حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج حسب أقوال العلماء

حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج حسب أقوال العلماء
حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج حسب أقوال العلماء من المعلومات التي يجهلها كثير من المسملين، ومن الضروري التعرف على مثل هذه الأحكام حتى لا يقع المسلم في مخالفات لا ترضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار في هذا المقال معلومات عن حادثة الإسراء والمعراج في الإسلام، وسوف يتم توضيح حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج حسب أقوال مختلف العلماء مثل ابن باز وابن عثيمين وغيرهما، وسوف يتم التعرف على حكم الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج وما إلى هنالك من تفاصيل متعلقة.

حادثة الإسراء والمعراج في الإسلام

لقد وردت في الإسلام الكثير من الحوادث المهمة والتي كان لها أثر كبير في التشريع الإسلامي، وتعتبر حادثة الإسراء والمعراج من أهم تلك الحوادث التاريخية وأشهرها، فقد وقعت في بداية الدعوة الإسلامية ما بين السنة 11 إلى السنة 12 من البعثة النبوية حسب بعض الأقوال، وتشير هذه الحادثة إلى الرحلة التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، فقد أسريَ به عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، وتسمَّى هذه الرحلة باسم الإسراء، وعُرج بها أيضًا في نفس الليلة من قبة الصخرة في القدس إلى السماء السابعة ووصل إلى سدرة المنتهى وهي أعلى نقطة ومكان يمكن أن يصل إليه أيُّ مخلوق، وسمِّيت هذه الرحلة السماوية باسم رحلة المعراج، وهي من العروج وهو الصعود في اللغة العربية، وقد أجرى الرحلة على دابة تسمى البراق وهي بين الحمار والحصان، وقد رافقه جبريل عليه السلام في الرحلة والتي تعدُّ من أعظم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد وردت صحة الإسراء والمعراج في العديد من الأدلة من القرآن والسنة، فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى لكفار قريش وكأنه يراه، وقد ذكر الله تعالى رحلة الإسراء في سورة الإسراء، فقال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”،[1] وذكر رحلة المعراج في سورة النجم، فقد قال تعالى جل من قائل: “فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ  مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ”،[2] وقد تضاربت ردة الفعل بين الناس في مكة المكرمة حول هذه الحادثة، إذ ازداد المشركون عنادًا وتكذيبًا، وانقسم المسلمون بين مكذبين ارتدوا عن الإسلام وهم قلة، وآخرين صدقوا الرسول وازدادوا به إيمانًا وتصديقًا.[3]

حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

اختلف الفقهاء من أهل العلم في الإسلام حول حكم الاحتفال بلية الإسراء والمعراج وذلك مثل كثير من الأمور الأخرى، وتعود هذه الخلافات إلى عدم وجود نصوص تحرم هذا الشيء أو تبيحه، ولذلك يختلف فهم وتفسير كل نص متعلق بمثل هذه الأمور من فقيه إلى آخر، كما يختلف حسب الأدلة التي اعتمد عليها كل من أفتى في مثل هذه الاحتفالات، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال العلماء في الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بشكل مفصل:

جواز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

ذهب فريق من العلماء إلى أنَّه يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وهو أمر لم يحرمه الشرع الإسلامي، حيث يجوز للمسلم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال مختلف أنواع الطاعات والقربات، بل إنَّ ذلك من الأمور المشروعة والمندوبة تعظيمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واغتنام هذه الليلة في الطاعات، كما أنَّ تحريم الاحتفال بهذه المناسبة لا يعوِّل عليه حسب أصحاب هذا الرأي لأنَّه لا يعتمد على أدلة صحيحة، وإنما اجتهادات مبتدعة في هذا الشأن، ولا يدخل الاحتفال بها ضمن ما يسمى البدع المحدثة في الدين، لأنَّه ليس تشريعًا ولا يمسُّ العقيدة، إنما وقت يقضيه المسلم في طاعة وعبادة مثل أي وقت، وإنما يكون في هذه الحالة استذكارًا لتلك الحادثة العظيمة التي واسى بها الله تعالى نبيه وعظمه وأعلى شأنه على جميع الخلق.[4]

تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

ذهب فريق من العلماء في الإسلام إلى أنَّ الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من الأمور المحدثة في الشرع، ولا يجوز للمسلمين الاحتفال بها، وهي ليلة مثل غيرها من الليالي الأخرى، إذ أنَّ المشهور لديهم أنَّ كل بدعة في الدين ضلالة، ولا يجوز للمسلمين ابتداع مثل هذه المناسبات التي لم ترد في كتاب الله تعالى ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يحتفل بها الصحابة والتابعون من بعدهم، هذا إذا كان تاريخ الليلة معروف أصلًا، ولكنها إضافة إلى ذلك مجهولة التاريخ، وقد أثير حولها خلاف كبير شرعي وتاريخي، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنها وقعت في الثالث عشر من شهر ربيع الآخر، ومنهم من قال في شهر رجب، ومنهم من قال في شهر رمضان أو في شوال، وكل ذلك لم يثبت بسند صحيح لا عن النبي ولا عن الصحابة ولا عن غيرهم من التابعين.[5]

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن باز

ذهب ابن باز رحمه الله تعالى إلى تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وهي ليلة مثل بقية الليالي لا يجوز تخصيصها بشيء من عبادة أو طاعة، ولم يثبت فضلها في الإسلام، كما أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته أنهم اختصوا هذه الليلة بشيء، وقد أشار ابن باز إلى ذلك بقوله:[6]

“ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها .. هذا لو عُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال إنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل، لا أساس له في الأحاديث الصحيحة”.

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن عثيمين

يرى ابن عثيمين رحمه الله أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من الأمور المحدثة والمبتدعة في الدين، ومن المعروف في الحديث الصحيح أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، كما يرى أنه لم يصحُّ أن ليلة الإسراء في 27 من شهر رجب، ولم يهتم الصحابة بها، ولو كانت ذات فضل مخصص لاهتموا بها وحددوا تاريخها ولم يحصل حولها هذا الخلاف التاريخي والشرعي، ولذلك فإنَّ عدم معرفة تاريخها الدقيق دليل أيضًا على عدم جواز الاحتفال بها وإنما هي ليلة مثل بقية الليالي.[5]

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أنَّ الاحتفال بهذه الليلة لا يجوز وهو بدعة ليست من الإسلام في شيء، فلم يحتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا التابعين من بعدهم، ولو كان خيرًا لكان لهم فضل السبق في ذلك، وهي بدعة أحدثها العبيديون في مصر، ولا يعرف تاريخ ليلة الإسراء والمعراج الصحيح، واختلف الفقهاء والمؤرخون بشكل كبير حول التاريخ الصحيح لها، وبناء عليه لا يجوز الاحتفال بها ولا تخصيصها بشيء من عبادة أو طاعة.[7]

حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج الإسلام سؤال وجواب

ذهب الفقهاء في موقع الإسلام سؤال وجواب إلى أنَّ الاحتفال في ليلة الإسراء والمعراج بدعة ولا أصل له في الإسلام، وهي من البدع المحدثة في الدين، ولذلك لا يجوز الاحتفال فيها ولا تخصيصها بشيء من عبادة أو طاعة كون لا يعرف تاريخ الصحيح، ولم يثبت أنها في رجب أو شعبان أو غيره من الشهور الأخرى.[8]

هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج

إنَّ الدعاء من الأمور المشروعة في الإسلام في كل وقت وحين، وقد أمر الله تعالى عباده المسلمين بالتوجه إليه بالدعاء في كل وقت وفي جميع الأحوال، ولذلك يعتبر الدعاء أعظم العبادات وأساس العبادات كلها، وعلى الرغم من أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام أي شيء يشي إلى فضل الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج، ولم يرد أي حديث يشير إلى أنَّها من الأوقات المستحبة للدعاء أو التي يستجاب فيها الدعاء، ولكنها مثل بقية الليالي يجوز الدعاء فيها كما في غيرها، وحسب الفقهاء الذين أشاروا إلى تحريم الاحتفال فيها أيضًا يجوز الدعاء في جميع الليالي وفي ليلة 27 من شهر رجب على اعتبارها مثل جميع الليالي لا على اعتبارها ليلة مميزة أو ذات شان يجعلها مفضلة على غيرها.[9]

مقالات قد تهمك

اعمال ليلة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة من الإسراء والمعراج أفضل +50 دعاء ليلة الاسراء والمعراج مكتوب وبالصور
بحث عن ليلة الاسراء والمعراج كامل بالمقدمة والخاتمة من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج
حكم التهنئة بشهر رجب وصحة حديث من يبارك الناس في رجب معلومات عن السنة الهجرية وعدد أيامها وشهورها

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج حسب أقوال العلماء وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن ليلة الإسراء والمعراج في الإسلام، وعرفنا هل يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أم لا حسب مختلف الأقوال الواردة في ذلك، وعرفنا حكم الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج وغير ذلك من المعلومات.

المراجع

  1. ^ سورة الإسراء، الآية 1
  2. ^ سورة النجم، الآيات 15-18
  3. ^ wikiwand.com، الإسراء والمعراج، 12/02/2024
  4. ^ dar-alifta.org، الاحتفال بالإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب، 12/02/2024
  5. ^ binothaimeen.net، الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، 12/02/2024
  6. ^ binbaz.org.sa، حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، 12/02/2024
  7. ^ islamweb.net، الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، 12/02/2024
  8. ^ islamqa.info، الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، 12/02/2024
  9. ^ islamweb.net، الدعاء ليلة الإسراء والمعراج في ميزان الشرع، 12/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *