هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية
هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية من المعلومات الشرعية التي يبحث عنها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، وخصوصًا المغتربين مع اقتراب نهاية شهر رمضان في كل عام، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن حكم زكاة الفطر وأحكامها بشكل موجز، وسوف نتعرف على حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المقيم حسب المذاهب الأربعة، وهل يجوز نقل زكاة الفطر وإخراجها في مكان آخر ابن باز، وما إلى هنالك من معلومات وأحكام متعلقة أخرى.

حكم زكاة الفطر في شهر رمضان

تعتبر زكاة الفطر فريضة على كل مسلم شهد شهر رمضان المبارك أو جزءًا منه، وأدرك أول شوال، أي يجب أن يدرك المسلم قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وأول جزء من شوال لتجب عليه زكاة الفطر، وهي واجبة في حق كل مسلم سواء كان ذكرًا أو أنثى وسواء كان صغيرًا أو كبيرًا، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ”،[1]ويبدأ وقت إخراجها من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان وحتى صلاة عيد الفطر، وأجاز كثير من الفقهاء إخراجها من بداية رمضان، وهي طهور للصائم وبركة ومساعدة للفقراء حتى يتم إغناؤهم عن السؤال في هذا اليوم كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوم فرح وسرور وفطر، ويخرج المسلم زكاة الفطر عن كل شخص ينفق عليه من أسرته، وتقدم إلى الفقراء من المسلمين.[2]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية

ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أنَّ نقل زكاة الفطر من بلد إلى آخر، أي نقلها إلى غير بلد الشخص الذي يخرج الزكاة غير جائز على إطلاقه ومن غير حاجة، ولكن أجازوا ذلك إذا دعت الحاجة، وإذا ما وقع في البلد أمرٌ منعَ من إخراجها، عند ذلك يأخذ الإمام زكاة الفطر ويدفعها إلى المحتاجين والفقراء، وهذا محمول عندهم على سبيل الاجتهاد والنظر في المسألة والأوضاع وقدر الحاجة، ولكن في النهاية غير جائز من دون حاجة تدعو إليه، وقد ورد عن الإمام القرافي رحمه الله قوله في هذه المسألة: “إنْ كان فيه- أي بَلَدِه- مُستحِقٌّ، لكنْ حاجةُ غَيرِه أشدُّ، نقَلَها كما نقَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه زكاةَ مِصرَ إلى الحِجازِ”.[3]

هل يجوز نقل زكاة الفطر عند المذاهب الأربعة

عرفنا أنَّ المالكية لم يجيزوا حكم نقل زكاة الفطر إلى خارج بلد الإقامة على إطلاقه، وإنما حددوا ذلك بشروط معينة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال المذاهب الأخرى في هذه المسألة:[4]

حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المقيم عند الحنفية

ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى أن نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير بلد المزكي جائز مع الكراهية، إلا إذا كان النقل من أجل دفعها إلى قرابة محتاجين وفقراء، لأن في ذلك صلة رحم وهو أولى حسب رأيهم، أو إذا كان نقلها من أجل دفعها إلى فقراء أشد حاجة، أو إذا كان في نقله مصلحة للمسلمين أو نقلت حتى تدفع لطالب علم، كل ذلك لديهم يبيح نقلها على إطلاقه دون كراهية.

حكم نقل زكاة الفطر إلى بلد المقيم عند الشافعية

ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى أنَّ نقل الزكاة من بلد فيه فقراء ومحتاجون إلى بلد آخر غير جائز، حيث يجب على المسلم إخراج زكاة الفطر في البلد الذي وجبت فيه على المزكي، فإذا لم يجد فقراء ومحتاجين في البلد عند ذلك يتم نقلها إلى بلد فيه فقراء ومحتاجين، وقد استشهدوا بالحديث عن عطاء والد إبراهيم: “أنَّ زيادًا – أو بعضَ الأمراءِ – بعثَ عِمرانَ بنَ حُصَيْنٍ على الصَّدقةِ ، فلمَّا رجعَ قالَ لعمرانَ : أينَ المالُ ؟ قالَ : ولِلمالِ أرسلتَني ، أخَذناها مِن حيثُ كنَّا نأخذُها على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ووَضعناها حيثُ كنَّا نَضعُها علَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”،[5] وهذا يدل على أن الزكاة تدفع في البلد نفسها.

هل يجوز نقل زكاة الفطر عن الحنابلة

ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى أنَّ نقل زكاة الفطر لا يجوز إذا كان إلى بلد يبعد عن بلد المزكي مسافة أكثر من مسافة القصر، وإنما يجب إخراجها في البلد التي وجبت فيه وما يجاروها من بلدان ما دون مسافة القصر، وقد ذهب البعض إلى أن ذلك يكون في زكاة المال، أما في زكاة الفطر يجب إخراجها في بلد المزكي نفسه، وقد ورد عن ابن قدامة الحنبلي قوله: “إن خالف ونقلها أجزأتْه في قول أكثر أهل العلم، وإذا كان الشخص في بلد وماله في بلد آخر صُرفت في بلد المال لامتداد نظر المستحقِّين إليه، ولو تفرَّق ماله في عدة بلاد أدى زكاة كل مال في بلده”.

حكم نقل زكاة الفطر إلى غير بلد المقيم ابن باز

يرى ابن باز رحمه الله تعالى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر في غير بلد المقيم ونقلها إلى بلد آخر، ولكن الأحوط والأفضل أن يخرجها المسلم في المكان الذي يقيم فيه، وذلك حسب ما ذهب إليه بعض الفقهاء، وقد أشار إلى ذلك في قوله: “لا حرج في ذلك، لا حرج في هذا، لكن الأحوط أن تخرجوا زكاة الفطر في البلاد التي تقيمون فيها، هذا هو الأحوط لكم، إخراجها في البلد التي أنت مقيم فيها، هذا أولى؛ لأنها مواساة لأهل البلد التي أنت فيها، فإذا أرسلتها إلى فقراء بلدك أجزأت -إن شاء الله-، لكن الأحوط والأفضل هو إخراجها في البلد التي أنت مقيم فيه، لأن جملة من العلماء يقولون: يجب إخراجها في البلد التي يصوم فيها المسلم، يخرج الزكاة في البلد التي هو مقيم فيها، هذا عند جمع من أهل العلم، وإذا نقلها للحاجة فلا بأس”.[6]

مقالات قد تهمك

إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة والأدلة على ذلك هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام
هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان وهل يجوز إخراجها في العشر الأواخر هل تجوز زكاة الفطر للاخ ومن هم الذين لا تعطى لهم

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة عند المالكية وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن أحكام زكاة الفطر في الإسلام، كما تعرفنا على حكم نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير بلد المقيم عند المذاهب الأربعة، وعرفنا أيضًا حكم نقل زكاة الفطر عند ابن باز وما إلى هنالك من تفاصيل ومعلومات أخرى.

المراجع

  1. ^ صحيح الترغيب، عبد الله بن عباس،الألباني،1085،حسن
  2. ^ islamway.net، زكاة الفطر، 04/04/2024
  3. ^ dorar.net، حُكم نقْلِ الزَّكاةِ إلى بلدٍ آخرَ مطلقًا، 04/04/2024
  4. ^ islamonline.net، هل يجوز نقل الزكاة، 04/04/2024
  5. ^ صحيح أبي داود، عطاء والد إبراهيم، الألباني، 1625، صحيح
  6. ^ binbaz.org.sa، حكم إرسال المسافر زكاة الفطر إلى فقراء بلده، 04/04/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *