عناصر المقال
شرح حديث تعجلوا إلى الحج ومدى صحته، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، حيثُ يعتبر من الأحاديث النبوية المهمة التي يبحث عن شرحها العديد من المسلمين، فهو من الأحاديث التي يكثر انتشارها بين الناس لأنه يتحدث عن عبادة عظيمة ينال من خلالها المسلم الأجر والثواب العظيم من الله، والمغفرة من الذنوب والخطايا، ومن هذا المنطلق سوف يتم بيان مفهوم الحج في الإسلام، ثمّ التطرق لشرح حديث تعجلوا إلى الحج بالتفصيل، بالإضافة إلى بيان ما صحة حديث تعجلوا إلى الحج كما ورد عن أهل العلم.
الحج في الإسلام
يُعتبر الحج أحد الأركان الخَمسة التي قام عليها دين الإسلام، ويعرف الحج بأنه قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك مُحدّدة، حيث إنّ عبادة الحج هي فرض على كلّ مُسلم قادر مرة في حياته، وقد ثبتت مشروعيته في القرآن والسنة والإجماع، ومما دل على مشروعية الحج من القرآن قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[1]، ومن السنة الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: “أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسولَ اللهِ، فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم”[2]، والحج يعتبر من الفرائض التي يتقرّب المُسلم بها من الله، كما أنه من العبادات التي تهدم جميع ما قبلها، فهي كالدّخول في الاسلام من أوّل وجديد، وفيه تجديد للعهد بين العبد وربّه.[3]
شرح حديث تعجلوا إلى الحج
روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” تعجَّلوا إلى الحجِّ – يعني الفريضةَ – فإنَّ أحدَكم لا يدري ما يعرِضُ له”[4]، والمقصود من الحديث الشّريف هو معرفة أهمية المبادرة والمسارعة إلى أداء حج الفريضة عند الاستطاعة وعدم تأخيره، حيث يقصد بـ “تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة- ” أي سارِعوا إلى حَجِّ الفريضةِ، وهو الحج الذي فرضه الله -سبحانه وتعالى- على عباده المستطيعين، بحيث يبين الحديث أنّه ينبغي على المسلم أن يسارع إلى الحج عند توفر القدرة المالية والبدنية له، وذلك من خلال عدم تأخيره، أما قوله “فإنَّ أحدَكم لا يدري ما يعرِضُ له”، يقصد به فلا أحد يعرف ما سيصيبه من حوادث الزمان كالمرض أو العجر أو الوفاة أو الأمور التي ستقف عائقًا أمامه فتصرفه عن الحج، لذلك لا ينبغي تأخيره، والحرص على عدم تفويت هذه الفرصة العظيمة، لأنها قد لا تدرك أبدًا.[5]
صحة حديث تعجلوا إلى الحج
إنّ حديث تعجلوا إلى الحج هو حديثٌ حسن، وهو من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أهمية المسارعة إلى تأدية فريضة الحج إلى بيت الله الحرام عند الاستطاعة، وقد نص الحديث على ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” تعجَّلوا إلى الحجِّ – يعني الفريضةَ – فإنَّ أحدَكم لا يدري ما يعرِضُ له”[4]، فقد نقله عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وصححه الألباني في إرواء الغليل، وقد أخرجه أحمد (2869)، والفاكهي في ((أخبار مكة)) (812) واللفظ لهما، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (6031)[5]، كما له رواية أخرى صححها الألباني في صحيح الجامع برقم (2957)، وهو ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ ، فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدرِي ما يَعرِضُ لَهُ”[6].
من أراد الحج فَلْيَتَعَجَّلْ
ورد حديث من أراد الحج فليتعجل في صحيح ابن ماجه، حيثُ ينصُّ على ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “مَن أراد الحج فليتعجَّل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة”[7]، فإنّ هذا الحديث هو حديث حسن، فقد نقله عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وصححه الألباني برقم (2349)، وقد أخرجه أبو داود (1732) مختصراً، وابن ماجه (2883)، وأحمد (1834) واللفظ لهما، ويدل هذا الحديث على جوب الحج وحكم تاركه، أما معناه وتفسيره بقول “مَن أرادَ الحَجَّ فليَتعَجَّلْ”، أي أنه من نوى الحج عليه أن يسارع إلى أداء هذه الفريضة الواجبة عِندَ الاستطاعة، أما قوله “فإنَّه قد يَمرَضُ المَريضُ”، أيْ أنه قد يمرض الإنسان ويمنعه هذا المرض من الحج، “وتَضِلُّ الضَّالَّةُ”، أيْ ربما يحصل للإنسان بعض من الأسباب التي تجعل فرصة ذهابه للحج صعبة كأن يذهب ماله، أو يضعف جسده، وقوله “وتَعرِضُ الحاجةُ”، أيْ أنه قد يحدث له بعض من حوداث الزمان التي تمنعه من أداء هذه الفريضة وتفويتها، ويجدر بالإشارة إلى أنه كل طاعة يخاف المسلم أن يمنعه شيء من أدائها يتوجب عليه القيام بها وعدم تأخيرها، فإنها قد لا تُدرَكُ أبَدًا.[8]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح حديث تعجلوا إلى الحج ومدى صحته، وقد تعرفنا على مفهوم الحج في الإسلام، كما قمنا ببيان شرح حديث تعجلوا إلى الحج، ثمّ تعرفنا على صحة الحديث الشريف، ونختم المقال ببيان نص حديث من أراد الحج فليتعجل وشرحه بالتفصيل، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وإن نكن حملنا لكم الفائدة المرجوة.
المراجع
- ^ سورة آل عمران ، الآية 97
- ^ السنن الصغير للبيهقي، أبو هريرة ، البيهقي ، 2/138 ، ثابت.
- ^ wikiwand.com، الحج في الإسلام، 21/05/2023
- ^ إرواء الغليل، عبدالله بن عباس، الألباني ، 990، حسن.
- ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 21/05/2023
- ^ صحيح الجامع، عبدالله بن عباس، الألباني، 2957، صحيح.
- ^ صحيح ابن ماجه ، عبدالله بن عباس ، الألباني ، 2649، حسن.
- ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 21/05/2023
التعليقات