حديث عن اللعن مع درجة الحديث وشرحه

حديث عن اللعن مع درجة الحديث وشرحه
حديث عن اللعن

حديث عن اللعن مع درجة الحديث وشرحه من المعلومات الدينية التي يرغب بالتعرف عليها كثير من المسلمين، حيث يجهل كثيرون مثل هذه الأمور، ولا بدَّ من التعرف عليها من قبل المسلمين حتى يتجنبوا الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن اللعن في الإسلام، وسوف يتم إدراج حديث عن اللعن والسب، إضافة إلى توضيح درجة الحديث بشكل مفصل كما ورد في كتب الحديث، وشرح الحديث وغيرها من الأمور المتعلقة الأخرى.

اللعن والسب في الإسلام

يشير مفهوم اللعن في الإسلام إلى الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، ولذلك عندما يلعن شخص شخصًا آخر فكأنما يدعو عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، وقد أشار الراغب الأصفهاني إلى مصطلح اللعن بقوله: “اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره”، واللعن في اللغة العربية هو أيضًا بمعنى الإبعاد والطرد، وقد ورد اللعن في كتاب الله تعالى كثيرًا، فقد لعن الله تعالى الكافر والقاتل والذي يحرِّف الكلام عن مواضعه والمنافق والذي يفتري على الله كذبًا ويرمي المحصنات وغيرهم، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز جل من قائل: “وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ”،[1] وقد حرَّم الله تعالى سب المؤمن ولعنه، وورد ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.[2]

حديث عن اللعن

لقد ورد في الأحاديث النبوية التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تتناول اللعن والسب والشتم، فهو من الأمور التي نهى عنها الشرع الحنيف، فاللعن هو الدعاء على المسلم بالطرد من رحمة الله تعالى، ولا يجوز ذلك، ويأثم المسلم من هذا الفعل، ولكن أجاز بعض الفقهاء اللعن بالتعميم مثل لعن الذين يتعاملون بالربا من المسلمين وهذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يجوز لعن شخص بعينه حتى لو كان يتعامل بالربا، وأشار النووي إلى أنَّ تحريم اللعن جاء الإجماع في الإسلام، وفيما يأتي أحاديث عن اللعن:[3]

  • الحديث الأول: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ العبدَ إذا لعن شيئًا صعدتِ اللعنةُ إلى السماء فتغلق أبوابُ السماءِ دونها، ثم تهبط إلى الأرضِ فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان لذلك أهلًا وإلا رجعت إلى قائلِها”.[4]
  • الحديث الثاني: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ”.[5]

درجة حديث عن اللعن

من الضروري أن يتعرف المسلم على درجة الحديث قبل أن يتناقله مع المسلمين، وذلك من باب الحذر حتى لا يكون الحديث ضعيفًا أو مكذوبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب عليه عمدًا، وفيما يأتي سوف يتم إيضاح درجة كل من الأحاديث السابقة:

  • درجة الحديث الأول: لقد أخرج هذا الحديث مرويًا عن أبي الدردراء رضي الله عنه أبو داود في صحيحه، وقال عنه الشيخ الألباني بأنه حديث حسن، كما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وجاء بنفس اللفظ، أما البزار فقد أخرجه باختلاف بسيط في اللفظ.[6]
  • درجة الحديث الثاني: لقد أخرج الحديث الثاني أبو داود في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كما صححه الألباني رحمه الله، وقد أخرجه أيضًا الإمام أحمد في مسنده ولكن باختلاف بسيط في اللفظ.[7]

شرح حديث عن اللعن

لقد جاءت هذه الأحاديث حتى تحذر المسلمين من الوقوع في ما لا يرضي الله تعالى، ولذلك لا بدَّ من شرحها حتى يتبين المسلم خطورة ذلك، فكل حديث هو قاعدة تعليمية عظيمة يجب على المسلمين أن يقتفوا آثارها حتى يفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، وفيما يأتي شرح كل من الحديثين:

شرح حديث أبي الدرداء في اللعن

لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ المسلم إذا لعن شيئًا سواء كان إنسانًا أو بهيمة أو جمادًا فهو بالتالي يدعو عليه باللعنة أي بالطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، فإذا ما تفوه بتلك الكلمة فإنَّ ذلك الدعاء يصعد إلى السماء، ولكن أبواب السماء تغلق في وجه اللعنة، ولا ترفع هذه الدعوة إلى الله تعالى، عند ذلك ترجع إلى الأرض وتهبط تلك الدعوة، ولكن تغلق أيضًا أبواب الأرض في وجهها، ثم تتخبط يمينًا وشمالًا لأنها تريد أن تجد مخرجًا من هذا المأزق، فالدعاء يحتاج إلى إجابة وإلى من يتلقاه، وعندما لم يجد هذا الدعاء من يتلقاه يتوجه إلى الشخص الملعون الذي لُعِن فإذا كان يستحق اللعن أصابته اللعنة ووقعت عليه، وأما إذا كان الشخص الملعون لا يستحق اللعن رجعت اللعن إلى صاحبها الذي نطق بها، وسوف يكون قد لعن نفسه من حيث لا يدري، وفي ذلك بيان وتأكيد على خطورة اللعن في الإسلام.[6]

شرح حديث عبد الله بن مسعود في اللعن

يجسد الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من القواعد والضوابط للأخلاق الحميدة في الإسلام، والتي يجب على المسلم أن يتصف بها ويتخلق بها، فيجب أن يلتزم الأخلاق الحميدة ويبتعد عن الأخلاق المذمومة، فالمؤمن في الإسلام يجب أن لا يكون لعانًا، فمن كانت صفته اللعن الدائم يخشى أن تنتفي عنه صفة الإيمان، لأنه ليس من صفات المؤمن اللعن، كذلك المؤمن لا يكون فاحشًا وبذيئًا بالقول، فالإنسان الطيب دائمًا يخرج منه الكلام الطيب، فلا يشتم الناس ولا يكون سليط اللسان، والكلمات التي وردت في الحديث هي معان قريبة من بعضها تشمل كلها السوء في الأقوال والأفعال، ويجب على المسلمين الابتعاد عنها حتى يكونوا حقًّا من المؤمنين كما أراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويصونوا جوارحهم عن كل سوء وخصوصًا اللسان.[7]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث عن اللعن مع درجة الحديث وشرحه وقد تعرفنا على حكم اللعن في الإسلام، وعلى نص حديث عن اللعن في الإسلام، كما تعرفنا على صحة حديث اللعن الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى شرح الحديث، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 89
  2. ^ wikiwand.com، لعن، 05/02/2024
  3. ^ islamweb.net، النهي النبوي عن اللعن لا تلاعنوا، 05/02/2024
  4. ^ صحيح أبي داود، أبو الدرداء، الألباني، 4905، حسن
  5. ^ صحيح الترمذي، عبد الله بن مسعود، الألباني، 1977، صحيح
  6. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 05/02/2024
  7. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 05/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *