حديث من كذب علي متعمدا صحة الحديث وشرحه

حديث من كذب علي متعمدا صحة الحديث وشرحه
حديث من كذب علي متعمدا

حديث من كذب علي متعمدا صحة الحديث وشرحه من المعلومات الدينية التي يبحث عنها كثير من المسلمين، حيث تنتشر بعض الأحاديث بين الناس من دون أن يتأكدوا من صحتها أو يعرفوا معانيها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الكذب في الإسلام والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونص حديث من كذب علي متعمدًا كامل، ودرجة حديث من كذب علي متعمدا وصحته، وشرح الحديث وتفسيره بشكل مفصل وغير ذلك من المعلومات المتعلقة الأخرى.

الكذب في الإسلام

إنَّ الكذب من الأمور المحرمة في الشرع الإسلامي، وقد ورد ذمُّ الكذب في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، فقد ورد في كتاب الله تعالى قوله جل من قائل: “فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”،[1] فقد ذم الله تعالى الكذب ومدح الصدق والصادقين، كما ورد تحريم الكذب في الأحاديث النبوية وجعله النبي عليه الصلاة والسلام من صفات المنافقين، ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”،[2] وأمَّا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّ أشد تحريمًا وأعظم إثمًا عند الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم مشرِّع ورواية أحاديث غير صحيحة عنه يعتبر كمن يفتري الكذب على الله ورسوله والعياذ بالله، ولذلك فهو أشد تحريمًا من الكذب العادي، ووردت في ذلك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.[3]

حديث من كذب علي متعمدا

لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحرِّم الكذب وتشير إلى خطورته عند الله تعالى، كما وردت بعض الأحاديث التي تبيِّن خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعدُّ أشهر هذه الأحاديث هو حديث من كذب عليَّ متعمِّدًا، وقد روى هذا الحديث الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وورد أيضًا مرويًا عن سعيد بن زيد رضي الله عنه، وفيما يأتي سوف يتم إدراج كلا الروايتين كاملة:

  • عن المغيرة بن شعبة رصي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن نِيحَ عليه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه”.[4]
  • عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ ، فمن كذب عليَّ مُتعمِّدًا ، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ”.[5]

صحة حديث حديث من كذب علي متعمدا

إنَّ هذا الحديث يعتبر من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كما أخرجه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه، ولذلك يعدُّ من أقوى الأحاديث الصحيحة، حيث أنَّ الأحاديث التي اتفق على إخراجها البخاري ومسلم تعدُّ من أعلى الأحاديث الصحيحة، وقد ورد في الديباج المذهب: “وأعلى أقسام الصحيح ما اتفقا عليه، ثم انفرد به البخاري، ثم انفرد به مسلم، ثم ما كان على شرطهما وإن لم يخرجاه، ثم ما كان على شرط البخاري، ثم ما كان على شرط مسلم، ثم ما صححه غيرهما”، وأمَّا حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه فقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، كما أخرجة الإمام الشاشي بهذا اللفظ، وأخرجه أيضًا البزار وأخرجه أبو يعلى مع اختلاف بسيط في اللفظ، وقد ورد هذا الحديث أيضًا في روايات أخرى باختلاف باللفظ وهي أيضًا أحاديث صحيحة حسب المحدثين من أهل العلم في الإسلام.[6]

نوع حديث من كذب علي متعمدا

إنَّ حديث من كذب عليَّ متعمدًا من الأحاديث الصحيحة المتواترة، والمتواتر حسب اصطلاح الفقهاء في الإسلام هو الحديث الذي رواه عدد كبير من الناس يستحيل أن يتفقوا على الكذب عن مثلهم عن مثلهم إلى نهاية السند، شرط أن يكون مستندهم الحواس في ذلك، ولذلك فالمتواتر يرويه عدد كبير من الرواة من المتسحيل أن يتفقوا على الكذب، وأن تكون كثرة المحدثين في جميع طبقات السند وليست في طبقة واحدة، وأن يعتمدوا في نقلهم على الحس أي إدراك الحديث بإحدى الحواس مثل السمع أو المشاهدة، ولذلك فهو يفيد العلم الضروري الذي يجب على الإنسان أن يصدقه ويعمل به، وحديث من كذب علي متعمدًا متواتر لفظي، حيث أن المتواتر يكون لفظي ويكون معنوي، واللفظي هو المتواتر في لفظه وليس في معناه فقط، وهو كما سبق من أعلى درجات الحديث الصحيح.[7]

تفسير حديث من كذب علي متعمدا

إنَّ الكذب في الإسلام من المحرمات التي نهى الله تعالى عنها وحذر منها، ومن دون شك فإنَّ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدُّ أشد من الكذب على غيره من الناس، حيث أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يترتب عليه مفاسد في الدين والدنيا معًا،، ويشير معنى الحديث إلى أنَّ الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس مثل الكذب على غيره من الناس، وليس مثل الكذب على أحد أبدًا، فكلام النبي عليه الصلاة والسلام تشريع وأما كلام غيره فهو ليس كذلك، والكذب عليه يؤدي إلى فساد كبير في نفوس المسلمين، وبعد أن بين النبي الفرق يبين عقوبة الكذب عليه، حيث أنَّ عقوبة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي حصول الكاذب على مكان له في نار جهنم يوم القيامة جزاء له على كذبه.

وهذا لا يعني أنَّ الذي يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يخلد في نار جهنم، فهذه العقوبة ليست محمولة على الخلود في النار، حيث أن المسلم إذا أدخل إلى النار لا يخلد فيها وأنما يعذب بالقدر الذي يستحقه الجرم الذي أقدم عليه في هذه الحياة الدنيا، ثم يدخل الجنة برحمة الله تعالى، وقد ذكر الرواي المغيرة بن شعبة أيضًا حديثًا آخر بعد الحديث الذي ذكره، وكأنه ذكر الحديث الأول تمهيدًا للحديث الذي سوف يقوله عن أمر النياحة على الميت، وتأكيدًا على أنه صادق فيه، ومعناه أنَّه من نيحَ وبكيَ ونُدب عليه بعد موته سوف يتعذَّب في قبره بالقدر الذي نيحَ عليه، ونيحَ من النياحة وهي محرمة في الإسلام، وأخذ الفقهاء معنى الحديث على أنه من أوصى بالنواح عليه بعد موته سوف يعذب بذلك النواح، أو أنه قد يتألم ببكاء أهله ونواحهم عليه، وفي الحديث النهي عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنهي عن النياحة عن الميت.[6]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث من كذب علي متعمدا صحة الحديث وشرحه وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الكذب في الإسلام وخطورته، وتم إدراج نص حديث الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحة حديث من كذب علي متعمدا ودرجته بالتفصيل، وتفسير الحديث وشرحه، وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.

المراجع

  1. ^ سورة الزمر، الآية 32-33
  2. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمرو، البخاري، 34، صحيح
  3. ^ wikiwand.com، كذب، 07/02/2024
  4. ^ صحيح البخاري، المغيرة بن شعبة، البخاري، 1291، صحيح
  5. ^ صحيح الجامع، سعيد بن زيد، الألباني، 2142، صحيح
  6. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 07/02/2024
  7. ^ islamweb.net، الحديث المتواتر شروطه وأنواعه، 07/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *