حكم قول مدد يا فلان وحكم الاستغاثة بغير الله

حكم قول مدد يا فلان وحكم الاستغاثة بغير الله
حكم قول مدد يا فلان

حكم قول مدد يا فلان وحكم الاستغاثة بغير الله -سبحانه وتعالى-  في الشريعة الإسلامية، فالكثير من أهل العلم تطرقوا لهذه الأحكام الشرعية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا في العقيدة السليمة الصحيحة للعبد، حيث إن العباد مأمورون بالعبودية المطلقة لله وحده دون غيره، ومأمورون بالإيمان بالربوبية والألوهية وبالأسماء والصفات لله سبحانه، وأنّه هو المتصرف هو القادر لا أحد شريكٌ له في الملك ولا في القدرة، وعبر هذا المقال سيتم عرض حكم طلب المدد من غير الله سبحانه وتعالى.

حكم قول مدد يا فلان

لا يجوز للمسلم أن يطلب المدد من غير الله، فطلب المدد والاستغاثة من العبادات، والتي لا يجوز صرفها لغير الله، ولا طلب المدد من غيره سبحانه، وقد أخبر أهل العلم أن قول مدد يا فلان صورة من صور دعاء غير الله وهذا من الشرك الذي يخرج صاحبه من الملة، وقول المنشدين مدد يا حسين مدد يا زينب مدد يا رسول الله يا ولي الله يا فلان يا علان، كل هذا لا يجوز، وهو من أنواع الاستغاثة بالأموات، ويراد به العطاء والغوث والنصرة، وقد استدل أهل العلم على تحريم ذلك بالكثير من الأدلة الشرعية والتي منها:[1]

  • قال تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.[2]
  • قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}.[3]
  • قال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ * إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز لعن ابليس وهل ثبت حديث لعن الشيطان

حكم الاستغاثة بغير الله

إن الاستغاثة بغير الله لا تجوز، فالاستغاثة عبادة والعبادة لا تُصرف إلا لله سبحانه وتعالى، وقد ذكر أهل العلم أنه لا يباح لأحد من الناس مطلقًا أن يستغيث بمخلوق، سواءً كان شيخًا حاضرًا أو غائبًا أو ميتًا، كأن يقول يا فلان أغثني أو يا فلان مدد، فهذا كله من الشرك الذي يخرج صاحبه من الملة، وقد حرّمه الله وحرّمه رسول الله، والكثير من الناس يستغيثون بالمخلوقات فتتمثل لهم الشياطين بصور هؤلاء ويقضون لهم بعض حوائجهم فيظنون أن ذلك من الكرامة وأنه من قدرة من استغاثوا به من دون الله فيكون أن أسباب وصولهم للشرك وعبادة الأوثان، وهذا أيضًا حال من يستغيث بالأموات والصالحين ونحوهم، وهذا من أهم الأسباب التي عبد الخلق من أجلها الأوثان، فدعاء القبور والاستعانة بهم وسؤالهم النصر والرزق والعافية والولد والمال والفرج والغوث وغير ذلك إنما هو شركٌ أكبر لا يجوز للمسلم أن يأتيه والله ورسوله أعلم.[5]

قول مدد يا فلان إسلام ويب

المدد هو العون، وطلب المدد والعون يكون ممن يقدر عليه ليس شركًا بالله، أما من طلب المدد والعون والغوث من المخلوق في أمور لا يقدر عليها إلا الله فهذا هو الشرك، أما طلب أمور دنيوية يقدر عليها الخلق من المخلوقين ليس بشرك وهذا ما أكّده القائمين على موقع إسلام ويب، على أن يكون المدد مستطاعًا عليه، وأن يكون مفهومًا ومعروفًا ما يُقصد به وما يُطلب به ولا يدخل في الاطلاع على الغيب، فمن طلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى فقد أشرك كما ورد عن شمس الدين الأفغاني، أما من قام بطلب أمرٍ من غير الله مما يقدر عليه فهذا لا حرج عليه، والاستمداد من الميت أو الغائب لا يجوز وهو شرك بالله جملةً وتفصيلًا ولا شك ذلك.[6]

شاهد أيضًاما حكم قول الله يلعنك عند الغضب وهل يجوز لعن المسلم الظالم

حكم طلب المدد من الرسول

إن قول مدد يا رسول الله أو مدد يا نبي الله من الشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة كما أخبر أهل العلم، وهذا معناه أن الإنسان يطلب الغوث والعون من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد جاء إجماع أهل العلم على أن من استغاث بالأموات حتى لو كانوا أنبياء فإنه أشرك بالله، وكذلك من استغاث بالملائكة أو الجن أو الصنم أو الحجر والشجر والكواكب ونحوها، وقد دلّ على ذلك الكثير من الآيات في القرآن الكريم، وهذا ما كان عليه المشركين الأوائل، وقد قال الله في محكم تنزيله: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}.[7] فالله سبحانه وتعالى يعبد وحده لا شريك له بكل أنواع العبادة من الدعاء وطلب العون والمدد والاستغاثة ولا يشاركه بذلك أي مخلوق ولا الأنبياء ولا الملائكة، فالشرك بدأ من تعظيم الصالحين حتى وصل لعبادتهم وقد كان  يظن المشركون أن تماثيل الصالحين تقربهم من الله زلفى وهذا خطأ لا يصح ذلك ولا وسيط بين العبد وربه، ومن استغاث بغير الله من الأموات فقد أشرك ولا خلاف في ذلك والله ورسوله أعلم.[8]

ما معنى كلمة مدد يا رسول الله

شاع عند أهل البدع من الناس ومن يتاجرون بدين الله ويعبثون بعقول الناس ويفسدون بعقيدتهم الكثير من الأباطيل والترهات، وقد أخبر هؤلاء أن المدد عندهم هو طلب العون من الرسول مباشرةً أو ما يعرف بالمدد من الشيخ الذي يعلم بالغيب ويعلم أن مريده في حاجة إلى عونه فيمده بشيء من الأسرار بالقوى الغيبية التي يمتلكها ووراء أسباب الطبيعة، وقد قالوا أيضًا أن كلمة مدد يختلف معناها باختلاف نية ناطقها، فتحمل معنى النصرة والعدد، والعون بالمال والسلاح والقوة والجاه، والمددة بالقوة، ويقصد بها المدد بكل شيء حسي أو معنوي، ككشف ضر ودفع سوء، ويزيد هؤلاء أنه لو قال المسلم مدد يا الله أي أعني وقوني وانصرني وزدني وارحمني وبارك لي ومدني بقدرتك، أما لو قال مدد يا رسول الله أي علمنا ما جاءك ومدنا بما مدك الله ومن قال مدد يا أولياء الله أي علمونا وساعدونا بما ينفعنا، ويعتقدون أنهم بحاجة للاستعانة بالمخلوقات لنيل المدد مما سخر الله للإنسان في الأرض، وهذا لا يجوز ولا يصح لعاقلٍ مسلم يتقي الله ربه ويعبده حق عبادته، بل هو إن لم يكن شركًا وخروجًا من الإسلام هو طريقٌ لذلك، فواجب المسلم أن يترك كل هذه الأمور وأن يرجع إلى الله وحده لا يطلب المدد إلا منه ولا العون إلا منه ولا يدعو إلا الله ربه وحده لا شريك له، حتى يحقق التوحيد التام الكامل المطلوب منه أن يحققه والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء

حكم قول مدد يا حسين

إن طلب الدعاء كما أخبر أهل العلم من الحي الحاضر القادر على الشيء مشروع، أما الميت الغائب فلا يُسأل أمرًا أبدًا، ولا يجوز قول يا حسين مدد ولا يا فاطمة مدد ولا يا رسول الله مدد، ولا لأي ولي ولا نبي ولا غيرهم من الأموات أو الغائبين لا يشرع طلب المدد منهم، فمهما علا شأن المخلوق وارتفعت درجته لا ينبغي أن يُسأل ولا يُطلب منه المدد ولا العون ولا يُدعى، فكل ذلك لله خالصًا لا شريك له فهو من العبادات التي لا تجوز إلا لله وحدة، ولا يشرع طلب المدد من الأنبياء والرسل فكيف يُطلب من الحسين، ولم يرد عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم استغاثوا بميت ولا بالنبي ولم يطلبوا منه الدعاء أو العون وهو ميت والله ورسوله أعلم.[9]

في نهاية مقال حكم قول مدد يا فلان وحكم الاستغاثة بغير الله، تم تسليط الضوء على معنى قول مدد، وبيان حكم  طلب المدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب المدد من الصالحين والأنبياء والمرسلين، وحكم قول مدد يا حسين، وبيان حكم الاستغاثة بغير الله وكيف أنّ هذا الفعل من الشرك الأكبر المخرج من الملة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، طلب المدد من غير الله شرك، 26/04/2023
  2. ^ سورة فاطر ، الآية 14
  3. ^ سورة الأحقاف ، الآية 5
  4. ^ سورة الأعراف ، الآيات 190-194
  5. ^ dorar.net، المَطْلَبُ الثَّاني: الاستغاثةُ بغيرِ اللهِ تعالى، 26/04/2023
  6. ^ islamweb.net، قول: "مدد يا فلان"، 26/04/2023
  7. ^ سورة الزمر ، الآيات 1-3
  8. ^ binbaz.org.sa، حكم طلب المدد من الرسول، 26/04/2023
  9. ^ islamweb.net، الاستغاثة والتوسل بالأولياء الموتى، 26/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *