هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا

هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا
هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا

هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا من المعلومات التي يبحث كثير من المسلمين في العالم الإسلامي عنها، وخصوصًا في شهر رمضان ودخول العشر الأوخر من شهر رمضان، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن صلاة قيام الليل وفضلها، وسوف يتم إدراج حكم الجهر بالقراءة في صلاة قيام الليل للمنفرد، وحكم الجهر بالقراءة لمن صلى إمامًا بأهله في قيام الليل، وكيفية صلاة قيام الليل، وهل يجوز القراءة سرًا فيها، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.

فضل قيام الليل في الإسلام

إنَّ صلاة قيام الليل من صلاة النافلة والسنن المستحبة والمشروعة في الإسلام، فقد شرع الله تعالى صلاة قيام الليل للمسلمين وحثَّ عليها في كتابه الكريم، حيث وردت آيات كثيرة تبين مكانة من يقوم الليل عند الله تعالى، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ”،[1] وقد وردت العديد من الأحاديث التي تحثُّ المسلمين على المحافظة على صلاة قيام الليل، حيث ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ”،[2] وهذه وصية من النبي عليه الصلاة والسلام بأن يحرص المسلم على قيام الليل، فإنَّ أجر صلاة قيام الليل عظيم جدًّا، وهو سبب لدخول الجنة، فعن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّها الناسُ أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ”،[3] وعلى المسلم أن يحرص على صلاة قيام الليل ليفوز برضى الله تعالى.[4]

هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا

يجوز للمسلم أن يجهر بالقراءة حتى لو كان منفردًا، بل ذلك مستحب لأنه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أنَّه عليه الصلاة والسلام كان يجهر بالقراءة، وقد ثبت في الحديث عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: “قُمتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً ، فقامَ فقرأَ سورةَ البقرةِ ، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ فَسألَ ، ولا يمرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وقَفَ فتعوَّذَ ، قالَ: ثمَّ رَكَعَ بقَدرِ قيامِهِ ، يقولُ في رُكوعِهِ: سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ ، ثمَّ سجدَ بقدرِ قيامِهِ ، ثمَّ قالَ في سُجودِهِ مثلَ ذلِكَ ، ثمَّ قامَ فقرأَ بآلِ عمرانَ ، ثمَّ قرأَ سورةً سورةً”،[5] وهذا الحديث يدلُّ على أنَّ النبي كان يصلي صلاة قيام الليل جهرًا، واتباعه سنة مستحبة والله أعلم.[6]

هل يجوز صلاة قيام الليل سرا

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة قيام الليل أحيانًا جهرًا وأحيانًا سرًّا، ولذلك يجوز للمسلم أن يصلي قيام الليل سرًّا ولا حرج في ذلك، وهو أيضًا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، فقد ورد في الحديث عن عبدِ اللهِ بنِ أبي قَيْسٍ، قال: “سألتُ عائشةَ رَضِيَ الله عنها عن وتْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: ربَّما أوتَرَ أوَّلَ اللَّيلِ، وربَّما أوتَرَ مِن آخِرِه، قلتُ: كيفَ كانتْ قراءتُه؟ أكان يُسِرُّ بالقراءةِ أم يَجهَرُ؟ قالت: كلَّ ذلك كان يفعَلُ، ربَّما أَسَرَّ، وربَّما جَهَرَ، وربَّما اغتسَلَ فنامَ، وربَّما توضَّأَ فنامَ”،[7] ولذلك فالأمر في سعة، والأفضل أن يتبع المسلم ما هو أفضل لخشوعه وتدبره في الصلاة، وفي كل ذلك خير وسنة عن النبي عليه الصلاة والسلام.[6]

هل يجهر بالقراءة في قيام الليل من صلى بزوجته

إذا صلى المسلم قيام الليل بزوجته أو أهل بيته فإنه يجهر في القراءة وذلك سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تصلي النساء وراءه، ولو كانت امرأة واحدة، فأنها تصلي خلفه، وهو يجهر في القراءة، وقد أشار ابن باز رحمه الله إلى ذلك بقول: “دلت هذه الأحاديث على أن الجهر بالقراءة في صلاة الليل أفضل، ولأن ذلك أخشع للقلب وأنفع للمستمعين إلا أن يكون حوله مرضى أو نوام أو مصلون أو قراء، فالأفضل خفض الصوت على وجه لا يترتب عليه إشغال المصلين والقراء، وإيقاظ النائمين، وإزعاج المرضى. وإن أسر في بعض صلاة الليل إذا كان وحده فلا حرج لحديث عائشة المذكور. ولأن ذلك قد يكون أخشع لقلبه وأرفق به في بعض الأوقات”.[8]

ما هي السور التي تقرأ في صلاة قيام الليل

لم يرد في السنة النبوية تخصيص سورة معينة لقيام الليل، حيث يقرأ المسلم في صلاة قيام الليل ما تيسر من كتاب الله تعالى، ولا حرج في ذلك، وقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة البقرة وغيرها من السور في قيام الليل، ولذلك يشرع للمسلم أن يقرأ ما يشاء في صلاة القيام، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ”،[9] وهذه الآية تشير إلى جواز قراءة ما تيسر والله أعلم.[10]

كيفية صلاة قيام الليل منفردا

إنَّ صلاة الليل عمومًا تكون مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين، يصلي المسلم ركعتين يقرأ  في كل ركعة الفاتحة وبعدها ما تيسر من كتاب الله تعالى، وإن شاء جهر بالقراءة وإن شاء أسر فيها، والسنة المستحبة أن يجهر، ويسلم من كل ركعتين، مع جلسة خفيفة ثم يتابع الصلاة، وبعد أن ينتهي يوتر بركعة واحدة، وهذا هو هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى”،[11] وهذا يشير إلى طريقة صلاة قيام الليل المستحبة والمسنونة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.[12]

مقالات قد تهمك

هل يجوز قيام الليل بعد صلاة الوتر في التراويح ما حكم صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
كم عدد ركعات التهجد في العشر الاواخر من شهر رمضان ماذا يقرأ في صلاة الوتر الواحدة وكيف يصليها

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز الجهر في صلاة قيام الليل منفردا وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن قيام الليل وفضل قيام الليل حسب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتعرفنا على حكم الجهر في القرآن في صلاة قيام الليل للمنفرد، وحكم الجهر بالقراءة لمن صلى إمامًا بزوجته في القيام، وما إلى هنالك من معلومات أخرى.

المراجع

  1. ^ سورة الزمر، الآية 9
  2. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 755، صحيح
  3. ^ تخريج رياض الصالحين، عبد الله بن سلام، شعيب الأرناؤوط، 1166، صحيح
  4. ^ wikiwand.com، صلاة التهجد، 03/04/2024
  5. ^ صحيح أبي داود، عوف بن مالك الأشجعي، الألباني، 873، صحيح
  6. ^ binbaz.org.sa، هل يجهر بالقراءة من صلى بزوجته في صلاة الليل؟، 03/04/2024
  7. ^ صحيح أبي داود، السيدة عائشة، الألباني، 1437، صحيح
  8. ^ islamweb.net، السنة في قيام الليل والوتر: الجهر أم الإسرار؟، 03/04/2024
  9. ^ سورة المزمل، الآية 20
  10. ^ islamweb.net، يقرأ المصلي في قيام الليل ما تيسر من القرآن، 03/04/2024
  11. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 990، صحيح
  12. ^ binbaz.org.sa، ما صفة صلاة قيام الليل، 03/04/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *