ

أَبَــيــتُ الَّــذي يِـأَتـــي الــدَّنِــيَّ شَـبـيـبَـتـــي
إِلــى أَن عَــلا وَخَــطٌ مِـــنَ الـشَيـبِ مَـفـرَقي

فَـلَـسـتُ وَإِن كُـنــتُ اِغــتَــــرَبـــتُ بَــقــائِــلٍ
طَـفــانــيــنَ قَــولٍ فـــي مَــكـــانٍ مُــخَــنَّــــقِ

  • وقول الوأواء الدِّمشقيّ:[8]

وإِذا الــنَّــمـيـمَــةُ لـلـرِّيـــاحِ جَــــرَتْ
مــا بـيـنـهـــنَّ لــمــوعـــدٍ حـــربـــــا

جـذَّتْ أُصـول فـروعـهـا وتـواصـلـتْ
أَغـــصــانـهـــا لــــنـسـيـمـهـا حـبَّــــا

وبـــــدا وصـــالُــهـــمـــــا لأَنـَّـهـــمــا
لا يــمــلـــكــــان لــفُــرْقَــــةٍ قــلــبــــا

فــكــأَنَّــمــــا عـشـق الـفــراقُ دنــــوَّهُ
لـــبــعـــادِهِ مـــن قــربــهـــا قـــربـــــا

  • وقول إبراهيم بن المهديّ:[9]

مَــنْ قــالَ فــي الــنَّــاسِ قــالــوا فـــيــهِ مــا فــيـــهِ
وحــــســـبــــهُ ذاكَ مِــــــنْ خــــــزيٍ ويــكــفـــيـــــهِ

مَــنْ نـــمَّ فـــي الــنَّــاسِ لـــم تــؤمــن عــقــاربـــهُ
عَــــنِ الــــصَّــــديـــــقِ ولــم تُــؤمــن أفـــاعــيـــــهِ

كــالــسَّــيــل يـــجـــري ولا يــــدري بـــــهِ أحـــــــدٌ
مِـــنْ أيــــنَ يـجـــري ولا مِــــنْ أيــــنَ يـــأتـــيــــــهِ

لـــو فــــرَّ مِـــــنْ رزقـــــه عـــبــــدٌ إلــى جــــبـــــلٍ
دون الـــسَّـــمـــاءِ لألــــفـــــى رزقـــــــهُ فــــــيـــــهِ

أمثال شعبية عن نقل الكلام

وكما وقفت الأشعار محاولةً محاربة العادات السَّيِّئة في المجتمعات وقفت الأمثال الشَّعبيَّة الَّتي تنطلق من قلوب النَّاس وتعكس ما يدور في عوالمهم الدَّاخليَّة من رفض للعادات والأفعال الدَّنئية في محيطاتهم -العربيَّة منها والغربيَّة- ولعلَّ أبرز هذه الأمثال ما يأتي:

أمثال عربية عن نقل الكلام

كثيرةٌ هي الأمثال العربيَّة الَّتي ندَّدتْ بنقل الكلام وصاحب هذا الفعل الدَّنيء، منها على سبيل المثال:

  • “الشَّتيمة ولا النَّميمة”.
  • “لم يمش ماشٍ شرٌّ من واشٍ”.
  • “نقلُ الكلام مفتاحُ الشُّرور وقاتل السُّرور”.
  • “أحقر اللِّئام ناقل الكلام”.
  • “سلاح السافل النميمة”.
  • “بانقطاع الحطب تطفأ النَّار ، وبزوال النَّمَّام يسكن النِّزاع”.

أمثال غربية عن نقل الكلام

ونجد أيضاً في الثَّقافات الغربيَّة بعض الأمثال الشَّعبيَّة الَّتي وقفت مع الأمثال العربيَّة جنباً إلى جنب في ذمِّ النَّميمة والنَّهي عنها، ولعلَّ أجمل هذه الأمثال ما يأتي:

  • “كلام النَّمَّام مثل الفحم، فعندما لا يحترق تراه يسودّ”.
  • “اللِّسان الطَّويل دلالة على الغيرة”.
  • “ليس ثمَّة أسرع وأقبح من النَّميمة”.
  • “من أطاع الواشي ضيع الصَّديق”.
  • “ّإذا أردت للأُمم أن تضعُفَ وللحضارات أن تزول فسلِّط عليها النَّميمة”.

شاهد أيضاً: عبارات عن العنف ضد المرأة

أنواع النميمة

وبعد أن انتهينا ممَّا قيل من آيات وأحاديث وأشعار وأمثال وعبارات عن نقل الكلام بين الناس لا بدَّ لنا من تعرُّف أنواع نقل الكلام؛ إذ صنَّف الشَّرع الإسلاميّ وأهلُ العلمِ والفِقْهِ نقل الكلام بين النَّاس -أو النَّميمة- في ثلاثة أصناف، وهي:

  •  النَّميمة المحرَّمة تحريماً قطعيّاً: وهي أن ينقل المسلم كلامَ النَّاس بعضهم إلى بعض بغرضِ تفرقتهم والإفساد بينهم، وهي النَّميمة الَّتي نهى عنه الله -عزَّ وجلَّ- ورسوله وحذَّروا المسلمين من الاقتراب منها أو الاستماع إليها؛ لما فيها من مساوئ عظيمة تعود على المسلمين والأمَّة الإسلاميَّة وتؤدِّي إلى تشتيتها وإضعافها، وبالتَّالي زوالها وتفرُّق ريحها.
  • النَّميمة الواجبة شرعاً: وهي أن ينقل المسلم كلاماً ما لشخصٍ بغرضِ نصحه أو تحذيره أو تنبيهه إلى مكروهٍ قد يصيبه أو معصيةٍ قد تنال منه، كأن أسمعُ في أحد المجالس أنَّ فلاناً يسيءُ في عمله من ناحية كذا وكذا فأذهب إليه وأنبِّهه إلى الأمر وأحثّه على تقويم أخطائه الَّتي يقع فيها، أو أنْ أسمع أنَّ مكروهاً يُحاكُ ضدَّ فلانٍ على غير حقٍّ فأذهب إليه وأحذِّره من المكروه.
  • النَّميمة المُباحة “الجائزة”: وهي أن ينقل المسلم كلاماً ما لشخص أو مجموعة أشخاص لغرضين، الأوَّل: إصلاح ذات البين وإطفاء نار الفتن والصِّراعات بين النَّاس، ودليل إباحتها قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “ليسَ الكَذّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، ويقولُ خَيْراً ويَنْمِي خَيْراً”. قالَ ابنُ شِهابٍ: “ولَمْ أسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثٍ: الحَرْبُ، والإِصْلاحُ بيْنَ النَّاسِ، وحَديثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وحَديثُ المَرْأَةِ زَوْجَها”. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنادِ، إلى قَوْلِهِ: “ونَمَى خَيْراً”. ولَمْ يَذْكُرْ ما بَعْدَهُ”.[13]

والثَّاني: قضاء حاجة تعود على الأُمَّة الإسلاميَّة بالمنفعة والفائدة، كالتَّفريق بين الأعداء وإضعافهم كما فعل نعيم بن مسعود في تفريقه بين كلمة الأحزاب وبين قريظة، إذ جاء إلى هؤلاء فنمَّ إليهم عن هؤلاء كلاماً، ونقل من هؤلاء إلى أولئك شيئاً آخر، ثم لأمَ بين ذلك، فتناكرت النفوس وافترقت، ودليل إباحتها قول رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحديث: “الحربُ خُدعةٌ”.[14]

ما هي آثار النميمة على المجتمع

يعود نقل الكلام بين النَّاس أو النَّميمة على المرء ومحيطه ومجتمعه بكثيرٍ من النَّتائج السَّلبيَّة الَّتي لا تُحمَدُ عقباها، ولعلَّ أبرز هذه النَّتائج ما يأتي:

  • إفساد قلوب النَّاس وإطفاء شعلة المحبَّة فيها.
  • نشر التَّفرقة والبغضاء بين الأحبَّة وأبناء المجتمع الواحد ممَّا يؤدِّي إلى ضعفهم وهوانهم.
  • إضاعة أجر المؤمنين وإفساد دينهم وحرمانهم من الثَّواب.
  • إبعاد الجنَّة عن صاحبها وتقريب النَّار منه.
  • إشعال نار الحروب والصِّراعات سواء أكان ذلك على المستوى الضَّيِّق بين شخصين مثلاً أم على المستوى الواسع بين دولتين أو أمَّتين أو ديانتين مثلاً.
  • قد تؤدِّي النَّميمة أحياناً إلى نبذِ الأشخاص والتَّنمُّر عليهم؛ ممَّا يُسبِّب لهم الأذى النَّفسيّ.
  • إبطاء عجلة التَّقدُّم والتَّطور في المجتمعات؛ بسبب انشغال النَّاس بالنَّميمة وتبعيَّاتها من الصِّراعات.
  • تجعل النَّميمة صاحبها ذليلاً بين النَّاس منبوذاً من قبلهم.

شاهد أيضاً: عبارات جميلة جداً ومؤثرة

حكم نقل الكلام بين الناس

لقد حُرِّمتْ النَّميمةُ تحريماً قطعيّاً صريحاً بإجماع كلٍّ من القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة والأقوال الواردة عن أهل السَّلف والسُّنَّة؛ لذا ينبغي لكلِّ مؤمن أن يتجنَّبها -وصاحبها- تجنُّبه لغيرها من المحرَّمات، وألَّا يستهين بها وبعقابها فهي من أقبح الأعمال وأكرهها إلى الله -سبحانه وتعالى- ونبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- الَّذي قال: “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ” فلو لم يكن إيمان المرء ناقصٌ مع النَّميمة كاملٌ من دونها لما قالَ الله ونبيُّه ما قالوه في التَّحذير منها والتَّنديد بها والدَّعوة إلى نبذها.

بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال عبارات عن نقل الكلام بين الناس، وقد عرضنا لكم أجمل العبارات والأشعار والأمثال الشَّعبيَّة الَّتي قيلت في وصف هذا الظَّاهرة المرضيَّة المنتشرة بين النَّاس، متكئين في ذلك على ما قاله الله -جلَّ في علاه- ورسوله -عليه الصَّلاة والسَّلام- عنها من آيات قرآنيَّة كريمة وأحاديث نبويَّة شريفة، وكما أشرنا في ختام مقالنا أنواعها الثَّلاثة وحكمها في الإسلام.

المراجع

  1. ^ سورة القلم، الآية: 10_ 14
  2. ^ سورة الهمزة، الآية: 1
  3. ^ صحيح الجامع، عبد الله بن مسعود، الألباني، 2630، صحيح
  4. ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عباس، مسلم، 292، صحيح
  5. ^ التوحيد، حذيفة بن اليمان، ابن خزيمة، 2/ 845، ثابت صحيح
  6. ^ تخريج مشكاة المصابيح، أبو هريرة، ابن حجر العسقلاني، 4/ 381/ حسن
  7. ^ aldiwan.net، ومن شر أخلاق الرجال نميمة، 15/08/2022
  8. ^ aldiwan.net، وإذا النميمة للرياح جرت، 15/08/2022
  9. ^ aldiwan.net، من قال في الناس قالوا فيه ما فيه، 15/08/2022
  10. ^ aldiwan.net، قل للذي لست أدري من تلونه، 15/08/2022
  11. ^ aldiwan.net، من يخبرك بشتم عن أخ، 15/08/2022
  12. ^ aldiwan.net، إخش النميمة واتئد، 15/08/2022
  13. ^ صحيح مسلم، أم كلثوم بنت عقبة، مسلم، 2605، صحيح
  14. ^ صحيح البخاري، جابر بن عبد الله، البخاري، 3030، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *