حديث ام زرع كامل مع درجة الحديث وشرحه

حديث ام زرع كامل مع درجة الحديث وشرحه
حديث ام زرع

حديث ام زرع كامل مع درجة الحديث وشرحه من المعلومات الدينية التي يجهلها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، فقد يتداول المسلمون بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يعرفوا معانيها أو درجتها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن حديث أم زرع في الإسلام، وسوف يتم إدراج نص حديث أم زرع كامل، وتوضيح درجة حديث أم زرع، وشرح حديث أم زرع بشكل مفصل وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

‌حديث ام زرع

يعتبر حديث أم زرع من الأحاديث المشهورة في كتب السنة والحديث في الإسلام، فقد رواه العديد من المحدثين وعلى رأسهم الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهما، ويدور الحديث حول 11 امرأة اتفقن على أن تتحدث كل واحدة منهن عن زوجها وعن أحواله معها وأن لا تخفي شيئًا من ذلك، وقد أطلق على هذا الحديث اسم أم زرع بسبب ورود قصة أم زرع فيه، وبسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: “كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زرعٍ لأُم زرعٍ”،[1] والحديث هو من قول السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اهتمَّ العلماء بشكل كبير بهذا الحديث في الشرح والتحليل والتفسير، وقد كتبت كتب ومؤلفات مستقلة في الحديث منها كتاب بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد للقاضي عياض، وتضمن الحديث العديد من الأحكام الشرعية والآداب الزوجية وما إلى هنالك.[2]

نص حديث ام زرع كامل

كثير من الأشخاص يفضلون قراءة حديث أم زرع كامل كما ورد في كتب الحديث للاطلاع عليه، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

“جَلَسَ إحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وتَعَاقَدْنَ ألَّا يَكْتُمْنَ مِن أخْبَارِ أزْوَاجِهِنَّ شيئًا؛ قالتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، علَى رَأْسِ جَبَلٍ، لا سَهْلٍ فيُرْتَقَى، ولَا سَمِينٍ فيُنْتَقَلُ، قالتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لا أبُثُّ خَبَرَهُ، إنِّي أخَافُ ألَّا أذَرَهُ، إنْ أذْكُرْهُ أذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَهُ، قالتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِيَ العَشَنَّقُ؛ إنْ أنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإنْ أسْكُتْ أُعَلَّقْ، قالتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لا حَرٌّ ولَا قُرٌّ، ولَا مَخَافَةَ ولَا سَآمَةَ، قالتِ الخَامِسَةُ: زَوْجِي إنْ دَخَلَ فَهِدَ، وإنْ خَرَجَ أسِدَ، ولَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ، قالتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إنْ أكَلَ لَفَّ، وإنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وإنِ اضْطَجَعَ التَفَّ، ولَا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ. قالتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ -أوْ عَيَايَاءُ- طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ له دَاءٌ، شَجَّكِ أوْ فَلَّكِ أوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ، قالتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أرْنَبٍ، والرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ، قالتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ العِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِ، قالتِ العَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وما مَالِكٌ؟! مَالِكٌ خَيْرٌ مِن ذَلِكِ، له إبِلٌ كَثِيرَاتُ المَبَارِكِ، قَلِيلَاتُ المَسَارِحِ، وإذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ، أيْقَنَّ أنَّهُنَّ هَوَالِكُ، قالتِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أبو زَرْعٍ، وما أبو زَرْعٍ؟! أنَاسَ مِن حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، ومَلَأَ مِن شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إلَيَّ نَفْسِي، وجَدَنِي في أهْلِ غُنَيْمَةٍ بشِقٍّ، فَجَعَلَنِي في أهْلِ صَهِيلٍ وأَطِيطٍ، ودَائِسٍ ومُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أقُولُ فلا أُقَبَّحُ، وأَرْقُدُ فأتَصَبَّحُ، وأَشْرَبُ فأتَقَنَّحُ، أُمُّ أبِي زَرْعٍ، فَما أُمُّ أبِي زَرْعٍ؟! عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابنُ أبِي زَرْعٍ، فَما ابنُ أبِي زَرْعٍ؟! مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، ويُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ، بنْتُ أبِي زَرْعٍ، فَما بنْتُ أبِي زَرْعٍ؟! طَوْعُ أبِيهَا، وطَوْعُ أُمِّهَا، ومِلْءُ كِسَائِهَا، وغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أبِي زَرْعٍ، فَما جَارِيَةُ أبِي زَرْعٍ؟! لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، ولَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، ولَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قالَتْ: خَرَجَ أبو زَرْعٍ والأوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً معهَا ولَدَانِ لَهَا كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِن تَحْتِ خَصْرِهَا برُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي ونَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وأَخَذَ خَطِّيًّا، وأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وأَعْطَانِي مِن كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وقالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ ومِيرِي أهْلَكِ، قالَتْ: فلوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أعْطَانِيهِ، ما بَلَغَ أصْغَرَ آنِيَةِ أبِي زَرْعٍ، قالَتْ عَائِشَةُ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ”.[1]

درجة حديث أم زرع

إنَّ حديث أم زرع في الإسلام هو حديث مشهور، وهو الحديث الذي يكون عدد رواته في كل طبقة من طبقاته أكثر من ثلاثة رواة، كما أنه من الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولذلك فهو متفق عليه، والحديث المتفق عليه هو أعلى درجات الحديث في الإسلام، وإضافة إلى الشيخين أخرج الحديث آخرون من المحدثين في الإسلام، حيث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل، وأخرجه مسلم في صحيحه أيضًا في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم باب ذكر حديث أم زرع، وأخرجه ابن حبان والنسائي في السنن الكبرى والطبراني في المعجم الكبير.[2]

شرح حديث أم زرع

لقد شرح كثير من الفقهاء والعلماء حديث أم زرع في التاريخ الإسلامي، منهم القاضي عياض وجلال الدين السيوطي ومحمد بن أبي الفتح الحنبلي وغيرهم، وقد ذَكرت كلُّ امرأة بعض صفات زوجها، وفيما يأتي سوف يتم شرح حديث كل امرأة من اللواتي أشار إليهنَّ الحديث:[3]

  • المرأة الأولى: أشارت إلى أنَّه هزيل كون لحمه مثل لحم الجمل الغث شديد الهزال، وهي غير راضية عن زوجها بسبب سوء خلقه وقسوته، وكأنه بالجبل المترفع الذي يصعب ارتقاؤه، وهو لا يتستحق أن تتحمل من أجله العناء والتعب.
  • المرأة الثانية: لم تتجرأ الثانية على الحديث عن زوجها لأنها تخاف أن تبدأ بالحديث ولا تنتهي وتفضحه لكثرة عيوبه ومساوئه، وله عيوب ظاهرة وباطنة كثيرة.
  • المرأة الثالثة: وصفت زوجها بأنه طويل من دون فائدة، وتخاف إذا تحدثت عنه أن يطلقها، وإذا لم تتحدث ستبقى مثل المعلقة، لا مطلقة وليس لها زوج حقيقي.
  • المرأة الرابعة: زوجها ليس فيه عيوب ولا أذى، بل إنَّ العيش معه مريح ومعتدل، وشبهته بليل تهامة الساحلي فهو لا حار ولا بارد، ولا تخافه بسبب حسن خلقه وكرمه، وهو لا يسأم منها ولا يمل من صحبتها.
  • المرأة الخامسة: تشير إلى أن زوجها في البيت مثل الفهد ينام كثيرًا، ويغفل عن المعايب في البيت ولا يعتب عليها في إصلاحها، وفي خارج البيت مثل الأسد في شجاعته وقوته، وهو لطيف معها، وكريم لا يحاسبها على الإنفاق.
  • المرأة السادسة: وصفت السادسة زوجها بأنه يأكل بشراهة ولا يترك من الطعام شيئًا في الإناء، وينام ملتفًا بثيابه في ناحية من البيت، ولا يسألها إذا ما أصابها مكروه أو حزن ولا يهتم بها ولا يلاطفها ولا يشبع احتياجاتها، فهو بخيل ولئيم وسيء العشرة.
  • المرأة السابعة: وصفت زوجها بأنه جاهل أو عنين أو لا يقوى على مجامعة النساء، كما أنه غبي وأحمق، وقد اجتمعت فيه كل المعايب.
  • المرأة الثامنة: صفته بأنه كريم الخلق لين الجانب، وأنه طيب الرائحة في إشارة إلى نظافته واهتمامه بنفسه.
  • المرأة التاسعة: زوجها يدعم البيت بوجوده، كما أنها وصفته بالشرف وسمو الذكر، وهو ذو حسب ونسب رفيع، وكريم لا تنطفأ ناره، وأنها من أصحاب المشورة في قومه.
  • المرأة العاشرة: مدحت زوجها كثيرًا، فهو خير من كل ما تحدثت عنه النساء، فهو ثري يملك الكثير من الإبل وكريم جدًّا، يكثر الذبح للضيوف في كل وقت.
  • المرأة الحادية عشرة: هذه المرأة هي أم زرع وهي عاتكة بنت أكيمل بن ساعدة اليمنية، وقد عظمت مكانة زوجها ومدحته، فقد أكرمها وملأ أذنيها بالذهب وقد كان يحضر أجود وأطيب الطعام إلى المنزل، من اللحم والشحم، وقد عظمها وعظم نفسها في نظرها، ولم يكن أهلها من الأغنياء مثل زوجها، وقد نقلها من شظف العيش إلى رغد العيش، وقد مدحت أيضًا أم زوجها وابن زوجها الذي يشبه السيف في رشاقته رغم قلة أكله، وأثنت على بنت زوجها التي تطيع والديها كما أثنت على جارية أبي زرع أيضًا، ولكن أشارت إلى أنه حدث تغيير في حياتها وقد تزوج زوجها غيرها وطلقها، وقد أثنت على هذه المرأة، ثم تزوجت أم زرع من رجل آخر شهم ثري، وقد أكرمها وأعطاها كل ما تشتهيه نفسها، كما كان يعطيها من الإبل والغنم لتهدي أهلها، ولكنها أشارت إلى أنَّ كل ما أعطاه إياها زوجها الجديد لا يساوي شيئًا أمام إكرام أبي زرع لها رغم أنه طلقها وتزوج غيرها، ولكن حبها له غطى على كل معايبه.

أهم فوائد حديث أم زرع

إنَّ كل حديث من الأحاديث النبوية الشريفة يتضمن العديد من الفوائد والآداب المهمة التي يجب على المسلمين استنباطها والتحلي بها، لتكون منهجًا للمسلمين لما ينفعهم في حياتهم الدنيا وفي آخرتهم، وفيما يأتي سوف يتمُّ إدراج أهم الفوائد المستخرجة من حديث أم زرع:[2]

  • من الفوائد حسن معاشرة المسلم لأهله من خلال المؤانسة والمحادثة بالأمور المباحة في الإسلام.
  • جواز التحدث عن الأمم الماضية وأحوالهم وضرب الأمثلة بهم، إضافة إلى جواز التحدث عن طرائفهم ونوادرهم لتنشيط النفوس.
  • يشير الحديث إلى حسن استماع النبي صلى الله عليه وسلم لحديث زوجته رغم طول الحديث، وذكر في النهاية ما يسرها ويسعدها.
  • جواز ذكر العيب أو السوء إذا ذكر عن شخص مجهول وغير معين، وهذا لا يعتبر غيبة بخلاف الشخص المعروف والمسمَّى.
  • جواز المباسطة والمداعبة والمزاح بين الزوجين دون تعدٍّ أو إساءة.
  • إكرام الزوج لزوجته من خلال حسن الإنفاق عليها وعدم البخل.
  • الندب إلى إمساك الزوجة بالمعروف وعدم تطليقها إذا كانت عفيفة متدينة.
  • الندب لاختيار الزوجة الصالحة التي تخدم بيتها وتصلحه ولا تفسده، وتشيع الخير وتسكت عن الشر.

مقالات قد تهمك

حديث عن بر الوالدين ، أحاديث عن فضل الوالدين وبرهما بعد موتهما حديث عن النخلة والتمر وصحة حديث أكرموا عمتكم النخلة
حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب عدم الإنفاق وحقوق الزوجين في الإسلام حديث عن عقوق الوالدين ، حديث عن بر الوالدين
هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها وما هي حقوق الزوج على الزوجة حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب والارهاق

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث ام زرع كامل مع درجة الحديث وشرحه وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن حديث أم زرع في الإسلام، كما تم إدراج نص حديث أم زرع كامل، وتعرفنا على درجة حديث أم زرع حسب أقوال المحدثين والفقهاء، وتعرفنا على شرح حديث أم زرع وما إلى هنالك من أمور متعلقة أخرى.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 5189، صحيح
  2. ^ wikiwand.com، حديث أم زرع، 08/02/2024
  3. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 08/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *