ما حكم قول علي الحرام وهل يعد طلاقا في الإسلام

ما حكم قول علي الحرام وهل يعد طلاقا في الإسلام
حكم قول علي الحرام

ما حكم قول علي الحرام وهل يعد طلاقا في الإسلام، حيث إنّ الطلاق هو من الأمور الحساسة والتي تعد أمرًا عظيمًا في الإسلام، وذلك لأنّ الإنسان لمّا يقع الطلاق منه فإنّه يهدم أسرة بأكملها والأسرة هي الخلية الأولى التي تنجح من ورائها الأمة بأكملها، لذلك فإنّ هذا المقال سيكون تفصيلًا عن بعض الأحكام التي لها علاقة بالطلاق والحلف بالحرام وما إلى ذلك من الأمور.

هل الحلف بالحرام يعتبر طلاق

إنّ الحلف بالحرام يعتبر طلاقًا في حال كانت نية الشخص الذي تكلم بهذه اللفظة هي الطلاق، كأن يقول علي الحرام أن لا أفعل كذا وإن فعلته فإنّ امرأتي ستكون طالق، فهنا يُد هذا اليمين طلاقًا لأنّ نية القائل كانت الطلاق، أمّا لو لم تكن نيته الطلاق وكانت نيته مثلًا اليمين فقط فإنّه يلزمه فقط كفارة اليمين في حال الحنث، والله أعلم بكل أمر.[1]

شاهد أيضًا: حكم قول ما شاء الله وشئت ومتى يكون قولها شركًا أصغر أو أكبر

حكم قول علي الحرام

إنّ حكم قول علي الحرام غير جائز فالأصل لا يُحلف إلا بأسماء الله تعالى وصفاته، ثم إنّ حكم قول قائل علي الحرام ومن ثم حنث باليمين فإنّه يلزمه كفارة إمّا كفارة يمين أو كفارة ظهار وقد ذكر شيخ الإسلام ابني تيمية -رحمه الله- أنّه لو أخرج كفارة الظهار فإنّ ذلك أحسن، وقد ذكر الإمام مالك والإمام الشافعي أنّه لو قال إن فعلت كذا فإنّه حرام علي فإن كان غير الزوجة فإنّه لا يلزمه شيء ويُعد يمينه يمين لغو كما ذكر العلماء، وقال جمعٌ من العلماء هو في حل من أمره فيمكنه أن يعتزل ما حلف على تحريمه ويمكنه أن يدفع كفارة يمين، والله أعلم.[1]

هل يجوز التراجع عن الحلف بالحرام

يجوز التراجع عن الحلف بالحرام في كل الأمور التي أحلها الله تعالى إلا الزوجة، فإن كان يقصد أنّه يحلف على امرأته فله ما نوى، فإن نوى الظهار من امرأته فهو ظهار وإن نوى الطلاق فهو طلاق وإن نوى يمينًا فقط فهي يمين فقط، والعمدة في هذا الأمر ما روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمَن كانَت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ لدنيا يُصيبُها أوِ امرأةٍ يتزوَّجُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ”.[2]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة

حكم الحلف بالحرام وقت الغضب

إنّ الحالف يجب أن يتنبه أيضًا إلى نيته في أثناء الحلف لأنّ الأعمال إنّما تثبت من خلال النية ولكل امرئ ما نواه، وقد ورد أنّ حلف الغضبان إنمّا يثبت من خلال حالة الغضب تلك فلو كان قد غضب غضبُا شديدًا لا يعي معه ما يفعله وما يقوله فإنّه لا شيء عليه، أمّا لو كان في حالة عادية من الغضب وهو مدرك ما يقول فإنّ عليه إما كفارة اليمين في حال كان يمينًا أو لو كان طلاقًا فإنّ الطلاق يقع، والله أعلم.[1]

كفارة الحلف بالحرام

إن كان الحلف بالحرام على الزوجة فقد سبق وأُشير في سابق الكلام عمّا يجب أن يفعله، أمّا لو كان على غير الزوجة ففي لك الأمر قولان تفصيلهما فيما يلي:[3]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الحلف هنا لا يحتاج إلى كفارة وذلك لأنه لا يُمكن أن يحرم ما أحله الله تعالى له.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول وهو القول الراجح إلى أنّ عليه كفارة لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}،[4] فيلزمه هنا كفارة اليمين.

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول علي الحرام والطلاق

إن قول علي الحرام هو يمين مخالف لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وصى عليه الصلاة والسلام أنّ مَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت، والأصل في ذلك أن يُنظر فيما بعد إلى نية القائل إن كانت نيته الطلاق فإن الطلاق يقع على امرأته إن حُنث اليمين، أمّا لو لم يكن المقصود الطلاق في اليمين فإنّه لا بأس به، والله أعلم.[5]

حكم قول علي الحرام من زوجتي

إنّ يمين علي الحرام كله غير جائز لأنّه حلف بغير الله تعالى، وأمّا لو حدث وقاله الزوج فإنّه يجب أن يُنظر في نيته كما قال علماء أهل السنة والجماعة، فلو كانت نيته أن امرأته تكون طالقًا منه فإنّه تطلق بحنث اليمين، ولو كانت نيته الظهار فإنّ عليه كفارة الظهار إن وقع اليمين وأمّا لو كان قاصدًا ليمين عادي فإنّ عليه كفارة اليمين كما قال العلماء، ولا بدّ من التنبه إلى أمرٍ حيث إنّ بعضهم يقول علي الحرام من ظهر زوجتي فإنّ هذا لا يختلف وذلك لأنّ الطلاق لا يتبعض فلا يكون ظهر المرأة حرام وباقي جسدها حلال.[6]

قال العلماء كما جاء في الشرح الممتع: “وقوله: أو بعضها أي: شبه بعضها، بأن قال: يدك علي كظهر أمي، نقول: هذا مظاهر، لأن التحريم لا يتبعض، فلا يوجد امرأة يدها حلال وجسمها حرام، ولا العكس، ولهذا سبق لنا أنه لو طلق عضواً من أعضائها طلقت، لأن الطلاق لا يتبعض”، والله أعلم.[6]

إلى هنا يكون قد انتهى مقال ما حكم قول علي الحرام وهل يعد طلاقا وذكرنا فيه معلومات وافرة وهامة عن مسألة الطلاق في الإسلام، وهل يصح للمسلم  أن يُظاهر امرأته وما هي كفارة هذا اليمين، وهل يُمكن تبعيض الطلاق بأن يكون جزء من جسد المرأة حلالًا والآخر حرامًا.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، حكم قول الحالف : عليّ الحرام، 03/04/2023
  2. ^ islamweb.net، حالات أربع لمن حلف بالحرام على زوجته، 03/04/2023
  3. ^ islamweb.net، كفارة من حلف بالحرام على عدم فعل شيء ثم أراد أن يفعله، 03/04/2023
  4. ^ التحريم، 1-2
  5. ^ binothaimeen.net، ما معنى كلمة : " علي الحرام " وهل يقع به الطلاق ؟، 04/04/2023
  6. ^ islamweb.net، حكم قول الرجل: علي الحرام من ظهر زوجتي إذا فعلتُ كذا، 04/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *