ما هي كفارة نسيان صيام القضاء وحكم تأخير القضاء

ما هي كفارة نسيان صيام القضاء وحكم تأخير القضاء
ما هي كفارة نسيان صيام القضاء

ما هي كفارة نسيان صيام القضاء وحكم تأخير القضاء من الأمور الشرعية التي يجب على جميع المسلمين التعرف عليها تجنبًا للوقوع في أخطاء ومحظورات الصيام، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن حكم صيام قضاء ما فات رمضان، وسوف نتعرف على حكم تأخير قضاء ما فات من شهر رمضان، وعلى حكم تأخير قضاء رمضان عدة سنوات، وعلى أقوال الفقهاء في ذلك مثل ابن باز والفقهاء في إسلام ويب، وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.

حكم صيام قضاء رمضان

لقد أوجب الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان المبارك، ولكنَّه رخَّص لبعض الأعذار بالإفطار على أن يتمَّ قضاء تلك الأيام بعد شهر رمضان وبعد زوال العذر الذي منع المسلم من الصيام، ومن هذه الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان المرض والحيض والنفاس بالنسبة للنساء إضافة إلى السفر والذي حدده الشرع بمسافة تزيد على 81 كيلو متر تقريبًا، ومن الآيات التي تدل على قضاء ما فات من شهر رمضان قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”،[1] ولذلك يجب على المسلم قضاء ما فاته من رمضان بعد انتهاء الشهر الفضيل، ولا يشترط في القضاء التتابع ولكنَّه أفضل إذا تمكن المسلم من ذلك.[2]

ما هي كفارة نسيان صيام القضاء

إنَّ قضاء ما فات المسلم من أيام شهر رمضان واجب على المسلم بعد زوال العذر الذي منعه من الصيام، ولا يجوز على المسلم تأخير صيام القضاء من دون عذر، ويجب عليه المسارعة في صيام ما عليه من قضاء، وإذا دخل رمضان التالي ولم يقض المسلم ما عليه من صيام فإنَّه يأثم وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره إذا كان ذلك من دون عذر، وفي هذه الحالة أشار جمهور الفقهاء إلى وجوب دفع الكفارة وهي إطعام مسكين مد من الطعام عن كل شخص، وأشار بعضهم إلى عدم وجوب كفارة عليه، وأمَّا في حال النسيان فإنَّ ذلك يعتبر عذرًا وليس على المسلم حرج إذا نسي صيام ما عليه من قضاء حتى دخول رمضان الآخر، ولكن عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره وأن يقضي ما عليه من صيام فقط، لأنَّ التأخير بعذر ليس عليه شيء، والنسيان أحد الأعذار التي يرفع فيها الحرج عن المسلم والله تعالى أعلم.[3]

حكم من نسي صيام القضاء ابن باز

إنَّ تأخير قضاء رمضان غير جائز كما أشار الإمام ابن باز رحمه الله تعالى، ولكن إذا أخر المسلم قضاء رمضان ناسيًا فليس عليه حرج لأنَّ النسيان من الأعذار التي لا يأثم المسلم بسببها، ولكن يجب على المسلم المسارعة إلى قضاء ما عليه عندما يتذكر ذلك، وقد أشار ابن باز إلى ذلك في قوله: “أما كونك ناسياً فلا يمنع من القضاء وإنما يسقط عنك الإثم بسبب النسيان، وليس عليك كفارة ما دمت لم تذكر إلا بعد رمضان آخر؛ لأنك معذور بالنسيان ولا حرج عليك في عدم التكفير، أما إن كنت ذكرت اليوم قبل رمضان ثم تساهلت ولم تقضه إلا بعد رمضان فعليك إطعام مسكين نصف صاع من قوت البلد، من تمر أو حنطة أو أرز أو شعير يدفع لمسكين واحد، أما إذا كان النسيان استمر معك حتى دخل رمضان آخر فلا شيء عليك إلا القضاء”، وهذا يشير إلى أنَّه إذا ذكر الصيام قبل دخول رمضان التالي ولم يصم تكاسلًا دون عذر يأثم وتجب عليه الكفارة.[4]

كفارة من نسي قضاء رمضان إسلام ويب

إن تأخير قضاء رمضان من دون عذر غير جائز في الإسلام وتجب عليه الكفارة حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم إذا دخل رمضان الآخر ولم يقض المسلم ما عليه، ولكن إذا كان ذلك التأخير بعذر فليس على المسلم حرج في ذلك، والنسيان من هذه الأعذار، فمن أخر الصيام معذورًا بالنسيان ليس عليه إلا أن يقضيَ ما فاته من رمضان ولا تجب عليه الكفارة، لأنَّه إنَّما أخَّر ذلك ناسيًا، وقد رفع الحرج عن الناسي في الإسلام، وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه”،[5] وهذا دليل على أنَّ التأخير بسبب النسيان لا حرج فيه والله أعلم.[3]

حكم تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات

إذا تمَّ تأخير قضاء رمضان عدة سنوات بسبب النسيان فلا حرج على المسلم في ذلك كما سبق، وليس على المسلم كفارة بسبب ذلك، لقد اختلف العلماء من أهل الفقه في الإسلام في حكم من ترك صيَام قَضاء ما فاته من رَمضان لعدة أعوام من دون أعذار، قد أوجب بعضهم الكفارة ولم يوجبها البعض الآخر، وفيما يأتي سيتم التفصيل في كلا القولين:

  • القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ المسلم إذا تركَ صيَام ما عليه من شهر رمضان عدة سنوات دون عذر يجب عليه قضاء ما فاته من أيام وأن يدفع الكفارة أو الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم يصومه، وقد قال ابن قدامة في كتاب المغني في ذلك: “فإن أخره لغير عذر حتى أدركه رمضانان أو أكثر لم يكن عليه أكثر من فدية مع الفطر، لأن كثرة التأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين لم يكن عليه أكثر من فعله”، ولا يجب عليه أكثر من فدية واحدة في ذلك.[6]
  • القول الثاني: ذهب العديد من الفقهاء منهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أنَّه لا يجوز تأخير صيام رمضان من دون عذر، ولكن حتى لو تمَّ التأخير من دون عذر لا يجب على الشخص دفع كفارة حتى لو أخَّر الصيام عدة سنوات، لأنَّ الله تعالى لم يوجب على المسلم إلا الصيام فقط والله تعالى أعلم.[7]

مقالات قد تهمك

مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز ما هو حكم الصيام بعد النصف من شعبان
ما حكم صيام الايام البيض في شعبان في الإسلام هل يجوز الطهاره في نهار رمضان وحكم صيام المرأة إذا طهرت بعد الفجر
حكم صيام اول رجب وأفضل الأعمال في شهر رجب لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين
هل صيام الست من شوال يحتاج نية وحكم التردد في نية صيام التطوع هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه قضاء

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هي كفارة نسيان صيام القضاء وحكم تأخير القضاء وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن قضاء صيام رمضان وعلى حكم قضاء رمضان، كما تعرفنا على حكم تأخير صيام قضاء رمضان بسبب النسيان، وعلى كفارة تأخير صيام القضاء نسيانًا، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 183-184
  2. ^ islamonline.net، صوم القضاء حكمه وكيفيته، 29/02/2024
  3. ^ islamweb.net، كفارة من نسي قضاء رمضان، 29/02/2024
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم نسيان قضاء رمضان حتى دخول رمضان آخر، 29/02/2024
  5. ^ صحيح الجامع، عبد الله بن عباس، الألباني، 1836، صحيح
  6. ^ islamweb.net، حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام، 29/02/2024
  7. ^ binothaimeen.net، القول الراحج فيمن أخر قضاء رمضان إلى رمضان الآخر بلا عذر، 29/02/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *